هل هناك طقوس خاصة للإبداع في شهر رمضان؟

ثقافة 2023/04/06
...

  علي لفتة سعيد

في الكثير من المناسبات تتغير الحالة السيكولوجية للفرد تبعاً لنوع المناسبة سواء كانت مفرحة او حزينة.. وطنيَّة أم دينيَّة اجتماعيَّة أم اقتصاديَّة.. ولهذا فإن المناسبة في الكثير من الأحيان تعد فرصة لتغيير الوضع العام للكثير من الأدباء. ولذا فإن شهر رمضان يعد واحدا من أهم المناسبات التي يتغير فيها (الطبع) النفسي للأديب. وقد يكون بالنسبة له فرصة لزيادة زخم الكتابة او القراءة او الصمت نهائياً. فكيف يكون بالنسبة لك كأديب في هذا الشهر.. هل هناك طقوس معينة أو طقوس لممارسة الإبداع؟.


استثمار الطاقة

الدكتورة سلوى جرجيس النجار من كلية الآداب جامعة كركوك تقول إنَّ الكتابة الأدبيّة تختلف عن غيرها من الكتابات الاخرى، إذ إن هذا النوع من الكتابة يتطلّب حضور الفكر والعاطفة، الى جانب الأمور الأخرى من طقوس الكتابة، هذا بالنسبة للكتاب الذين يمارسون طقوسا محددة خاصة بكتاباتهم. وتضيف انه ومن المؤكد أن الكتابة تتأثر أحيانا بالإيجاب أو السلب - من حيث نوع وكمية الانتاج الادبي - بتغير الأمكنة والأزمنة، لا سيما اذا كان لبعض الامكنة والازمنة طقوس خاصة تتسم بأنّها ذات تأثير كبير على الانسان، مثلما يحدث مع شهر رمضان، وتقول إن لهذا الشهر خصوصيته عند المسلمين، وإنّه يحفز على التفكير والتأمل في الكون كله وأحوال الإنسان واحلامه. وتتساءل الدكتورة.. هل بالإمكان أن يتأثر الكاتب بحضور هذا الشهر الكريم من حيث زيادة أو نقص نتاجاته من الكتابة والقراءة؟ وتجيب؛ من البديهي أن تكون هذه المسألة نسبية بين الكتاب، فمنهم من يتأثر ايجابيا ويرتب وقته لأعماله وكتاباته، بل يستثمر الطاقة الإيجابية المنبعثة من روحانيَّة هذا الشهر بالكتابة والقراءة، ومنهم من لا يستطيع أن يتفاعل بشكل جيد مع أجواء هذا الشهر، بسبب تأثره بطقوس يلتزم بها أثناء الكتابة، وبما لا يتوافق مع طقوس رمضان فلا يتمكن من تقديم شيء سواء على مستوى القراءة والكتابة. وعلى المستوى الشخصي تذكر النجار انه في السنوات الأخيرة، وفي شهر رمضان بالتحديد بدأت استثمر ساعات الليل في القراءة وكتابة أيام منها قارئة فحسب، وفي الاخرى كاتبة ومنجزة لمقالات أو دراسات نقدية، فشهر رمضان يمثل لي شهر عطاء وبركة ومنه استمد الطاقة والقدرة على الانتاج، أما ساعات النهار فلا اتمكن فيها من انجاز شيء جدير بالذكر من القراءة أو الكتابة بسبب انشغالي بمهامي في العمل والأسرة، لكنني على الرغم من ذلك أبقى منشغلة الذهن بالفكرة التي سأضعها على ورقة الكتابة، وكيفية ترتيب المحاور، ومدى قناعتي بما سأقدمه للقارئ.                  


