اللوحات الرمضانيَّة في أعمال د. روضان بهيَّة

ثقافة 2023/04/13
...

 علي إبراهـيم الدليمي


يعد شهر رمضان المبارك من الأشهر الجميلة التي يتمتع في طقوسها الخطاطون خصوصاً ليمارسوا فيه فن الخط العربي، كونه فناً يتصل بروحيَّة وقدسيَّة هذا الشهر الفضيل. 

وفي هذا المقام نقدم باقة متميزة من لوحات الخطاط الفنان روضان بهية التي خصّها لشهر رمضان. الذي يعد من أحد أهم الخطاطين في العالمين العربي والإسلامي.في المرحلة الابتدائيَّة، بدأ روضان وهو اسمه المحبب إليه، التي كانت تناديه له أمه، ليُعرف من خلال اسمه في المشهد الثقافي والفني، للخطاط المجود والمصمم البارع الفنان الدكتور عبد الرضا بهية داود – مواليد بغداد 1952، أقول، بدأت لديه، منذ الابتدائية، موهبة التقاط مفردات التذوق الفني، وهو ينظر لمعلمه، عندما كان يكتب ويرسم على السبورة، كعناوين الدرس والرسوم الإيضاحية المتممة الأخرى للمادة.. ليعيدها (روضان) بعد ذلك، في دفتره الصغير، بكل تأني وذكاء، ليحصل على استحسان وتشجيع (معلمه) وهكذا بدأ رساماً، يعشق فن الرسم بشكل كبير وعجيب، حتى مرحلة المتوسطة، إذ كان في يوم من الأيام يسير مع شقيقه الأكبر في شارع المتنبي، فلفت انتباه، على كراسة (قواعد الخط العربي) للأستاذ هاشم البغدادي، فاقتناها، وبدأ يتمرن عليها بشكل عفوي، لا يعرف أسماء الخطوط.. ولا كيفية اشتقاقها، ولكنه استهوته أشكال الحروف وجماليتها وأسرارها، وكان روضان عنيداً وهو يفك أسرار كتابة وتعلم جميع أشكال الحروف العربية، وفق قواعدها المجودة، وكان يتعلمها من دون مدرس أو توجيه من أحد، وعندما تخرج من المرحلة الإعدادية، تقدم لكلية الفنون الجميلة/ قسم الفنون التشكيلية، كونه رساماً في بداية الأمر، ولكنه تحول إلى فرع التصميم، وكان الفرع في بداية تأسيسه، فانتسب إليه، في دورته الأولى، وقد حصل على البكالوريوس في التصميم الطباعي، عام 1976، بدرجة الامتياز والأول على دفعته.

وكان من المفترض أن يكون هناك درس لفن الخط العربي، ضمن دروس فرع التصميم في الكلية، وقد تم اختيار الخطاط هاشم البغدادي، لهذه المهمة، إلا ان رحيله المفاجئ حال من دون ذلك، بعد أسبوع من زيارته (الأولى والأخير) إلى الكليَّة، مما حزَّ في نفس روضان هذا الحدث الجلل، ولكنّه بعد مدة، تم اختيار الدكتور (سلمان إبراهيم الخطاط) لتدريس مادة فن الخط العربي والزخرفة، وهكذا.. التقى روضان بالدكتور سلمان الخطاط، وكان في حينها طالباً في المرحلة الثانية في قسم التصميم، وقد حظي برعايته الخاصة، ولازمه زمناً طويلاً، وكان من أبرز مساعديه في مشغله الخاص وتعد السنوات التي قضاها مع الدكتور سلمان فترة البناء الفني الصحيح والمهني (للفنان روضان).. ثم تتلمذ على يد الحاج مهدي الجبوري حتى نال منه الاجازة عام 1984. وأكمل دراسة الماجستير العام 1989 بتقدير امتياز. ثم حاز على دكتوراه فلسفة في التصميم الطباعي عام 1998 بدرجة امتياز.

بدأ الفنان روضان حياته الوظيفيَّة مدرساً في معهد الحِرف والفنون الشعبية في وزارة الثقافة والإعلام عام 1978 بعدها أصبح رئيساً لقسم الخط والزخرفة في المعهد، لنقل ملاكه بعدها في عام 1990 للعمل مدرساً في كلية الفنون الجميلة، ببغداد، وفي عام 1998، ولا يزال يقدم عطاءه الثر أستاذا وفناناً في مسيرة الخط العربي والزخرفة الاسلامية، كما أشرف على العديد من بحوث الماجستير والدكتوراه، وأنجز عشرة بحوث في حقل الاختصاص، فضلاً عن مقالات ومشاركات في عدد من المؤتمرات والندوات العلميّة والثقافيّة في جامعة بغداد وخارجها. ترقى إلى مرتبة الأستاذيّة عام 2004، تبوّأ رئاسة قسمي الخط العربي، والتصميم.الخطاط روضان بهية فنان متمكن ومزخرف محترف ومصمم مبدع وباحث متميز فقد شارك في أكثر من خمسين معرضا داخل العراق وخارجه من بينها عشرة مهرجانات دوليَّة حاز خلالها على اثنتي عشر جائزة محليَّة وعالميَّة تقديراً لعطائه وإبداعه.اختاره مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإستانبول (آرسيكا) حكماً دائماً في مسابقات المركز، رئيس جمعية الخطاطين العراقيين.

نال شرف كتابة القرآن الكريم لمؤسسة رمزي في لندن، فضلاً عن تشرفه بالمشاركة في كتابة خطوط العتبتين الحسينية والعباسية وكتب خطوط مرقد الحر الرياحي في كربلاء، وشارك في كتابة خطوط العتبة الكاظمية المقدسة، ونال شرف المساهمة في وضع خطوط العتبة العسكرية في سامراء. تتلمذ على يديه عدد كبير من الخطاطين والمزخرفين والمصممين، وقد أنجز من الأعمال الفنية المتميزة، والخطوط وتصاميم الشعارات والمطويات والبوسترات.. العدد الكبير جداً.