الروايات العظيمة التي علَّمتنا

ثقافة 2023/04/27
...

  كامل عويد العامري

«يقول مارسيل بروست: تقف القراءة على عتبة الحياة الروحيَّة». ويقول فلوبير: «اقرأ لتعيش». بهذا الاستشهاد يفتتح ماتيو لين، كتابه الذي صدر مطلع العام 2023: في صحبة الرواة: الروايات العظيمة التي علمتنا. إننا يمكن أن نجد كل شيء في الأدب. لأن الروائيين العظماء لديهم وضوح «الرواة»، كما يقول رامبو عن الشعراء، وقراءة رواياتهم تساعد على فهم العالم. فمن دون رواية الحياة مستحيلة!

في الإبداع الفني، الرواية لا مثيل لها. ما هو الشيء الآخر الذي احتضن تمامًا دواخلنا السرية لعدة قرون؟ ما هو الفن الذي يتماشى مع عصر المجتمع وأخلاقه وحركاته عن كثب؟ ما هو نتاج العقل الذي يتفهم بهذا القدر الكبير من الأسلوب والعمق هذا الوجه المتسامي للكذبة التي هي خيال لتحويلها إلى حقيقة، هذا “الكذب الحقيقي” الأثير لدى أراغون؟ لماذا؟ لأنَّ الروائيين العظماء هم كيميائيون يحولون عناصر الحياة  اليوميَّة، التافهة، والصغيرة، والكبيرة إلى هذا الذهب الثمين. من فلوبير إلى نابوكوف مرورا ببروست، علمنا العمالقة أن الرواية يجب ألا تستهدف شيئا آخر سوى الفن. ومع ذلك، فهذه الأعمال تحمل بداخلها كنزًا آخر لأنها تنيرنا بما يؤسس ويهدد حرية الإنسان .[...]

وهكذا يتضح أن الكتاب الخيالي أفضل من أي تعبير فني آخر لأنه يضع عواطفنا في اختبار حياة أخرى غير حياتنا، كعامل ومساعد لحرية أكبر. وهكذا تدعو الرواية إلى القياس والتهدئة الانفعالية والمسؤولية الشخصية، كل هذه المكونات هي في بوتقة التسامح البشري والتبادل المستنير بين الكائنات. هذه القيم التي نفتقدها كثيرا في عصرنا، يمكن إعادة تأهيلها من خلال قراءة الروايات. 

إن أعداء الحرية ليسوا على خطأ. فليس عبثا أن يكره الطغاة الروائيين كثيراً. وحرق الكتب يشهد على ذلك. فليس من السهل استبعاد قلمهم الحاد. 

في خطاب تسلمه لجائزة نوبل للآداب، جعل ماريو فارغاس يوسا من الخيال أفضل سلاح حيث “يزرع الأدب في أذهاننا عدم الامتثال والتمرّد، اللذين يقفان وراء كل المآثر التي أسهمت في الحد من العنف في العلاقات الإنسانية”. إن “الأدب يحبط، ويزعج، ويذهل، ويثير التغريب أكثر من الخطاب الفلسفي أو الاجتماعي أو النفسي، لأنه يستهدف المشاعر”. على حد قول أنطوان كومبانيون. هذا الانفتاح على الآخر، الذي يستدعي كل منابع الفكر من خلال التدفقات الحسيَّة، يجعل الرواية علاجًا فريدًا لأنانيتنا، ووسيلة لـ “لتقمّص الآخر من خلال الخيال”، على حد تعبير الشاعر بيسوا. 

