بغداد: علي موفق
يشكو أهالي العديد من مناطق بغداد لاسيما القريبة من مواقع طمر النفايات وتجميعها ومصفى الدورة ومعسكر الرشيد من انتشار الروائح الكريهة ليلاً وتلوّث الهواء نتيجة عمليات الحرق العشوائي للنفايات والغازات المنبعثة من المصفى.
في غضون ذلك، حذرت وزارة التخطيط من ظاهرة انتشار الضباب الدخاني في البلاد وأثرها في الصحة والتنمية البشرية وتفاقم معدلات التلوث البيئي.
لفيف من أهالي منطقة البياع والدورة والسيدية والإعلام، أوضحوا في أحاديث لـ"الصباح" أنَّ هناك روائح تُشبه احتراق مادة الكبريت تنتشر ليلاً في وسط الأحياء السكنية على شكل غمامة في الجو بين الحين والآخر وتلوث الهواء.
ويرى الأهالي أنَّ هذه الروائح تنبعث نتيجة عمليات الحرق العشوائي للنفايات لاسيما من معسكر الرشيد والغازات المنبعثة من مصفى الدورة، إضافة إلى وجود بعض مواقع تجميع النفايات بالقرب من الأحياء السكنية ومنها موقع التجميع في البياع الملاصق لأحد المستشفيات المخصصة لعلاج حالات كورونا الذي تم تحويله مؤخراً لإحدى دوائر الصحة العامة في جانب الكرخ. ودعا الأهالي الجهات المعنية إلى معالجة وإبعاد هذه المواقع عن المناطق السكنية، إذ يؤثر هذا التلوث بهم لاسيما خلال فصل الصيف، إذ لا يتمكنون في بعض الأحيان من تشغيل مبردات الهواء بسبب سحب هذه الروائح، كما أنها تسهم بانتشار الحشرات والقوارض.
وانتشرت خلال الأعوام الأخيرة العديد من الأحياء السكنية القريبة من مصفى الدورة بعد أن كانت مناطق زراعية تسهم في الأقل بتحسين الأجواء، لكن تم تجريفها وتحويلها إلى هذه المناطق، كما أدى ضمور الغطاء النباتي في العاصمة بشكل كبير إلى زيادة معدلات تلوث الهواء.
ولجأت العديد من الجهات الحكومية مؤخراً إلى إطلاق حملات للتشجير سعياً لتخفيف وطأة التلوث البيئي على مختلف الصعد. وفي هذا السياق، عقدت وزارة التخطيط ورشة عمل عن ظاهرة الضباب الدخاني وأثرها في الصحة السكانية وزيادة معدلات التلوث.
وقالت مدير عام دائرة التنمية البشرية في الوزارة الدكتورة مها عبد الكريم الراوي: إنَّ هذه الورشة تناولت ازدياد ظواهر التلوث البيئي في البلاد، منها ظاهرة الضباب الدخاني التي تعد جديدة ولها تأثير كبير في صحة الإنسان.
وأضافت أنَّ التلوث البيئي والتغيرات المناخية وتداعياتها، أثرت في قطاعات التنمية البشرية كافة وفي صحة السكان بشكل خاص.
من جانبه، قال مدير المركز الوطني للدراسات السكانية والديموغرافية في جامعة بغداد الدكتور نصر شامل سلمان خلال الورشة: إنَّ ظاهرة الضباب الدخاني تنتج عن التفاعلات الكيميائية– الضوئية مكونة غازات كريهة الرائحة منها (نترات الاسيتيل البيروكسي) أو (البروكسياسيتيل).
وأضاف أنَّ خطر هذه الغازات يزداد عندما تتعرض درجات الحرارة للتذبذب ويكون النهار مشمساً، مشيراً إلى أنَّ هذه الظاهرة يمكن مشاهدتها في مدينة بغداد، لاسيما في مركز المدينة وتحديداً في الصباح الباكر أيام الشتاء وتكون على شكل غيمة سديمية تغلف أجواء المدينة.
ونوّه سلمان بأنَّ هذه الظاهرة هي من أكثر مظاهر التكاثف خطورة وتتشكل عندما يسود ضغط جوي مرتفع مقترن بانقلاب حراري سطحي ويكثر حدوثه في المدن الكبرى ذات الكثافات المرورية العالية، وكذلك في أجواء بعض المناطق الصناعية التي تزداد في أجوائها دقائق الدخان.