زكاة الفطرة

استراحة 2023/04/18
...

زكاة الفطرة هي فرض ماليٌّ يجب على كل مكلفٍ بالغٍ غير فقير إخراجه من ماله ليلة عيد الفطر عن نفسه وعن كل من يعولهم.

وتسمى بزكاة الفطرة لوجوبها يوم الفطر، كما وتسمى أيضاً بزكاة الأبدان لأنها تحفظ صاحبها من الموت و تطهره.



رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى﴾  قَالَ: "أَدَّى زَكَاةَ الْفِطْرَةِ".

فرض الله عَزَّ و جَلَّ زكاة الفطرة لصالح الفقراء والمساكين وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم في يوم العيد ومن أجل تقوية أواصر المحبة بين أفراد المجتمع الإسلامي.

وتجب زكاة الفطرة على كل بالغ عاقل غير فقير (أي من يملك قوت سنته) أن يُخرج زكاة الفطرة عن نفسه وعن كل من يعيلهم في ليلة عيد الفطر، قريباً كان أو بعيداً، صغيراً كان أو كبيراً، حتى ضيفه إذا نزل به قبل غروب الشمس في ليلة عيد الفطر وانضّم إلى عياله فعدَّ ‏ممّن يعول به.

رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ: "ادْفَعْ زَكَاةَ الْفِطْرَةِ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنْ كُلِّ مَنْ تَعُولُ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ حُرٍّ وَعَبْدٍ ذَكَرٍ وَأُنْثَى".

وأول وقت إخراج زكاة الفطرة ـ أي عزلها عن سائر الأموال ـ هو عند رؤية هلال شهر شوال، أو بعد غروب الشمس من اليوم الثلاثين من شهر رمضان، أو عند ثبوته في ليلة العيد، حيث تجب في ذلك الوقت.

ولا يصح إخراجها قبل هذا الوقت لأنها لم تجب بعدُ، وتكون كالصلاة قبل وقت وجوبها، نعم يستطيع إقراض المبلغ للفقير قبل ليلة العيد وبعد ثبوت العيد ينوي احتساب ذلك المبلغ زكاةً للفطرة.

وأما وقت دفعها للفقير فيكون بالنسبة لمن يصلي صلاة العيد قبل الصلاة، ولمن لا يصليها حتى قبل الظهر من يوم العيد، ولو لم يدفعها إلى الفقير في تلك الفترة فيجب عليه دفعها في ما بعد بنية القربة المطلقة.

كمية زكاة الفطرة هي صاع، والصاع هو ما يساوي ثلاثة كيلو غرامات من الحنطة (القمح) أو الشعير أو الزبيب أو الأرز أو التمر أو غيرها مما يكون قوتاً غالباً، أو ثمنها، ومن الواضح أنَّ ثمنها يختلف باختلاف البلدان.

رَوَى الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) عن أبيه الإمام الباقر (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: "زَكَاةُ الْفِطْرَةِ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنَ الْأَقِطِ، عَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَلَيْسَ عَلَى مَنْ لَا يَجِدُ مَا يَتَصَدَّقُ بِهِ حَرَجٌ".

وأما مصرف زكاة الفطرة فهم الفقراء والمساكين ممن تحل عليهم زكاة المال.

عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) . فِي حَدِيثٍ: "أَنَّ زَكَاةَ الْفِطْرَةِ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ".

قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة البقرة 185

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ  وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة البقرة ﴿110﴾

 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً  وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ  قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ) سورة النساء﴿77﴾

الغالبية العظمى من العلماء تعترف بهذه الصياغة على أنها فرضت فرض "إلزامية". تستخدم الروايات النبوية المماثلة لغة أخرى "أمرت" مباشرة كل مسلم بدفع الصدقات المطلوبة في نهاية شهر رمضان.

لا يوجد فرق بين المدارس الرئيسية الأربع للشريعة الإسلامية إلا في أن الحنفية يميزون "الفرضية" على أنها فئتان: وصفة صريحة من الوحي تتعلق بسلامة اعتقاد المرء أنهم يسمونه فرضًا ، إلزاميًا، وغير عملي صريح تعليمات يسمونها واجب ، إلزامية. لذا فإن جميع المدارس تعتبر زكاة الفطر إلزامية دينياً، تحمل قوة حكم قانوني مشابه للإجماع العلمي، أو الإجماع.

لزكاة الفطر غرضان رئيسيان ، أحدهما روحاني فردي والآخر جماعي. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أنها "طـُهرة للصائم من اللغو والرفث"، أي أنها تمحو ما قد يرتكبه المسلم في رمضان من منهيات شرعية في صيامه. 

نقوة الله لغةً مأخوذة من المصدر الاتّقاء، ومادّتُها وقى، وهي الاسم من التّقى، فالتقوى هي الوقاية، والصيانة التي يبتغي بها الإنسان حمايةَ نفسه، ودفعَ الشيء عنه إلى شيء غيره.