تراث كربلاء

منصة 2023/03/20
...

  جعفر لبجة


صدر عن اصدارات (مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية) الكتاب الموسوم (تراث كربلاء) للكاتب سلمان هادي آل طعمة.

يعد هذه الكتاب من كتب التواريخ والتراجم والمعاجم والانساب والادبيات، وقد أتعب المؤلف نفسه وصرف عمره وبذل مجهوده في جميع ما في هذا الكتاب من المصادر المتفرقة والموارد المتشتتة.

إنَّ كربلاء منذ اليوم الذي حلَّ فيها ركب الإمام الحسين (ع) صمم على الصمود في وجه الطغيان ونفذ تصميمه، فغدت بذلك كربلاء محجة للقلوب تهوى اليها من كل مكان، وأصبحت ملتقى للألوف ينزلونها من كل فج عميق، مستوحين من ذكرى صاحب القبر أسمى معاني الرجولة والبسالة والشهم.

إنَّ اسم (كربلاء) اسم قديم في التاريخ يرجع إلى عهد البابليين وقد استطاع المؤرخون التوصل الى معرفة لفظة (كربلاء) فقيل إنّها منحوتة من كلمة (كور بابل) العربيّة، وهي عبارة عن قرى بابلية قديمة منها (نينوى) و(الغاضريَّة) وهي الأراضي المنبسطة التي كانت مزرعة لبني أسد، وتقع اليوم في الشمال الشرقي من مقام او شريعة الإمام جعفر الصادق (ع) على العلقمي وتعرف بأراضي الحسينيَّة ثم (كربلة) بتفخيم اللام وتقع الى شرقي كربلاء وجنوبها ثم (كربلاء أو عقر بابل) وهي قرية في الشمال الغربي من الغاضريَّة وبأطلالها أثريات مهمة.

ثم (النواويس) وكانت مقبرة عامة للنصارى قبل الفتح الاسلامي. إنَّ كربلاء لم تخل في كل عصر من حلقات علمية واسعة ومناهج تدريسية، فنبغ فيها العديد من رجال الفكر والقلم وشهدت الكثير من العلماء والشعراء، كما شيّدت فيها المعاهد والمدارس. من هنا نهض واحد من أدبائها الاكفاء، فأخذ على نفسه خدمة بلده خدمة خالدة والوفاء لها وفاءً دائما، فألف الكتاب الذي سمَّاهُ (تراث كربلاء)، ذاك هو الاستاذ السيد سلمان هادي آل طعمة، الذي كتب كتابه مستهدفا إحياء تراث كربلاء من جميع جوانب هذا التراث، ولقي ما يستحقه من الرواج والاقبال عليه، وهذا ما يحملنا على تحية الكاتب والاشادة بجهوده لإخراج هذا الكتاب 

القيم.