المرأة العراقيَّة.. استثناء

منصة 2023/03/09
...


تؤكد الأحداث أنَّ المرأة العراقيَّة هي الوحيدة بين نساء العالم التي تعرضت الى معاناة قاسية على مدى (43) سنة، بدءاً بالحرب العراقيَّة الإيرانيَّة وكارثة غزو الكويت والحصار، ووصولاً الى الحرب الطائفيَّة فالحرب الداعشيَّة.. حروبٌ حمقاءٌ سرقت الفرحة من عيونها وأفقدتها الزوج والأب والابن والأخ والأحبة، وحفرَ الزمنُ تجاعيده على وجهها على عجل، ولا تزال تنظر بريبة وخوفٍ من المجهول، فضلاً عن تراكامات الهمّ المتزايد يومياً بأعداد الأرامل والعوانس والشابات بعمر الزهور.

كانت المرأة العراقيَّة تتمنى أنْ تتحقق لها ظروفٌ أفضل لتتمكن من الاحتفال بهذا العيد بصورة تليق بهذا اليوم الكبير، فبقي معظم أمنياتها مؤجلاً، نعم لقد تحقق للمرأة مكسبٌ كبيرٌ بدخولها المعترك السياسي، وصار لعددٍ مميزٍ منهنَّ صوتٌ مسموعٌ ومؤثرٌ في الحياة السياسيَّة التشريعيَّة والتنفيذيَّة، ومع ذلك فالمرأة العراقيَّة لا تزال تعاني الاضطهاد والخوف وتوقع الشرّ، والتعرض الى التشريد في الخيام خوفاً على أزواجهنَّ وأبنائهنَّ وبناتهنَّ من القتل والسبي والبيع. والأقبح أنَّ جرائم القتل بدافع الشرف لا تزال شائعة، ولا يزال القانون العراقي يتعامل مع الرجل القاتل بتعاطف.

وتبقى ثمة مفارقة.. أنَّ بعض النساء العراقيات لا يعرفن شيئاً عن هذه المناسبة، والكثير منهنَّ يبدو لهن الثامن من آذار تاريخاً مجهولاً في حياتهنَّ وهن يواصلن رحلة العمل اليومي المضاف الى تعب السنين الطويلة التي حفرت تضاريسها على وجوههنَّ بقسوة.

إنَّ الاحتفال بعيد المرأة هو اعترافٌ من العالم بدورها وحضورها في الحياة والمجتمع، فالحياة من دون المرأة بيتٌ مظلمٌ، بستانٌ بلا ورود، بلا عصافير.

باختصار الحياة من دونها وحشة، فمن منّا يطيق الوحشة؟