السلب والإيجاب

الشارع والروائي المصري أحمد فضل شبلول يقول من جهته.. بالتأكيد تختلف ظروف الكتابة والإبداع في رمضان عن غيرها في الشهور الأخرى، على الأقل بالنسبة لمواعيد القراءة والكتابة، فهي تنقلب رأسًا على عقب، وخاصة في الأيام الأولى من رمضان، حيث لا قهوة ولا شاي ولا ماء في نهار رمضان، وهي العماد الأساسي لي أثناء القراءة أو الكتابة النهارية. ويضيف انه في أول يومين رمضانين ربما أصمت تماما، ويصيبني نوع من الكسل والتراخي بسبب تغيير عادات ومواعيد 11 شهرًا قبل رمضان. وربما أنشط بعد الإفطار الرمضاني بساعة أو ساعتين في بقية الشهر. ويشير الى انه من محبي مشاهدة المسلسلات الرمضانية التلفزيونية، فإنني اختار مسلسلين أو ثلاثة على الأكثر لمشاهدتها وتتبعها في أوقات معينة، فمن الصعب متابعة كل المسلسلات الرمضانية على كثير من القنوات الفضائية التي ربما تتعدى الخمسين مسلسلا مصريا وعربيا. ويمضي بقوله انه بالتأكيد هذه الأوقات مسحوبة من أوقات القراءة والكتابة والإبداع، ومن هنا فإن المحصلة النهائية، محصلة سلبية قراءةً وكتابةً؛ هي محصلة سلبية بالنسبة للأدب، ولكنها قد تكون محصلة إيجابية لصالح قراءة القرآن الكريم وبعض التفاسير الدينية أثناء الشهر الكريم قبيل وقت السحور أو الإفطار. وأيضا قد تكون محصلة إيجابية درامية جيدة. لأنني في غير رمضان لا أميل إلى مشاهدة المسلسلات كثيرًا، عدا المسلسلات التي تروق للكثير من المشاهدين، وأرى أنه يجب عليَّ متابعتها للحكم عليها من خلال مشاهدتي لها وليس من خلال ما يكتبه أو يحكيه الآخرون. ويعتقد أن هذا الكلام ليس نهائيا، لأنني أحيانا أجد في نفسي حماسًا واندفاعًا نحو كتابة رواية أو قصيدة شعرية لا يجوز تأجيل كتابتها، سواء في نهار رمضان أو ليله. أتذكر أن رواية “الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ” استغرقتُ في كتابتها معظم أيام رمضان قبل الماضي، وأنهيتها على نهاية العام وطُبعت في أوائل عام 2022. ويشير الى انه ليس لديَّ خطة كتابة في رمضان هذا العام، إلا لو ألحت عليَّ فكرة ما لا أستطيع تأجيلها خلال أيام الشهر الكريم. لكنني أستطيع أن أقول إن معظم أيام هذا الشهر الكريم سأقضيها في تحكيم أعمال أدبية مقدمة لإحدى المسابقات العربية الكبرى، وهي لا تقبل التأخير أو التأجيل، لأننا مرتبطون بميعاد محدد ستعلن فيه القائمة الطويلة لهذه الجائزة أو المسابقة، ثم نجتمع مرة أخرى لاختيار القائمة القصيرة، وهكذا. وإذا لم تكن المشاركة في تحكيم تلك الأعمال، لكنت قطعت شوطا كبيرا في قراءة “الفتوحات المكيَّة” لابن عربي، الذي انتهيت من قراءة بعض أجزائه خلال الشهور السابقة .


