رمضان في قطر.. موروثٌ يتجدد

استراحة 2023/04/02
...

 ترجمة: شيماء ميران

يعود شهر رمضان الفضيل زائراً سنوياً، نشتاق إليه. ففي رمضان تطمئن النفوس وتتشافى القلوب ونتنافس في العبادات والأعمال الصالحة، إذ نشتاق لطقوسه لما فيها من رحمة وغفران. نصوم فيه عن الطعام والشراب من الفجر الى المغرب، ونعكتف في المساجد سعياً الى نيل الرحمة والمغفرة من الله. كما تقوى الروابط الأسريَّة في هذا الشهر الفضيل وتسود السكينة الداخلية.

لا يختلف رمضان في قطر عن بقية الدول العربية والإسلامية، لكنَّ هناك طقوساً وتقاليد رمضانية حافظ عليها المجتمع القطري منذ قديم الزمان.


غبقة رمضان

وتعني وجبة الطعام في منتصف الليل يجتمع عليها الناس كالوليمة، إذ يتجمع الشباب لوحدهم، وتجمع آخر لكبار السن من الرجال، أما النساء فلهنَّ تجمعات خاصة بهنَّ.

في الماضي، لم تكن تُعد الغبقة للغرباء أو الجيران البعيدين، لكنْ مع التغيرات الاجتماعية، بدأت الغبقة تأخذ أشكالاً أخرى، واليوم، تُقام في مجالس الرجال للأصدقاء والمعارف في الفنادق أو المطاعم. كما تدعو بعض الشركات والمؤسسات موظفيها على وجبة غبقة كنوعٍ من تعزيز العلاقات بين الزملاء، وإتاحة الفرصة للتعرف على بعضهم البعض.

ودائما ما تضم وجبة الغبقة الطعام القطري التقليدي مثل الهريس والثريد واللقمات.


القرنقع

وهو أحد التقاليد الرمضانية السائدة الموروثة جيلاً بعد جيلٍ في قطر والدول الخليجية عموماً، إذ يتم الاحتفال في اليوم الخامس عشر من رمضان، وتقوم الأسر بإعداد الحلويات والمكسرات والتهيؤ لاستقبال الأطفال الذين يجوبون شوارع الحي "الفريج" وهم يطرقون الابواب وينشدون أغاني شعبية ليحصلوا على حصتهم من الحلويات والمكسرات.

وتعدُّ هذه الليلة من ليالي رمضان المميزة، لما فيها متعة ينتظرها الكبار والصغار على حد سواء. هذا الاحتفال هو لتشجيع الأطفال على الصيام خلال الشهر الفضيل وتتم مكافأتهم بالحلويات والمكسرات، ثم يكافؤون مرة أخرى حين يكملون صيام الشهر في صباح يوم العيد.

يرتدي الأطفال الأزياء الخليجيَّة الشعبيَّة، إذ يرتدي الأولاد ملابس بيضاء جديدة وكوفية الرأس والصدرية المطرزة التي يتم ارتداؤها فوق دشداشة بيضاء. 

أما بالنسبة للبنات فيرتدين فستانا ذا ألوان زاهية مطرزاً بخيوط ذهبية فوق ملابسهنَّ الاعتيادية. 

كما يرتدون "البرقع"، وهو قماش أسود مزين بخيوط ذهبية عند الحواف لتغطية رؤوسهم، ويرتدون الزينة التقليدية.


مدفع الإفطار

يعدُّ مدفع رمضان تقليداً قديماً حافظ عليه المجتمع القطري. يُطلق عند آذان المغرب إيذاناً بنهاية الصيام. وعادة ما يتم وضعه في سوق واقف، إذ يقوم ضابط شرطة قطري بإطلاق المدفع، وغالباً ما يتجمع الأطفال والكبار لرؤيته في ساحة السوق.

سيبقى شهر رمضان المبارك دائما ينتظره الجميع في أنحاء العالم والكل يحتفل به على طريقته الخاصة.