هوميروس، وسيرفانتس، ودوستويفسكي، ووولف، وفوكنر، وأورويل، وكامو، ويورسينار وفارغاس يوسا، كلهم “رؤاة”، كما قال رامبو عن الشعراء. إنهم عدد كبير من “الروائيين السحرة”، ليمتد التعبير الذي خص به بول بينيشو الثلاثي لامارتين وفيني وهوغو ليشمل أولمب جميع الروائيين العظماء، الذين عرفوا كيف يستنسخون تعقيد العالم والناس، بما يتجاوز خصوصياتهم، يأسرون الثوابت البشرية ويعيدونها إلينا بينما نحن نشارك خريطة تؤدي إلى الثراء. إنهم ينيرون رغباتنا ومخاوفنا، ويستجوبون شياطيننا ويسبرون الروح البشرية، تحرضهم قوة العقل التأملية. في نصه الشهير حول القراءة، كان مارسيل بروست  يستحضر”المعجزة المثمرة للتواصل داخل العزلة”. 

الروايات، عندما نعرف كيف نعطيها مكانًا في حياتنا، تصبح الرفيقة التي لا نظير لها، رفيقة مخلصة، وأسلحة روحيَّة بها يمكن أن ينتهي بنا المطاف إلى التشبّث بقلوبنا كما فعل المؤلفون الرومانسيون مع الكتابات القديمة حتى في ساحات القتال. ومع ذلك، هناك معركة حيوية لا غنى عنها يجب خوضها ضد الظلاميَّة الجديدة، وتفشي التطرّف، واندلاع العنف واعتداءات أيديولوجيات العبودية المتكررة ... إن قراءة الروايات، تقدم واحدة من أفضل اللقاحات ضد هجمات الغباء والخوف المزيفة. 

ليس هناك ما هو أكثر فاعلية من الليدي لـ . لرومان غاري، هذه الكتلة الأدبية التي لها تأثير قنبلة يدوية، ليس فقط لفهم ديناميكيات التطرّف المميتة، بل للعيش فيها. لأن السيدة لـ، هي ليدي ليبرتي. على الرغم من المسافة التي تفصلنا عنها، فإن هذه السيدة الأنيقة من المجتمع الإنجليزي الراقي تعطينا مفاتيح ثمينة للحرية التي يرغب الكثير من معاصرينا أن نفقد استخدامها وتذوقها.

بدءا يعتبر رومان غاري “متفرجًا على العالم واضحًا بقدر ما هو شغوفا به”، كما وصفه الأستاذ الفخري الأسطوري في جامعة السوربون ميراي ساكوت وأستاذة الآداب ماري آن أرنو تولوز. خطاب غاري الحر والحازم، ورؤيته البعيدة لاتزاماته بوصفه (رفيق التحرير، الأوروبي، النسوي والمدافع عن البيئة قبل زمنه بوقت طويل)، ورفضه للتوافقيّة و”الفكر الجاهز” يجعله مستكشفًا لعصرنا.

تعبر الليدي لـ. عن ذلك، بوضوح لا ينكره فيلسوف الحقيقة، كارل بوبر. “إذا كان للإنسان أن يكون حراً حقًا، فعليه أن يتصرف بحرية مع أفكاره أيضًا، وألّا يترك نفسه ينجرف تمامًا بالمنطق، ولا حتى بالحقيقة، ليترك هامشًا بشريًا لكل شيء، حول كل فكرة. ربما كان عليه أن يعرف كيف يسمو فوق أفكاره، ومعتقداته، ليبقى إنسانا حراً”. 

 يجسد أبطال رواية أمير الذباب لويليام غولدنغ عوامل جذب الشعبوية الفاسدة وعلاقتها الخطرة بدوافعنا. رواية تعلن عن مأساة كبش الفداء، الضحية. وهي تكشف عن عهد حاكم صغير يريد أن يروض مشاعرنا الحزينة ويهيمن على المهمشين لإشباع تعطشه للسلطة. فمن خلال النقر على جثتنا العظيمة المقلوبة، جثة ديمقراطياتنا المريضة، فإنَّ فن الحياة الكامل الذي أشعلته روح التنوير يمكن أن ينقلب.

