بغداد: الصباح
أطلق أمجد الهلالي حملة {ازرع مع أمجد} الثالثة لمعالجة تراجع المساحات الخضراء والتغير المناخي في البلاد.
وتعنى حملة {ازرع مع أمجد} بغرس وزراعة النخيل وأصناف الأشجار، كان منها الصفصاف والالبيزيا والاكاسيا وغيرها من النباتات في عملية شارك فيها مسؤولون من أمانة بغداد وقسم الوعي البلدي وبحضور نخبة من الشخصيات، منهم مستشار رئيس الوزراء الدكتور قاسم الظالمي، ومدير معهد الفنون التأهيلي أحمد شوقي، ورئيس شرطة البيئة العميد واسم اللامي، ورئيس بلدية الشعب وغيره من القائمين على الاستدامة ما بعد زراعة الأشجار من عاملين ومدراء أقسام في جميع فروع بلدية الشعب.
ومن ضمن فعاليات الحملة التي كانت تحت عنوان "#بغداد- تزرع" وحرص الشاب أمجد الهلالي على توفيرها هو أن عمد إلى اطلاق الكثير من البالونات في سماء العاصمة العراقية بغداد بوقتها بعد أن ربط البذور الموضوعة في كبسولة طبية بهذه البالونات، فضلاً عن تعليق قصاصة ورق كتب عليها "كن أنت التغيير وأزرع شجرة" ايماناً بالقائمين على الحملة بضرورة إيجاد الطرق العديدة لنشر الوعي بين أفراد المجتمع وحثهم على الزراعة، وخاصة الذين سيعثرون على هذه البالونات ويحرصون على زراعتها، أو ربما هي طريقة تسهم في زراعة البذور مع مرور الزمن.
ومن فكرة بسيطة أضاءت في ذهن أمجد الهلالي الذي يعيش في بلجيكا، ودفعته للتساؤل: "لماذا لا أزرع الأشجار في العراق، ولماذا لا تصبح البلاد خضراء؟" يقول الشاب إن "هذا الشيء المتواضع أقدمه لبلدي وسيلة لدعم كل من يحاول أن تعود المساحات الخضراء لأرض العراق".
ويثني الهلالي على كل من سانده في اطلاق حملته هذه واستمرارها، والوقوف إلى جانبه من معارف وأقارب ومتطوعين في فرق العمل، وهم لارا الهلالي، أحمد عبد اللطيف، وسن عدنان، وسام إسماعيل، حنان عبد الأمير، وإبراهيم الموسوي، وسيف تركي، وغيرهم.
ويعتقد أمجد الهلالي أن هناك الكثير من الصعوبات التي واجهته في إطلاق حملته الثالثة، ولعل أهمها هو التمويل المالي، حيث كان ضعيفاً جداً، كما يضيف أن "التبرعات المقدمة لم تسهم إلّا في تغطية تكاليف زراعة الأشجار فحسب"، إذ لم تكن تكفي لسد احتياجات العمال والنقل، فضلاً عن إدامة الأشجار، "فغالبية هذه الاحتياجات، كنت قد وفرتها من -جيبي- نفقتي الخاصة وتبرعات المقربين ممن كان لديهم الايمان الكامل بضرورة انجاح الحملة وإدامتها"، وفقاً لتعبيره.
ويشير أمجد باستغراب إلى ظهور حالة غريبة كان قد واجهها مع عامل مهمته قلع النخيل: لقد كان ببالي أن هذا العامل سيتطوع لمساعدتنا من منطلق أن الحملة إنسانية، وليست ربحية، ولكنه فاجئني بمضاعفة تكاليف قلعه للنخيل من "الفين دينار إلى خمسة الآف"، ويعتقد أمجد أن الأمر لا يتعلق بالتكاليف المالية، فهي لا شيء مقارنة فيما تسبب به "من احباط في عدم الرغبة بالتعاون في مثل هذه المواقف النبيلة"، بحسب قوله.
ويعاني الشاب أمجد الهلالي من مصاعب أخرى تتعلق بحالته الصحية التي عادة ما يكون بحاجة دائمة لعملية "غسيل الكلية" فضلاً عن معاناته المستمرة من نقص الفيتامينات الحاد.
ويقول: في حملتي الثالثة هذه تمكنت من الوصول إلى ثماني الاف شجرة، كما وباشرت بزراعة النخيل، فضلاً عن العمل المتواصل لإكمال زراعة أرض قناة الجيش في العاصمة بغداد.
ويؤكد أمجد أن استمرار حملة "ازرع مع أمجد" تعتمد على الدعم والإنفاق.
يأتي هذا بسبب القلق من عدم القدرة على الاستمرار في تمويل الحملة التي يقع على عاتق أمجد مهمة الانفاق عليها غاية في الاستمرار والمواصلة.
ويشير إلى أن العالم اليوم أكثر اهتماما بتحسين البيئة والمناخ. بالنسبة لي، فإن حملة "ازرع مع أمجد" تعني المساهمة في الحد من التصحر وارتفاع المساحات الخضراء، وأن هذا الأمر لن يدوم ما لم تتلقَ الحملة الدعم والمساعدة.
وينوي الشاب أمجد الهلالي إطلاق حملة رابعة في الشهر العاشر/ تشرين الأول المقبل، "ستكون أجمل وأكبر.. لأن الحلم كبير في عراق أخضر خالٍ من التصحذر".
وكان من ضمن فعاليات الحملة الثالثة اقامة ندوة توعوية للأطفال الحاضرين، تناولت زراعة الاشجار ومضار انخفاض اعدادها، فضلاً عن البذور وفعالية البالونات، "كنا نريد أن نوزع البذور مع نشر الوعي بضرورة الزراعة".
وقد حصل أمجد الهلالي على جائزة تكريم على حملته من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ولجنة العمل التطوعي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، كما
يقول:
لأنني متطوع.. يعتبر التكريم على الرغم من أنه معنوي مهرجاناً للدعم يحفزنا على الاستمرار والتواصل غاية في التغيير والإصلاح.
ويشير إلى أن واحدة من اللحظات الجميلة والمعبرة التي مررت بها في العراق، وخلال الحملة الثالثة، هي أنني قدمت الهدايا للأطفال في مسرح الوعي البلدي اثناء فعاليات مهرجان الزهور في الزوراء ببغداد.
كما وقد تعهد مدير مسرح الوعي البلدي بإقامة عروض مسرحية للأطفال لغرض التوعية في الشأن البيئي والتشجيع على الزراعة كفرصة للتعاون مع حملة "ازرع مع أمجد".
واطلقت الحملة الأولى في الشهر السادس من العام الماضي، وصادف انطلاق الحملة الثانية في الشهر العاشر من عام 2022، ويذكر أن صاحب الحملة هو الشاب أمجد الهلالي القادم من بلجيكا، قد كان عازماً في البداية على زراعة 10 شتلات في بغداد، لكن تشجيع أصدقائه في منصات التواصل الاجتماعي من العراقيين في بعض الدول الأوروبية وتحمسهم للفكرة دفعهم لجمع التبرعات، حتى وصل عدد الشتلات إلى أكثر
من "1000" شتلة.