قاسم موزان
تصوير: نهاد العزاوي
نهر دجلة باذخ العطاء وسر وجود العراق الحضاري الى جانب توأمه الفرات، وعلى طول امتداده وصولا لبغداد التي يقسمها الى صوبين جميلين، كان يمكن استثماره في إنشاء المرافق السياحية والفنادق، والمولات، والمجمعات السكنية، إلا أن ما نراه اليوم من فوضى عارمة على ضفتيه وتراكم النفايات والاوساخ، أصبح العنوان الأبرز لصورة دجلة.
قال استاذ الاعلام د. محمد فلحي: “نهر دجلة هو شريان الحياة لأكثر من نصف سكان العراق، وعلى ضفتيه تمتد بغداد ومحافظات أخرى، وهذا النهر يعاني من شحة المياه منذ سنوات، نتيجة بناء السدود عند منابعه في جنوب تركيا، واذا نظرنا إلى ضفتيه في بغداد تجد ملامح الإهمال والفوضى، ومن أخطرها التلوث البيئي الناتج عن الصرف الصحي إلى النهر دون معالجة او تصفية”.
وأضاف فلحي: أن “أخطر أنواع الثلوث هو صرف المستشفيات الصحي، مثل مدينة الطب التي تسكب المخلفات الطبية السامة الى النهر، هذه الكارثة البيئية يشاهدها المواطن يومياً، من دون وجود تحرك حكومي لمعالجتها، وفي الوقت نفسه ينبغي على الإعلام أن يرصد هذه المشكلة، ويضعها أمام أنظار صاحب القرار والرأي العام، واقتراح الحلول المناسبة”.
واتفق الكاتب جبار البهادلي بأن “العراق يعاني من شح في المياه ولا بد من حلول جذرية لتلافي النقص، وتوفير مياه الشرب بمعالجات سريعة”، مقترحاً إنشاء أنابيب لنقل المياه من نهري (دجلة والفرات) لتقليل التبخر والضياع، وإلزام الفلاحين استخدام منظومات الري الحديثة، ومراقبة التجاوزات على الحصص المائية، وكري النهرين”.
كما اقترح البهادلي “إقامة مشاريع سياحية على ضفتي النهر لزيادة الموارد الاقتصادية، وعدم رمي الأنقاض والمخلفات الصناعية ومياه الصرف الصحي قبل معالجتها”.
وأبدى المهندس عباس عبود أسفه من فوضى تراكم النفايات على ضفاف دجلة بشكل يثير الاستغراب وعدم الاهتمام بالبيئة، ولم تتخذ الاجراءات الرادعة التي تمنع التجاوز عليها، اذ ما زالت خطوط الصرف الصحي تجد طريقها الى النهر من دون النظر الى الاخطار الصحية لما تحويه من ملوثات كبيرة خصوصا من المستشفيات”.
من جانبه أشار المواطن سعيد أحمد الى ضرورة تبني ستراتيجية عاجلة لإنقاذ نهر دجلة من الاهمال والفوضى على جوانب ضفتيه، لافتا الى أن وجود نهر مثل دجلة على أرض أية دولة، يشكل أهمية قصوى لاستثمارها وتضخيم مواردها الاقتصادية واستقطاب السياحة.
بينما عدّ المواطن زهير البياتي الانهار متنفساً مجانياً للأسر، كما تشير الدراسات الإنسانية الى أن الاطلالات المائية تريح النفوس، فيجب الاهتمام بها كما في دول العالم المطلة على الأنهر والبحار والمحيطات، وخاصة التي تملك ضفافا مثل ضفتي دجلة والفرات، حيث تنشأ كورنيشات عامة للمواطنين تحوي ممرات مناسبة للمشي وأماكن مخصصة للجلوس، إضافة الى مناطق مجانية لممارسة الرياضة، ويجب ألا تخلو من حدائق خاصة بألعاب الأطفال، ونرى اليوم في عراقنا الجديد تقام هناك متنزهات ومواقف للسيارات “ربحية”، أو ما يسمى اليوم “بالاستثمار”، وهذا ما يحصل في كورنيشي الاعظمية والكاظمية.