نقابة الفنانين تستعرض الغناء الريفي

ثقافة 2023/04/19
...

 بغداد: محمد إسماعيل

أحيا الفنانون يونس العبودي وصدام مسير وعبد الحسين اللامي ويوسف الربيعي وعباس العبودي وحيدر العتابي وعقيل موسى.. وآخرون، أمسية طرب ريفي، نظمتها نقابة الفنانين تحت عنوان "من داخل حسن الى الآن" ضمن الفعاليات الفنية لشهر رمضان المبارك وذلك ليلة السبت الماضي، على شاطئ نهر دجلة.. أقيمت الأمسية بإشراف الفنان محمد هادي وأدارها الشاعر رياض الركابي.

استهلت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عبد الجبار، الأمسية بعزف موسيقى لحن أغنية "سلم عليَّ بطرف عينه وحاجبه.. أدى التحية وزين يعرف واجبه.. سلم عليَّ" من روائع مطرب الريف الأول حضيري أبو عزيز.

بدءاً، وغنى الفنان عباس العبودي.. القادم من مدينة العمارة، مركزمحافظة ميسان، موالا من طور العنزي – على مقام السيكاه، وجاء فيه: "سهم فركاك بضلوعي حناها.. طحت والشامت جفوفه حناها.. أون والنوك مو مثلي حناها.. إلك وإنت اشتهيت الكطع بيه" مع بستة: "لا كلبي ملاكم.. لا العين تنساكم" تلاه عبد الحسين اللامي، بموال محمداوي، مستجيباً لطلب الجمهور بأداء أغنية "يا سلامة" التي اشتهر بها منذ الثمانينيات: "إي والله ومشتاكين يا سلامة.. بين الجفن والعين يا سلامة.. حتى النخل مشتاق.. يسأل هوى العشاق.. مسموح إلج مسموح.. واتدللي عَ الروح.. يا سلامة".

توالى المطربون بالتنويع على الأطوار الريفية التي تذوقتها أجيال متباينة الأعمار، اكتظت بهم حديقة النقابة بالقرب من شاطئ دجلة، مجمعين على التواصل مع رغبات الجمهور من خلال التجديد في أداءات الغناء الريفي.

وصرح لـ "الصباح" نقيب الفنانين الدكتور جبار جودي العبودي: "تسعى النقابة لتغطية ميادين الفن كافة، بالتفاعل مع الجمهور العام؛ كي تسهم بنشر الفن الأصيل، وهذه الأمسية حلقة في سلسلة فعاليات بدأت قبل شهر رمضان المبارك، وستستمر متواصلة الى ما بعده، ملتزمة بتأمين متطلبات كل مرحلة، وفق استحضاراتها".

وقال الفنان محمد هادي: "استذكار الأغنية الريفية من خلال داخل حسن إلى اليوم، محاولة منهجية ناجحة لإعادة هذا المعطى الجمالي إلى الذوق الشبابي بالتعامل مع معطيات التراكم الفني والمعرفي اللذين تحققا خلال هذه المدة الزمنية" مؤكداً: "وفي النية اعتماد المقام ركيزة في تأسيس جديد لتوجهات الغناء العراقي، تسهم به نقابة الفنانين؛ لأن الفن العراقي في ميدان الغناء والموسيقى راسخ بالمقام والريف والبادية، ومنهم تستخلص الأغنية الحديثة، وسائل التفاعل مع المستقبل".

وأضاف الشاعر رياض الركابي: "تقديم الأغنية الريفية العراقية في هذه الأمسية بأصوات مزيجة من مطربين رواد وشباب، حاملين اسم داخل حسن، الذي شكل علامة فارقة في الغناء الريفي، لها معنى راسخ في الوفاء وإثبات قابلية الفن الأصيل على التجدد، من دون مغادرة الأسس القائم عليها والمتوارثة من الماضي.. عبر الحاضر.. الى المستقبل".

شارك في الأمسية الموسيقار سامي نسيم، بحديث شيق عن الأطوار الريفية، نال إعجاب الحاضرين من متخصصين ومتذوقين.. على حد سواء، إذ شدَّ الجمهور الى البحث في جماليات التراث الموسيقي والغنائي، عندما أعاد الموسيقار نسيم الأطوار الى أصولها المقامية وبنائها النغمي.

كما تحدث سامي نسيم، عن ولادة بلبل الريف داخل حسن في العام 1909 وسط أهالي "بير الشطرة" التابعة لمدينة الناصرية في محافظة ذي قار، ورافقه الفنان كريم سعد، بتطبيقات للأطوار والمقامات، على المطبك والزرنة، أخذت حيزاً زاهياً من ارتياح الجمهور..

شد نسيم وسعد الحاضرين الى ما قدما.. من خلال التطبيق العملي.. إذ أصغى الجميع بشغف، وبهذا تألقت الأمسية جمالياً ومعرفياً بفقراتها 

كافة.

لفت عضو مجلس نقابة الفنانين د. كريم الرسام: "للغناء الريفي خصوصية عراقية صرفة، يتميز بها من بين الساحات الغنائية المحيطة بنا، لذلك من واجبنا كموسيقيين.. أن نسعى نقابياً وأكاديمياً الى تكريسها وترصين البحث فيها وتفعيلها إجرائياً ضمن الميادين الفنية".