سماع الكتب والروايات

الروائية العراقية غِيد ال غَرَب تقول إنَّ شهر رمضان من الشهور المحببة إلى نفسي، بعيدًا عن البُعد والمكانة الدينية للشهر، فإنّ قدومه بالنسبة لي يجري عصفًا بالذكريات، يأخذني إلى بواكر وعيي، حيث حساء العدس الذي يتربع على عرش المائدة الرمضانية واستعدادات الأسرة للإفطار والوالدة في المطبخ تحضر لنا ما لذ وطاب من الحلوايات والعصائر ما عدا الأطعمة العراقية التي تميز شهر رمضان، أو اجتماعات الأسرة الكبيرة حول أخوالي  أو أعمامي وانتظارنا مدفع الافطار، فهناك من يقف خارجًا ينتظر مؤذن المسجد القريب أو من يفتح التلفاز او المذياع ليلتقط الأذان. شهر رمضان معناه أن ختامه العيد، إذ ننتظر بلهفة شراء الملابس الجديدة والتأكيد على الوالدة بأن تشتري لنا حقائب يدوية لوضع العيديات فيها ما يعني شراء أكبر عدد ممكن من الحلوايات والبوظة التي لا بدَّ بأن تأخذنا إلى أسِرَّتنا مرضى، وترى على المستوى الشخصي وكونها أمَّاً لأسرة عراقية مغتربة: أحاول قدر استطاعتي بأن يعيش أطفالي أجواء الشهر، فنقوم بتعليق الزينة التي تتضمن الأضواء والأهلة والفوانيس ونشتري معًا مؤونة الشهر وخصوصًا قمر الدين والنومي لصنع العصائر. 

أعتزل الكتابة في رمضان مؤقتًا، وأميل إلى الصمت حتى في حياتي الاجتماعية، لست أهوى دعوات الفطور أو السحور وأكتفي بأسرتي وبيتي خلال الشهر، ولأني أقضي وقتًا طويلًا في المطبخ أستفيد كل سنة من هذا الوقت لسماع الكتب المسموعة من روايات ومسرحيات وكتب تاريخية أو لغوية.  وتؤكد أن رمضان فرصة جيدة للانعزال ومراجعة الذات والتفكير ويعد أفضل منحة لممارسة الرياضة وانقاص

الوزن.. 


ثمار الإبداع

الناقد العراقي عدنان أبو أندلس يقول هو الآخر إنَّ لكل موضوع لا بدَّ من توطئة يُستهل بها كي يكون القارئ على دراية تامة للأحداث اللاحقة، ويقول إنّ الطبع عند الأدباء متغير بحسب الحالة التي يمرون  بها، فهناك طاقة نفسية وجسمية تتحمل من حيث الصبر والأناءة، وهناك العكس. منذُ أن بدأتُ الصيام مُنذ صغري، كنتُ تواقاً لمجيء شهر رمضان المُبارك بحفاوة طفوليَّة تكتنفها اغراءات «الوالد» بشراء لي هدية العيد الموعودة، لكن حينما كبرتُ كنتُ غير مُبالٍ بذلك،  ليس الشغف الذي عهدتهُ في صغري، وكأن المهام أضحت أكبر وأصعب وبعيدة المنال، إذ ينتابني شعور غريب أعيشهُ في مزاج متقلب وارتدادي نفسياً، أحسّ بأنّي متكاسل ومتعب وخامل فكرياً لا أقدر على فعل شيء ما يرضيني. ربما تأثير «التدخين» هو السبب الذي أعانيه، علماً أني لست مدمناً عليه بل بعد الوجبات الرئيسية فقط، لكن رشفة من السيجارة لها مفعولها السحري لديَّ.. لا أدري ما هي المتغيرات التي حصلت بذلك؟. نعم حتى أضحى ليس لديَّ إبداع أو مبادرة في عمل ما. ويضيف ان الفرح والحزن لهما خاصية في التعاطي الفكري الجاذب للإبداع، ربما الإثارة والتقلبات الحياتية لها تأثيرها عليه أن يعكس ذلك ابتهاجاً على حياتي، لكني أقول على مضض: حتى درجاتي في مرحلة الاعدادية متدنية عكس بقية الأشهر في المراحل السابقة. ويتساءل ابو اندلس: هل العامل البيولوجي له تأثير أم حالة نفسية تلازمني، والساعة البيولوجية المضطربة لها حصة؟! ويقول.. في مضان أرجع الى ملفاتي القديمة وأنشر ما تيسّر منها، كان مشروعي قبل رمضان تأصيل «قصيدة النثر» منذ نشأتها القلقة واستقرارها المضطرب، لكني اجلته الى ما بعد العيد. في ضحى هذا اليوم الأول من رمضان كنتُ أسير وسط الحي الذي يقبع به داري، لم اسمع ضجيج الأطفال المعتاد، ولا روائح الأطعمة الصباحية، ولا قهوة الصباح، بل يتناءى الى سمعي فقط طائر «الفاختة» التي تنوح بوجعها المستدام وسط هذا السكون. هذا الصمت الذي رأيتهُ وكأن الحياة معطلة تماماً.. على المستوى الشخصي يقول الناقد لكوني ناقداً أدبياً فأرى بأن طقوسي تقتصر على عامل الوقت والمزاج، فطقسي مضطرب ومتقلب حسب المزاج، لأنهُ يعتمد على ما يضخ للبدن من غذاء «مادي» وأفكر يعتمد على ذلك كي يعطي ثمار الابداع المعنوي. فأنّهما يعتمدان على بعضهما في العطاء والابداع، فللعاملين البيولوجي والسيكولوجي تأثيرهما الفاعل في هذه المضمار ولهما تأثيرهما في نفسية «الفرد – الكاتب – الشاعر – الناقد – القاص والروائي ...الخ» يعني الأديب بصورة عامة معني بهذا الشيء. لذا نلاحظ ذلك التأثير السالب على الطبع رغم التطبّع المضطر، لكن رغم مسك النفس من النفور والضجر نرى حالات النرفزة والغضب تلازمنا طوال اليوم وفي أحيان كثيرة .


