الهويَّة الوطنيَّة ما بعد داعش

العراق 2019/04/16
...

قحطان جاسم جواد
القى الباحث والاعلامي مازن صاحب الشمري دراسة بحثية عن مفهوم الهوية الوطنية ما بعد داعش في الندوة الحوارية التي اقامها نادي العلوية مع الجمعية العراقية للسياسات والتنمية البشرية، وقدمها رئيس رابطة التطوير الاعلامي عماد  آل جلال وبحضور السيد نائب رئيس الهيئة الادارية للنادي ورئيس اللجنة الثقافية السيد فلاح كمونة. وشارك فيها الدكتور حسين علاوي ببحث عن الجانب الامني ،والدكتور صادق علي عن الجانب الاقتصادي .تحدث الشمري فقال:- لابد من تعريف الدولة والهوية الوطنية والفرعية والشاملة.
• الدولة: هي قطعة ارض بحدود معترف بها دولياً تعيش عليها مجموعة من الناس يعترفون بموجب عقد دستوري بسلطة حاكمة .
• هوية المواطن:  الانتماء الدستوري للدولة بموجب قانون الجنسية او التجنس  
• الهويات الشاملة: الأديان  والقوميات  
• الهويات الفرعية:  الأقليات الدينية  والقومية  
واضاف: ان الاعلام بمختلف وسائله ليس الانتاج للواقع السياسي في الدولة ، يتعامل  بمعطيات  العقد الدستوري ،ويلتزم به. لكن المخالفة في فهم الهوية الوطنية من قبل الأحزاب  والقوى في السلطة انتهت في تكوين الهوية العراقية الى الوقوع في أخطاء التأسيس..كخطأ تأسيس الدولة العراقية بعد عام 1920 حين منحت حق المواطنة لمن يحمل الجنسية العثمانية حصراً. وبعد عام 2003  وقعت في خطأ اكبر عندما الغت  مفهوم الهوية الشاملة واستبدلتها 
 بهوية المكونات.  
 واوضح:- ان حق المواطنة قائم في حدود العقد الدستوري للدولة وكل  هوية  شاملة  مثل الدين والقومية انما هي مصادر قوة للهوية الوطنية، كما هو حال الهويات الفرعية للأقليات ،ملزم الاعتراف بها كهويات لمكونات اجتماعية عراقية ، لكن امام  سيادة القانون الجميع في نموذج واحد  يعتمد الكفاءة والإخلاص للقسم الدستوري ،واي  مخالفة  لذلك تعني  خيانة عظمى .
كما جرت مناقشة مستفيضة حول الالتزام بمضمون السيادة في الهوية الذاتية للمواطن كما يقرها ميثاق الامم المتحدة. في حين نجدها في العراق اليوم تحدد بأكثر من نطاق. والامثلة على ذلك كثيرة 
منها:-
أولاً: النطاق الديني  بنموذج الإسلام السياسي الطائفي الذي نقل صراعه مع الاخر  الى إدارة الدولة ،كما نقل  التحالف  مع الاخر  خارج حدود سيادة الدولة  .
ثانياً: نموذج التعامل  مع الرأي العام  من زوايا  حادة لأجندات الأحزاب ،إسلامية  وعلمانية .وأصبحت الوظيفة العامة ومفاسد المحاصصة  المقياس لثمن  الولاء  الحزبي مقابل الولاء للهوية  الوطنية  .
ثالثاً:  ترجمة ذلك  من خلال  وسائل اعلام الأحزاب جعل  الناخب العراقي  امام امتحان مهم، اما الانصياع  لماكنة الاجندات الحزبية  الإعلامية، او الغاء الهوية الوطنية من خلال الابتعاد عن صناديق الاقتراع، وهذاما حصل في الانتخابات الأخيرة. في نهاية الندوة دعا الشمري الى النموذج الذي نتمناه من خلال اعلان  دستوري  يصحح 
 أخطاء التأسيس.