{جنون الفلاسفة}

ثقافة 2023/04/04
...

  كاظم الحسن 

يتناول هذا الكتاب حماقات بعض الفلاسفة وكما يقول المؤلفان لازالة صفة المقدس عنهم بشكل محرج. وعلى مدى ألفين وخمسمئة عام، واجه الفلاسفة سؤالا مكررا : ما هي الصلة بين تفكيرهم العقلاني وما يعيشون به خارج قاعة المحاضرة؟ لقد صرح سقراط، معلم فلاطون، الذي يعتبر تقليديا، أعظم فيلسوف غربي.

أن الحياة غير المختبرة فكريا لا تستحق أن تعاش لكن مثاله ليس مشجعا. لقد سئم الأثينيون في النهاية من استفسارته المستمرة، وصوتوا على قتله في العام 399 قبل الميلاد. 

كان ابرز فلاسفة التنوير في فرنسا جان جاك روسو، الذي أصبح الراعي الشفيع لكل من فرنسا والثورات الرومانسية يؤخذ عليه أنه تخلى عن اطفاله الخمسة لدار الايتام، حيث مات معظمهم بسرعة كما كان يحدث غالبا. 

لقد كان هذا حتى بمقاييس القرن الثامن عشر، تصرفا منافقا وعديم الرحمة بشكل لا يوصف. 

وعن حياته الشخصية يقول :"حتى بعد وصولي إلى سن الزواج، بقي الذوق الغريب مستمرا بسوقي إلى حالة من الفسوق والجنون.. كنت أجد لذة رائعة في الجلوس تحت قدمي حبيبتي المتعجرفة مطيعا أوامرها طالبا الغفران  منها. 

كلما تأجج دمي بتأثير خيالاتي الحادة، حصلت على مظهر العاشق الباكي".

يصف شوبنهاور الحياة "على أنها قضية بائسة. 

لقد قررت أن أقضيها محاولا فهمها" فلسفة التشاؤم لصيقة بهذا الفيلسوف الالماني، الذي يقول "ليس هناك من شيء مفيد لك أكثر من تعويد نفسك على اعتبار هذا العالم نوعا من المستعمرة العقابية. يعدُّ المرء بالفعل، أن الشكل المناسب لتوجيه حديث ما إلى هذا الانسان أو ذاك، يجب الا يكون من خلال لقب السيد أو الاستاذ أو غيرها، بل الزميل المتألم" ولقد ظلت وجهة نظره الجوهرية هذه ثابتة طوال حياته. 

ويعدُ أن الشر متأصل في الانسان المنبع الرئيس للشرور الخطيرة المؤثرة على الانسان هو الانسان نفسه الإنسان ذئب للإنسان. 

يتميز سلوك البشر أحدهم نحو الآخر بالظلم كقاعدة عامة، ظلم مفرط وصلابة، بل قسوة ايضا. 

وكان الفيلسوف شوبنهاور يردد قول ارسطو "لتعيش في عزلة، يجب أن يكون للمرء مزاج إله أو مزاج وحش"، وقد أشارت والدته في إحدى مراسلاتهما النادرة اللاحقة :"لقد أمضيت شهرين في غرفتك من دون أن ترى شخصا واحدا، هذا غير جيد يابني". 

ويعترف أن البؤس لصيق بحياته.

"في عامي السابع عشر. 

كنت أسير بؤس الحياة، كما كان بوذا في شبابه عندما رأى المرض والألم والشيخوخة والموت.. كانت النتيجة التي وصلت اليها، أن هذا العالم لا يمكن أن يكون من عملا جيدا بالمطلق". 

اما الفيلسوف مارتن هيدجر، كان يعبد النازية، ويراها هي الحاضر والمستقبل لدولة المانيا :"لا تدع الأفكار تشكل قانون وجودك. 

الفوهرر نفسه ولوحده هو حاضر ومستقبل الواقع الالماني وقانونه". 

وحتى عندما يتحدث عن الزراعة يربط ذلك بمعسكرات الموت، والابادة الجماعية:"الزراعة الآن هي صناعة غذائية آلية – وفي الجوهر تشبه تصنيع الجثث في غرف الغاز ومعسكرات الإبادة، تشبه تجويع الأمم، وتشبه تصنيع القنابل الهدروجينية". 

الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو يعلن عن تطابق كتبه مع حياته الشخصية :"لطالما رغبت ان تكون كتبي أجزاء من سيرتي الشخصية. 

كانت كتبي هي مشكلاتي الشخصية المتعلقة بالجنون والسجون والجنس"، وعن حياته المضطربة :"شاب الاكتئاب أيام دراسة فوكو، وكان السبب يتعلق ربما بالذنب المتعلق باحتياجته القهرية، وامراضه الجسدية النفسية المتكررة باستمرار. 

لقد جرح مرة صدره بشفرة، وربما حاول الانتحار بجرعة زائدة.

كما استسلم للشرب والمخدرات.