زمن الخصب

الناقد العراقي حيدر الأديب يقول إنّ شهر رمضان من المناسبات التي تتعامل مع المبدع كمنبهات لبعث (الحدس الراقي) الذي يعبر عنه ديبلي بأنّه نوع من الاستدلال يمضي في مستوى اللاشعور. ويشرح الأديب أنه الحدس هنا هو الاستبصار بكمون الفكرة يصاحبه انفعال حتمي يدفع بالفكرة نحو التحقق وفق طبيعة المادة موضوع الاستعمال، وهنا تتوزع المناسبة وفق نوع الانفعال لدى المبدع لا وفق هويتها ورمزيتها، فهناك انفعال سطحي تتمثل فيه الفكرة بكونها نتاجا عقليا وهناك انفعال عميق يكون هو بذاته منبع عدة تصورات لا انه ناتج عن تصور ما، وهذا يعني ان المناسبات تأتي بتصورات جاهزة وبرامج جاهزة والانفعالات الصادة عنها هي انفعالات خاسرة ابداعيا لكونها تمثل تسجيلا لثقل المناسبة.. ويرى أن الابداع المناسباتي يتشكل من قطبين أحدهما قطب المبدع المتمثل بأربعة مراحل كما حددها والاس وهي الإعداد والتحفيز والبزوغ والاستبصار والتحقيق، وهذا القطب يكون مسؤولا عن جودة وامتياز تحويل المناسبة من تجربة حياتية الى تجربة شعورية وبطبيعة الحال تتفاوت من مبدع الى آخر، والقطب الآخر هو قطب المناسبة ذاته الذي يتنازعه رمزية المناسبة وفهم المناسبة فالرمزية هي حجم التدليل الشعوري الذاتي بينما الفهم هو تمظهرات هذا التدليل كسلوك بين جماعة وأخرى.. ويعتقد الأديب ان أدب المناسبات هو استجابات لمنبهات تعتمد أساسا على التيقظ الانفعالي وتنظيم هذا الانفعال. ويزيد بقوله انه يخضع الأديب الى عوامل تشكيل الذات والتي هي بنية تأويلية لمرجعياته وموجهات فهمه وفي مناسبة مثل رمضان فإن القضية الإبداعية لا تنفرد وذاتها بل هناك مهيمنات تعمل في أديب ولا تعمل في آخر وفق تدرجات الفهم، فقد يكون منتجا في رمضان ومبدعا لكنه يحجم عن هذا لعلة تتعلق بفهمه.  

