«النوروز» حاضر في أبيات الشعر العربي

ثقافة 2023/03/30
...

 كركوك: نهضة علي


استحضر عدد من المثقفين والكتاب والأدباء في محافظة كركوك تاريخ عيد النوروز في الشعر العربي عبر عهود الدولة العربيّة وتطور مضامينه وربطها بالمناسبة الربيعيَّة، وتاريخها عبر ندوة بمحاضرتين ثقافيتين أقيمتا في قاعة البيت الثقافي وبتنظيم من كلية الآداب في جامعة كركوك واتحاد الأدباء والكتاب فرع كركوك ونقابة الفنانين العراقيين. 

بدأت الندوة التي أدارها رئيس اتحاد الأدباء في المحافظة محمد خضر بمحاضرة الدكتورة سلوى جرجيس النجار التي استعرضت فيها مضامين الشعر العربي عبر مراحل الدولة العربية. وقالت إنَّ «الاحتفاء بيوم النوروز من ضمن مهرجان البيت الثقافي التابع لدائرة العلاقات الثقافية وزارة الثقافة، وخاصة بعد أن أصبح وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة اليونسكو في قوائم التراث الثقافي، بوصفه عيدا وتقليداً ثقافيا للعديد من الشعوب». 

وقدمت النجار محاضرة عن الشعر العربي القديم والحديث وتطوره عبر مراحل العهود العربية عن الطبيعة والجمال الإلهي في الأدب العربي، وكيف شكل استقراراً للوعي الجمعي، ففي الدولة الأمويَّة وظفت مناسبة نوروز والربيع بوصفها مناسبة للجباية، إذ كانوا يسمحون للناس بالابتهاج والنزهة ويأخذون مقابل ذلك مبلغا من المال «الخراج» ليضاف إلى بيت المال في الدولة. أما في العهد العباسي وبعد الانفتاح على ثقافات أخرى اتخذوا منه وسيلة لإظهار التسامح مع طقوس الشعوب الأخرى حتى وصلت إلى تضمينها ضمن الطقوس الاحتفاليّة للدولة، وتجاوزت الكتابات الشعريَّة حول المناسبة مضمون الجباية إلى مضامين إنسانيَّة وفلسفيَّة وتبادل الهدايا، ليعبروا عن خلجات قلوبهم المفعمة بالمشاعر وحالاتهم الصوفيّة، مستلهمين ذلك من جمال الطبيعة ليظهروا عشقهم الرباني.وفي العصر المذكور أخذت تتطور مضامين الشعر، وفيها مدح للخليفة وثناء، إذ ربطوا المدح والثناء في شعرهم بالابتهاج والثناء على جمال الطبيعة، وامتزجت ألوان الطبيعة بالتعابير. وأضاف العصر الحديث تطور الشعر من حيث الشكل والمضمون وابتعدت القصيدة عن المدح لتصبح رمزاً للكفاح والنضال والتحرر عبر الاقتراب بمضامينها من السياسة والاجتماع، وتمثل ذلك في أبيات قصيدة الشاعر جبران خليل جبران، وكذلك قصيدة الشاعر بدر شاكر السياب، حيث يقدم فيها صورة جميلة عن الثورة ضد

الظلم.