أما بالنسبة لموبي ديك لملفيل، فهي المحرك المأساوي لحمى الانتقام فيه يغرق الجسد والروح في التوترات التي تخللت البشريّة منذ أنفاسها الأولى. هذه التحفة الفنية المليئة بالتنبؤات، تجعلنا نفكر في مصير الإغراءات التي تسكنها أحلام جنون العظمة والمفخمة بإفراط . وهي على عكس أبطال أمير الذباب المنبوذين، أبطالها بحارة ليسوا منبوذين، يقودهم  قائد مجنون يبحث عن المغامرة إلى  الغرق ولإرضاء تعطشه للعظمة. 

تجسد شياطين دوستويفسكي، صفات الدكتاتور الخالدة، وهو نص يخفي العديد من أوجه التشابه مع الإساءات والتجاوزات والأوهام الانتقاميَّة لطغاة العصر: “انطلاقًا من الحرية غير المحدودة، انتهى بي الأمر إلى استبداد غير محدود”. في الواقع تريد رواية الشياطين ما وصفه دوستويفسكي في مقدمته للطبعة الثانية لعام1873 بعد عامين من الأولى - أن يوجه رسالة إلى القيصر ألكسندر الثالث - بأنه “أحد أخطر شرور حضارتنا الحالية”.

إذا كانت هناك رواية مبهرة بقدر ما هي مخيفة فهي رواية يوليسيس لجيمس جويس. صدرت هذه الرواية المحيرة بعد سنوات قليلة من نشر المجلد الأول من كتاب “البحث عن الزمن الضائع” لبروست  في عام 1913، مستنسخا حدثه على أثر قديم، وهو يأخذنا إلى أعماق أرواح شخصيات تلتقي في دبلن في يوم، 16 يونيو 1904، بين الساعة 8 و 3 صباحًا. وهي تقدم مشهدا عن العنصرية وكراهية الآخر على نحو رهيب، فبعد الإبحار في سلسلة مقلقة من الأساليب، نغرق في تجوال ليوبولد بلوم (يوليسيس) وستيفن ديدالوس (تيليماتشوس) ومولي بلوم (بينيلوب)، وصولا إلى المونولوج النهائي الشهير الخالي من البنية وعلامات الترقيم والأنا العليا، لأنه داخلي. ولكن الفصل، الثاني عشر، المكرس للصُقلوب[عملاق أسطوري ذو عين واحدة  في جبهته]، له صدى كامل مع عصرنا. إنها الخامسة مساءً. في ركن حانة بارني كيرنان، يلتقى جو هاينز والراوي بالمواطن الذي ينبئ وصفه بالعدوانية والغباء، بصحبة كلبه المخيف والعنيد مثل سيده. يشرب الثلاثة بنهم ويتشاطرون الحقائق الكاذبة لدعم هواجسهم. 

 وتجسد مزرعة الحيوانات لجورج أورويل، التي تتحدث عن وهم مجتمع بلا نخبة، الوحوش في مسرح بشري للغاية، وتفتح أعيننا كقراء على استقلاليتنا اللاواعية وحرياتنا التي يضحى بها بسهولة على مذبح وعود المناسبات العظيمة. إن المزرعة، إلى جانب 1984، وهي رواية أخرى لأورويل حول أغلالنا التي نقبل بها وحول هذه الأفخاح التي يثيرها مفترسو السلطة. ودائمًا ما يدعي المتلاعبون بالوعي أنهم يعملون لصالحنا. في الحقيقة، هم يعملون من أجلهم ومن خلالنا. 

