{طريق التنمية} بوابة لترصين اقتصاد العراق والمنطقة

اقتصادية 2023/04/09
...

  بغداد: حسين ثغب التميمي


أشرت تحركات العراق الخارجية خلال الأشهر الأخيرة نحو دبلوماسية الشراكة والتعاون الاقتصادي النابع من حراجة احتياجاته الحالية والمستقبلية ودوره المحوري أهمية طرح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للمشروع الستراتيجي “طريق التنمية” وكذلك حاجة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تنشيط كبير للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والسياحية البينية.

عضو منتدى بغداد الاقتصادي عامر الجواهري أكد أن “طريق التنمية الذي تم طرحه من قبل دولة رئيس الوزراء مع الرئيس التركي، يعد من أهم المشاريع التي تحقق المنفعة للعراق والعالم، والتي تمثل نتاج حراك العراق الخارجي خلال الفترة الأخيرة” .

وأضاف “ضمن أولويات العراق كونه مركز هذه المنطقة الواسعة والربط البري بين آسيا وأفريقيا والمقاربة الطموحة للربط بين الشرق والغرب للترابط مع برنامج “الحزام والطريق” من خلال المشروع الستراتيجي طريق التنمية”، لافتاً إلى أن “هذا المشروع طويل الأمد يحتاج إلى وضع وإقرار تفاصيل رؤيته والخطط والإجراءات التنفيذية لكونه مشروعاً يتصف بالشمولية القطاعية والجغرافية وعابراً للحكومات مع حزم واسعة من الخدمات وعمليات التثقيف المجتمعي والبحث عن منافذ التمويل التي تشتمل على جذب الاستثمارات المباشرة، هنا يمكن تقسيم الرؤية التمويلية بين الدول الحليفة ولتكوين مشاريع مشتركة ضمن التكتل الاقتصادي الجديد في المنطقة” .

 وبدأ الحراك العراقي الإقليمي الدولي منذ مؤتمر بغداد الأول في بغداد 28/8/2021 والقمة الخماسية في العلمين 22/8/2022 الذي سبق عقد مؤتمر القمة العربية 1و2/11/2022 ثم القمة العربية - الصينية 9/12/2022 ليأتي مؤتمر بغداد الثاني في البحر الميت / الأردن 20/12/2022 ترادفت معها العديد من لقاءات قمم ثنائية إقليمية ودولية للعراق بضمنها مع مجلس التعاون الخليجي ثم القمة العراقية التركية 21/3/2023 وقريباً ستنعقد النسخة الثالثة من مؤتمر بغداد وليس آخرها مؤتمر القمة العربية المخطط في مايس 2023.  

 ولفت الجواهري إلى أنه “يمكن اعتماد الصين على سبيل المثال، التي لدينا معها أكبر حجم تبادل تجاري، كأحد الشركاء الدوليين الرئيسين في الخطط الطموحة للعراق استناداً إلى الاتفاق العراقي – الصيني الذي بدأت خطواته الأولى في كانون الأول 2015، ثم التوقيع على الاتفاق العراقي-الصيني النفط مقابل الإعمار في أيلول 2019، كما أن لدى الصين التوجه الحثيث نحو توسيع استثماراتها في المنطقة ضمن رؤيتها في مشاريع الحزام والطريق”.

واشار إلى أن “الطروحات المتداولة خلال فترة مؤتمر القمة العربية-الصينية أواخر سنة 2022 تضمنت خلق فرص استثمارية كبيرة نحو شراكات حقيقية مع اتجاهات العالم المختلفة، ويتطلع العراقَ إلى اقتباس تجارب الصين الناجحة، وخلق حالة من التكامل الاقتصادي العربي، ورغبة العراق لتعزيز مبدأ الشراكة والتعاون الستراتيجي مع الصين ضمن مبادرة الحزام والطريق، ومجالات البنى التحتية.

 يذكر أن الرئيس الصيني أشار إلى أن “موقع العراق الجغرافي يمكِّنه من لعب دور مهم في مشاريع التنمية المستدامة وأن يكون جسراً ومنطقة تلاقٍ بين دول المنطقة والعالم وعن تطلُّع بلاده إلى المزيد من التعاون الثنائي في مختلف الصعد” .  

وعن مواجهة تحديات التنمية قال الجواهري: إن الواقع يتطلَّب تشكيل هيأة مصغَّرة متفرِّغة عالية المستوى بصلاحيات لموضوع العلاقات الدولية وتوزيع كافة المشاريع ضمن مشروع طريق التنمية ومشاريع تنمية وتنويع اقتصاد العراق مع كافة الشركاء الدوليين بضمنهم الصين، تعمل الهيأة بأسلوب غرفة العمليات وتنسِّق عملها مع المجلس الوزاري للاقتصاد وأن تشكل هيأة تنفيذية بصلاحيات استثنائية لكل مشروع، فضلاً عن إقرار والمباشرة بمشاريع انتاجية وبنى تحتية كبرى وذات أولوية بالتنسيق والاتفاق مع كافة الدول المستدرجة للاستثمار في العراق وكذلك تحديد والاتفاق على المشاريع البينية التي تُنفَّذ في العراق” .

ونبه إلى أن “آليات التمويل يمكن أن تتم بالشراكة الستراتيجية مع شركات الدول الحليفة لمشاريع يُخطط لها من النواحي الفنية والتمويلية والتنفيذية والتشغيلية والإدارة والتسويق لاحقاً من قبل الشركاء، مع محاولة إيجاد آليات لمشاركة القطاع الخاص العراقي، والتعاون والشراكات الفاعلة في قطاعات السياحة والثقافة والفنون لتشكل توجهاً مهماً لجذب السياحة نحو الداخل مع ما تتطلبه من شرط توفير متطلباتها”.