سنان حسين: الدراسة الأكاديميَّة تقولب الرسَّام وتحيطه بضوابط ساذجة

ثقافة 2023/04/16
...

 بغداد: نوارة محمد 


سنان حسين من التشكيليين الذين جوهرهم التناقض وفنهم المرئي الاتفاق على هدف. هو يعبر عن عصره أكثر مما يهتم بوجوده داخل تاريخ الفن وأساليب مدارسه المختلفة.

قد تندرج أعمال سنان حسين ضمن السوريالية، لكنه يرفض القولبة في الفنون، إذ لا يجد في الانتماء إلى المدارس الفنية التي وضعها النُقاد حالة تشبهه، ويرى أن للأزمنة تأثيراتها في وضع أسس هذه المدارس، لكنه إن مال فهو يميل إلى التعبير بطريقة غرائبيَّة عن أفكاره وتكويناته النفسيَّة عبر وجوه ومخلوقات تنفتح على احتمالات لا نهاية لها. 

يقول سنان حسين لـ "الصباح": أنا ضد القولبة في الفن. العالمُ فضاءٌ واسعٌ والفنون لا تنحسر ضمن قواعد وأسس وضعها النقاد والكُتاب وممن اهتموا بعوالمها، ولأنّني عشتُ شاهداً على صراعات وتناقضات العالم، وجدتني أعبر عن ذلك بطريقة الوجوه والألوان ذات الدلالات الخاصة. ويضيف: أظن أن المصطلحات تعُبر عن أزمنتها، فمفهوم الكلاسيكية الذي أطلقه هاينريش فولفلين عام 1915 كان ينطبق على عصره آنذاك. وأن هذه المفاهيم ليست سوى مرحلة معاصرة وموجز لأحداث سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة. 

سنان حسين الذي تخرّج من كلية الفنون الجميلة ببغداد قسم الرسم شارك في معارض عدة بدءاً من عام 2002 لكنه قدم في الكويت معرضه الشخصي الأول عام 2008.  

وعن عوالم الإلهام يقول سنان حسين: في الكثير من الأحيان تعكس الأعمال حالات شخصية كنت قد مررت بها أو تدل على الصراعات التي كنت شاهداً عليها. لقد اخذت أترجم ما يدور في باطن عقلي من هواجس وأفكار ايجابيَّة كانت أو سلبيَّة، كذلك تطرّقت إلى تجربتي الحياتيَّة، والعاطفيَّة، والروحيَّة، والتقلّبات المزاجيَّة، هي محصلة الكثير من الأعمال. 

ويتابع: كما أنَّ تأثيرات الطبيعة والمكان والحوادث اليوميَّة تمارس دوراً لا يقل أهمية عن ذلك، إذ خرجت (بمعرض هيج) و (معرض مجرد رحلة) والعديد من الأعمال التي جسدت حوادث يومية. 

ويضيف: كثيراً ما تلهمني الاشكال التي اشاهدها والحيوانات الي عشت معها، وتحديداً الطيور كما أن للموسيقى، وأصوات بعض قرّاء القرآن الكريم والمتصوّفين تثير في أعماقي طاقة لا حدود لها في الرسم. 

يرى حسين الذي ولد عام 1977 في بغداد أن الموهبة الفطرية أساس الفنون، وفي الرسم تحديداً، وأن الدراسة الأكاديمية لا تمارس دوراً كبيراً في فشل أو نجاح هذه المؤسسة. ويقول إن "الكثير من عمالقة الفن الذين وضعوا أساليب واطروحات ومعالجات الفنون والتي عدت أسسا ومنهجا يُدرس إلى يومنا هذا عرفناهم موهوبين بالفطرة، نتاجهم الذي ارتبط بهاجس روحي وفكري لم يتأثر بالدراسة الاكاديمية التي تقولب الفنان وتحيطه بضوابط ساذجة". 

سنان حسين الذي قدّم فنا فذا وكاركتيرات مدهشة يجمع بين الأسطورة والواقع. الوعي واللاوعي. الخرافة واليقين. الشك والاستسلام، إعتاد أن يمزج الجحيم والجنة، والحرية والقيد، في لوحاتهِ التي عُرضت في اوروبا بعناوين ومسميات مختلفة يرى انها تعكس إيقاع الحياة المبني على التناقض والمضادات. "الحروب ومعاهدات السلام، الرأسمالية، العلمانية العولمة التي سيطرت على كل مفارق حياتنا المعاصرة تجبرني كفنان معاصر ان أجسد هذه التضادات والتناقضات وتجسيدها على أرض الواقع من خلال أعمالي.  

يأمل حسين بصناعة مشهد فني يليق بالبلاد ويعد بتقديم معارضه الفنيَّة في الوطن العربي الذي يستحق جهوده الفنيَّة أكثر من أي بلاد أخرى.