يتناول الفصل الثالث من الكتاب رواية الهوسار فوق السطح لجان جيونو، ورواية الطاعون لألبير كامو، تحت عنوان (وباء الخوف)... يتناقض بطل الرواية، أنجيلو، مع زملائه من خلال استقلاليته وحريته في الفكر. إنه بالتأكيد لا يخلو من الألم (“لقد كان غاضبًا بجنون لعدم فهم أي شيء وكان خائفا”)، وهي حالة بشرية، لكنه يتخذ قرارًا إلّا يدع للخوف أن يجتاحه ويهيمن عليه. “الخوف قادر على كل شيء وهو يقتل بلا رحمة، احذر! “يقول لنا قبل أن يتوقع: “إذا شعرت بالجوع ستصدقون أني مصاب بالكوليرا، ولا شيء غير الخوف، ستموتون منها كالذباب”. كم عدد الملائكة الذين اتهمهم المتآمرون خطأً بكل أنواع تسميم نوافيرنا؟ ضد من ولمصلحة من سيوجه غدا الغضب المتسارع الناجم عن خوف الجماهير؟

إن الأدب لا تنقصه الأوبئة المأساوية، التي تجسد في كل مرة شرور العصر التي لا يمكن علاجها. من طاعون طيبة الذي أرسله أبولو في أوديب ملكا لسوفوكليس، حيث يتحول مصير الآلهة إلى بثور ودمامل، وإلى وباء فقدان الذاكرة في مئة عام من العزلة، وفيها كان غارسيا ماركيز يستهدف الاستعمار الإسباني، وتفشي شلل الأطفال. في رواية العدوى لفيليب روث، الذي هاجم بالرفض التراكمي للعلم والدين، من دون أن ننسى، بالطبع، رواية الطاعون لألبير كامو. من بين هذه الروائع، لم يدرك أي منها بدقة تأثير ألم التكزز والتخلي عن أهم القيم التي يمكن أن يثيرها القلق الجماعي مثل رواية الهوسار.

إذا كان الوباء الذي أصاب سكان وهران لدى كامو يشبه “الطاعون البني” وهو اللقب الذي يطلق على النازية، فإنَّ وباء الكوليرا مستوحى، لدى جيونو، من ذلك الذي أرهق فرنسا في مارس 1832. ومع ذلك يكشف الوباء هنا عن أكثر الإخفاقات البشرية شيوعا: الأنانية، والجبن، والجشع، والكراهية. إنه يجرد الأجساد والقلوب تماما من خلال تعزيز التأمل، عندما يكون الموت ملحّا، فيما قد يميزنا أو لا يميزنا عن الوحوش. كيف، في مثل هذه الظروف، لا يكاشف المرء شعبه عن المخبوء؟ وكيف يحافظ على هذه المثل التي تشكل أساس الحضارة؟

 محبوبة رواية توني موريسون تعني الكتابة للتخلص من الماضي، وهي صوت عنيد، يمتزج بالرحمة والغضب، ويشكك في العبودية والذاكرة والهوية، وتلخص أن العرق “معيار فارغ، ليس له أكثر من الجنس أو لون العين: العرق لا يقول شيئًا عن الشخص الذي أمامك. من المسلم به أنني أكتب عن الجالية الأمريكية السوداء، لكنني أشعر تمامًا مثل كاتب روسي يكتب عن الروس: شخصياته خاصة، لأنها روسية، لكن ما يهم حقًا، أساسًا، هو أنها كائنات بشرية، وإن القارئ من خلال تقاسم التجربة الإنسانية نفسها، يشعر بالارتباط بها، ومعها بعلاقة حميمة”. بعد الحرب الأهلية في الولايات المتحدة ألغي الرق، لكن في الواقع، في جنوب الولايات المتحدة، فإن استعادة الحرية والكرامة والإنسانية طويلة للغاية. لقد شهد عصر إعادة الإعمار تكاثر الأعمال العنصرية البربرية، وتوني موريسون تولي اللغة اهتمامها كمعيار: “أحتاج إلى كلمات. من دونها، أنا لا شيء. لذلك أنا آخذها على محمل الجد... سواء كانت لغة الدولة المربكة أو لغة وسائل الاتصال الكاذبة الغبية. سواء كانت لغة الفخر، ولكنها الأكاديمية المتكلّسة، سواء كانت لغة القانون الخبيثة وغير الأخلاقية أو تلك المصممة لتنفير الأقليات، وهي تخفي غنائمها العنصريّة تحت قوتها الأدبيّة، هذه اللغة يجب أن نرفضها ونغيرها ونستنكرها”. إن قوة الكلمات في التأثير على الواقع، وتأثير الأدب على الحياة العامة، هذا هو الدرس العظيم النهائي لتوني موريسون. فتخبرنا “لا أعتقد، أن شكسبير أو شوسر أو ديدرو كانوا يكتبون بينما يصرفون النظر عن العالم الذي يتحرّكون فيه. إن الكتّاب ملتزمون في العالم، ويعيشون ويشاركون فيه”. وهذا ما يتجاوز وجودهم الدنيوي.

