شابٌ يبدع بتحويل خردة الحديد إلى أعمالٍ فنيَّة

استراحة 2023/03/04
...

 بغداد: سرور العلي 


اتقن الشاب حمزة عباس مهنة الحدادة، ليحولها في ما بعد إلى فن من خلال نحت المجسمات، فهو يمتلك ورشة حدادة صغيرة يمارس بها شغفه

من دون ملل، فيصنع نماذج فنيَّة غايَّة في الجمال، وعن ذلك بين “منذ نعومة اظفاري وأنا مولع بالرسم، وللآن لوحاتي معلقة في مرسم 

مدرستي الابتدائية، إما النحت على الحديد كان صعباً في بداية الأمر، بسبب كونه البديل عن الورقة والقلم، وكان أول عمل لي مع أحد الأصدقاء، حين طلب مني تغيير مظهر سيارته الحديثة، وتحويلها إلى النوع الكلاسيكي موديل 1940، فقبلت 

العرض وأحببته، لأنني كنت شغوفاً بتغيير أشكال السيارات والدراجات، فمزجت بين النحت والتصميم، فرسمتها بمخيلتي وشرحت له شكل السيارة النهائي، وإبعادها والإضافات التي ستطرأ عليها، واقترحت عليه أن أصنع نموذجاً مصغراً من السيارة الواقعية 

التي سأقوم بتصميمها له، وهنا تفاجأ وشجعني بحفاوة، فقمت بنحت نموذج سيارة من الحديد لكن صغيرة الحجم، أتذكر كان طولها 40(سم)، حتى أنني صنعت مقاعد لها ومقودا، فكانت جميلة جدا بشهادة صديقي صاحب العجلة الكبيرة، ومن حينها أعجبت بفكرة تصميم مصغرات السيارات القديمة الكلاسيكية والدراجات، وشيئاً 

فشيئاً وسعت الأمر إلى أشياء أخرى، فمارست النحت على الحديد في ما يتعلق بالأدوات المستخدمة، ووقت العمل أشار إلى أنه لا يوجد وقت محدد لمدة العمل، فحسب الفكرة وتفاصيلها، وكذلك حجم النموذج، فكلما زادت دقة العمل، وكثرت تفاصليه زاد وقته.

إما التفاصيل ففي البداية أرسم العمل بذهني، ومن ثم أنقل العمل على ورق، أو تخطيط 

على حديد، ومن ثم جمع بقايا الحديد وسكراب السيارات والدراجات الهوائية، وأبدأ بتوظيف كل قطعة من الخردة في مكانها المناسب، واجمعها من الركام والأنقاض ومخلفات محلات الصيانة، ومكب النفايات إلى أن تكتمل جميع القطع 

المطلوبة بالمجسم الواحد، ومن ثم أبدأ العمل.

ولفت إلى أن الصعوبات التي واجهته كثيرة، فمنها الوقت الذي كان يستنزفه للعمل كحداد، كي 

يعيل أسرته، وتغطية جميع الالتزامات، واتحدى صلابة الحديد، كي أمارس هوايتي كنحات، فكانت أدوات النحت بدائية وبسيطة جدا، وفي أغلب الأحيان استخدم ما تبقى من عملي كالقطع الصغيرة، او فيها اعوجاج، فكان عملي عليها شاقاً  جدا.