أولى ساعاتِ الضيافة

استراحة 2023/03/28
...

  كوثر العزاوي 


أدخلوا حِصنَ شهر الله، شهر رمضان، إنّه متعدّد الأبواب، فمن أي باب شئتَ فادخل، فأول باب هي {وكُلُّ بَهائِكَ بَهِيّ} ومن هذه الباب في هذه الليلة، فلندخلْ جميعًا إلى محضر القدس والأُنس، وهناك تكون البداية إلى اللانهاية، حيث تصِلُ خُطانا المُتعَبة وتحطُّ رِحالها عند قصرِ ضيافة الرحمن الرحيم، فها قد شُرّعت الأبواب من أول ليلة، وأناخت حركتنا المتلكئة عند جنة الشُهور، وواحة الجلال والجمال، والى ما طاب من موائد السماء، حيث آيات القرآن وما يطيب للرُوح وتَلتذُّ الجوانح بهمسات الافتتاح، وتخشعُ الجوارح مع نفحات البهاء وفيوضات السحر، وليأخذ العقل فسحة انعتاقه من رَبقةِ القسوة، ليصير في ظلّ شَجرة الحُب والسَكينة أرقّ وأرقى عند نقطة السلام حتى مطلع الفجر، فهلمّوا.. 

قد أُذِن للنفوس الجافية بالاقتراب، وأنتم مدعوّونَ فلا تتباطَؤوا، ادخلوا بأرجلِ سعيكم وهِممِ نواياكم، وانهَلوا من بحور الحسنات والطيّبات من الرزق بيقينِكم، دَعوا الروح التي أعطَشها بُعدُ الشهور عند نعيم الله فالقرب منه تعالى مسافة رُشدٍ ويقظة وانشراح، أضيؤوا سراج القلب مخلصًا ليُبصِر نورَ ربِّه فيَخرُّ صاغِيًا لنبيّ الرحمة في شهر الرحمة مايقول: "إِنَّ شَهْرَكُمْ هَذَا لَيْسَ كَالشُّهُورِ إِذَا أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ أَقْبَلَ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَإِذَا أَدْبَرَ عَنْكُمْ أَدْبَرَ بِغُفْرَانِ الذُّنُوبِ" فَيَا لها من ضيافةِ وكرامة وإكرام! فادخلوها بسلامٍ آمنين.