إلى وزير الداخلية : الأسواقُ المتنقلة.. ضجيجٌ منفلتٌ وإزعاجات معيشة ومخاطرُ أمنيَّة

الباب المفتوح 2023/03/29
...

  بغداد: الباب المفتوح

  تصوير: خضير العتابي

سنوات ومناطقنا السكنية تعاني من غزو سيارات الحمل الصغيرة، وهي تعرض منتجات الخضراوات أو الماء والسمك والدجاج الحي، فضلا عن نداءات شراء الطحين والأجهزة المنزلية المستهلكة، حتى وصل الأمر إلى الحدادين ومصلحي الطباخات، وكل ما لا يخطر على بال، وهؤلاء يستخدمون في مناداتهم مكبرات صوت مسجلة تضخم الأصوات،
التي هي صارخة ومفزعة بالأساس لتعيد النداء بشكل متكرر.



ويتبارى هؤلاء في أيهم أكثر ضجيجاً وأعلى صوتا، وأشد جذباً.

ويؤكد مواطنون في مناطق عدة في بغداد، أن “مناطقهم السكنية، قد تحولت بكل تصنيفاتها إلى سوق تستقطب كل أصحاب المهن الصغيرة، وبالتالي باتت هذه السيارات في تجوالها على مدار النهار، تتسبب بضجيج وازعاجات لا تنقطع وحولت الأحياء والمناطق السكنية إلى جحيم لا يطاق مع التنبيه، إلى أن الكثير من جرائم السرقة والخطف وقعت جراء تواجد هؤلاء، فهم خطر أمني ويتسببون بالكثير من الحوادث، إضافة إلى حالات التحرش وافتعال النزاعات، والتسبب بزحام مروري، خاصة في الشوارع الضيقة، فهذه الأسواق المتنقلة تقطع الطريق ولا تترك مجالا للمرور”.

وتابعوا: أن “هذه الظاهرة أساسها خدمات بيع أسطوانات غاز الطبخ للمواطنين، وهؤلاء اجبروا في وقت ما، على استخدام الموسيقى في التنبيه لمرورهم بدلاً من الطرق على أسطوانات الغاز، ومن هؤلاء انتشرت ظاهرة بيع الخضراوات بين المناطق السكنية، ومن بعدها صار الباعة بمختلف صنوفهم يغزون المناطق السكنية، ويتسببون بضجيج مفزع لا ينقطع”.

ويرى خبراء في القانون أن “القانون العراقي يجرم الضجيج والإزعاج”، داعين إلى “تسيير دوريات شرطة في كل قاطع ترصد هذه الظاهرة وتمنع حدوثها، لا سيما أن القضية لا تتعلق فقط برفاهية العيش والمظهر السكني الحضاري فقط، وإنما تتصل بهيبة القانون والدولة وبمنع الجريمة أيضا، وتنظيم الحياة اليومية للمواطنين”.

ويقول الكاتب سعيد حسين: إن “ظاهرة الباعة المتجولين والاعلان عن سلعهم بأصوات عالية وضجيج وفوضى عارمة، بعيدة عن الذوق السليم وتهرب منها الآذان، خصوصا عند وضع مكبرات الصوت بنبرات عالية

ومستمرة”.

وبشأن أسباب شيوع هذه الظاهرة، اوضح حسين أن “من ضمن ذلك إهمال المسؤولين، وغياب ذوق البائع”، لافتا الى أن “بعض الباعة المتجولين من ضعاف النفوس بين الأزقة والمناطق السكنية استغل البيع من أجل السرقة والاحتيال على المنازل”.

من جانبها، بينت ميس مهدي أن “التلوث السمعي الذي يسببه الباعة المتجولون بات مصدر ازعاج رئيس، يوقظ الأطفال وكبار السن باكراً، كما أنه يقلق راحتهم ويؤثر سلباً في صحتهم النفسية، وهو يمثل اعتداء على الخصوصية”.

واضافت أنه “هذه الظاهرة لم تقتصر على من يسترزق منها في بيع منتجات، بل كثرت فئة من الذين يأخذون (العتيق) مقابل اعطاء المال لأصحابها او تبادلها مع منتجات جديدة، فهل هؤلاء بحاجة للمال حقاً أم أنهم مراؤون؟ وإن هذه الظاهرة من الصعب السيطرة عليها، وفي انتشار مستمر في معظم مناطق بغداد، وحتى المحافظات وبكثرة في المناطق الشعبية”، مطالبة الجهات المختصة بالنظر في هذه المشكلة وإيجاد حل شامل لها يحد او يقلل

منها”.

أما المواطن حسين الحمداني، فقال: “أضيفت إلى الفوضى العارمة التي تسود الشوارع، أصوات باعة الفواكه والخضراوات والماء واسطوانات غاز الطعام وغيرها، بمكبرات صوت مزعجة يتجولون بين الأزقة”، عادا إياها “ظاهرة غير حضارية تسببت في الكثير من الازعاجات”.

وأكد الحمداني أن “طرق معالجتها تحتاج لتفعيل الكثير من القوانين، فضلاً عن أهمية منع وجود محال الحدادة والنجارة وغيرها في الأحياء

 السكنية”.