هذا الشهر هو مدى تحتفل فيه الحقائق المعنوية والشعورية والملكوتية فهو مدى حقائقي (بينات وهدى) وكل حسنة خارج هذا الشهر تكون امامه سيئة لا بمعنى السيئة انما بمعنى الحظ الأدنى (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم).. وبحسب قوله فإن الزمن الإبداعي في رمضان خصب عندي وفق كل ما مر لكني لا أرتب أي نتيجة عليه وسرعان ما اتركه من دون شعور لان الزمن الرمضاني محسوب بدقة مع التوجه الروحاني وكل تسرب منه الى غير ذلك ينعكس كضيق في النفس وكدر فأشعر بأني (إثاقلتم الى الأرض). 

لا يعني هذا ان رمضان ضد الابداع والإنتاج بل اننا نرى الكثير يخرج لنا مما تنبت روحه في رمضان لكني من النمط الذي يرى ان كل ابداع مهما كان يفقد خصوصية هذا الشهر وتكون الذات على حد سواء في هذا الشهر وغيره، وهذه خسارة مروعة. 


خصوصيَّة وتميُّز

الناقدة العراقيَّة اسمهان حطاب العبادي تعتقد أنّ عادات وتفكير الانسان ومزاجه يتقلّب كما في الفصول الأربعة، تبعا للأحداث والظروف والتقلّبات النفسيّة، تأثيرها سلبا وايجابا.. وتضيف ان لشهر رمضان خصوصية وتميزا روحيا مختلفا عن كل الشهور، حيث التطهّر الروحي والطاعات والعبادات، لتجعل الناس يتسابقون لفعل الخيرات ومساعدة بعضهم بعضا وقراءة القرآن، الكاتب أو الأديب ليس بمنجى عن الساحة فهو وسط التجمعات الاجتماعية والروابط الأسرية التي يلمها هذا الشهر الفضيل، لكنه يأخذ من أمام ناظريه تفاصيل عامة الناس ويوشحها ثيابا والوانا جديدة لتأخذ شكلا او جنسا أدبيا، قصة او رواية او قصيدة، بعضهم يلتزم الصمت ويبتعد عن الكتابة ويبقى متفرجا على المعروضات الادبية والفنية ويقف موقف الناقد الفاحص لتكرار أو اختلاف الأعمال. وتمضي بقولها.. كلنا يعرف رمضان وما يفعله من فعل في الأبدان، كذلك له أثر عند بعض الأدباء حيث يجعلهم يمسكون زمام الأمور والقلم ويخرجون ما في دواخلهم من أفكار واطروحات جديدة لا تخلو من الابداع والجمال، أعمال فيها بعد عن الرتابة والروتين اليومي المعتاد. وترى أن الشاعر يبوح عما في داخله من فيض المشاعر والأحاسيس ليولد قصائد جميلة، نابعة من تجليات روحية عميقة افرزها صفاء ونقاء هذا الشهر. واختلاف الروائح والنكهات الرمضانيَّة بدءاً من الافطار الى اللقاءات الاجتماعية التي قل شأنها بانتشار الميديا الساحر، وترى ايضا أن بعض الأدباء يقضي أغلب وقته في شراء كتب جديدة ويغلبه العمل ولا يمكنه من قراءتها، لذا ينشغل في رمضان في التبحر والتمتع بها، فيما يقوم الاخر بالبحث في ارشيفه الورقي والحاسوبي وقصصاته الورقية الماضية والقديمة يعيد صياغتها وينظمها في قوالب ادبية جديدة ومختلفة عما سبق، انه فعلا شهر التأمل والتدقيق في بسائط

الامور.