 وإذا ما انتقلنا إلى رواية الرجل الملوث لروث، فإنّها تسعى إلى تفسير الحياة أخلاقيا، في مواجهة القلق والتعقيد الذي يميز عصرنا، وتساعد على الفهم، والفرز، وتجنب الأحكام. كل شخصية تحمل أسرارًا تجعل من المستحيل لصق أية تسمية، حتى لو كانت مخصصة. “إنّه لأمر مدهش ما لا نعرفه. والأكثر من ذلك مدهشًا، ما يمكن وصفه بالمعرفة”، “ما لا نعرفه هو حفرة لا نهاية لها. والحقيقة عنا هي قضية لا تنتهي. فبصفتنا عشاقًا مخلصين للحقيقة الإنسانيّة، يعيدنا روث باستمرار إلى تعقيد الكائنات والمواقف”. فهمنا للآخرين يمكن أن يكون تقريبيا فقط في أحسن الأحوال. “لا أحد يهتم بالتفاصيل”. على سبيل المثال، كولمان بطل الرواية من أعراق مختلطة، لكن لا أحد يعرف ذلك: “كان هو الشخص الوحيد الذي يعرف سر هويته”.

يمكن القول إنّ الرواية تساعد على التفكير على نطاق واسع، لاستعادة البصر. فهذا هوميروس يمجد الفكرة الماكرة والذكاء، وديفو قوة المرونة، وفارغاس يوسا الاختيار المعقد للمقاومة وجاك لندن قوة الإرادة المحبطة. وتأتي رواية (إله الأشياء الصغيرة) للكاتبة الهندية أرونداتي روي لإحباط الحتميات، و (تحقيق مورسو المضاد) يتتبع فيها كامل داود تعاليم المسيحية المؤدلجة، وتنوي مارغريت يورسنار إنقاذ الثقافة ويعلمنا سرفانتس كيف نحلم. وهكذا فقد كتب رولان بارت في (لذة النص): “الأدب لا يسمح لك بالمشي، بل بالتنفس”. 

إنَّ الرواية “تقترح بدلاً من أن تفرض”، كما يستعرض تودوروف في كتابه “الأدب في خطر”، مرددًا فكرة كونديرا الشهيرة بأن “غباء الناس يتمثل في امتلاك إجابة عن كل شيء” بينما “حكمة الرواية تكمن في وجود سؤال عن كل شيء بحسب أنطوان دي جوديمار”. لو فصلت الرواية عن الحبكة ستصبح جافة وخالية من المحتوى وخالية من النكهة والإنسانيّة. لا يمكننا أن نحدد الروايات بالأفكار التي تكمن وراءها أو على “الرسائل” التي تحتويها من دون اختزالها في صورة كاريكاتورية تخطئ هدفها.

بحلول الوقت الذي توفي فيه، كان بروست يتأمل، آخر صورة لبودلير التقطت خلال حياته ويهتف “إنّه هوميروس. إنّه الشاعر الخالد” . وهكذا بدءا من بيلو إلى زولا، ومن ديك إلى جيونو، كان الروائي يسلّم قارئه مفتاح

للحرية.