موسيقى اللون في لوحات كامل حسين

ثقافة 2023/04/09
...

 علي إبراهـيم الدليمي

 

ولد الفنان كامل حسين في البصرة الفيحاء عام 1952، وفي يوم 13 نيسان من العام 2017، رحل بهدوء إلى مثواه، بعدما قدم تجربة فنية متميزة في الرسم، وبعد مشوار التدريس في معهد الفنون الجميلة ببغداد لأكثر من 27 عاماً متواصلة. 

وهو خريج كلية الفنون الجميلة ببغداد لعام 1977، فضلاً عن كونه شاعرا وناقدا تشكيليا، نشر العديد من نشاطاته الأدبية في الصحف والمجلات العراقيَّة.

أقام مجموعة من المعارض الشخصيَّة، وكذلك مشاركاته الكثيفة في المعارض التي أقامتها وزارة الثقافة والإعلام وجمعية الفنانين التشكيليين والقاعات 

الخاصة.

في كتابه الفن الحديث، يستشف الناقد د. محمد البسيوني: إن الأشكال الفنية تكون محمّلة عادةً بشحنة انفعاليَّة، أو جماليَّة، حتى ولو لم تمثل شيئاً ظاهرياً من عالم الحقيقة، وعلى ذلك، فالانفعالات يصيبها التعميم، فلا تستدعيها أجسام أو مواقف معينة، باعتبارها الفردي، ولكن تستدعيها هذه الأجسام، إذا احتوت شيئاً من القيمة العالمية، وعلى أثر ذلك قد لا ترى في صورة فنيَّة تمثيلاً لجسم معين، ولكن عناصرها قد تعكس قيمة من القيم التي تشترك فيها كل الأجسام الخاصة، مثل اللون، أو السعة، أو الصلابة، أو الحركة، أو الإيقاع... إلخ.

هكذا جسد الفنان كامل حسين تجربته من خلال فلسفة اللون في اللوحة المعاصرة نفسها ومعالجة التلقي البصري بثيمات إنسانية مختزلة، والذي يتحدث الفنان نفسه عنها: بأنَّ جميع ما معروض من تجربته هذه المعروضة، إنما رسمها طفل بعمر ست سنوات، ما زال يسكن داخل كياني منذ طفولتي وحتى الآن، حاولت أن أبثها على سطوح قماشات لوحاتي، التي كانت بمثابة نوافذ ملونة أطل منها إلى عالم يحتفي بالموسيقى... ولكن هذه المرة بالبصر وليس بالسمع.

الفنان كامل حسين، في تجربته اللونيَّة، لم يعلن أو يتحدث عن وجوده بصفته فناناً طوال مسيرته الفنيَّة الثريَّة، بل ترك أعماله وبحوثه المتواصلة في معارضه الشخصية ومشاركاته داخل العراق وخارجه، هي التي تعلن عن وجودها وتبرز هويتها وبصمتها المتميزة للمتلقي.

فقد شخّص، دور اللون ورؤيته وأبعاده النفسية، ومدى تفاعل المتلقي مع مفهوم التكوين اللوني في اللوحة الحديثة، ومن ثم يضع تونات سُلّم موسيقاه الخاصة، ليرددها الآخرون بسمفونية، يشترك فيها الجميع، على أن اللون فن له رمزياته الشاخصة وإيقاعه الخاص الذي يجذب الناس من حيث يعلمون أو لا يعلمون، لا بدَّ أن يتحسسها الآخرون في كل زمان ومكان.