سندس عبد الوهاب
معايير جماليَّة
قال قائم مقام قضاء جومان أحمد قادر في حديث لـ(الصباح): تعد بحيرة فيلاو قبلة للسائحين، ويزداد أعدادهم مع بدء فصل الربيع وفصل الصيف، وأن الكثير منهم يخيّمون ويفضلون البقاء برفقة أسرهم وأصدقائهم لعدة أيام، لما تتميز به هذه البحيرة والمكان من جمالية وأجواء ساحرة، كما تعد محطة استراحة للمواطنين من المناطق والقرى القريبة للبحيرة، واغلبهم من الفلاحين والرعاة ومربي المواشي، حيث تتغذى المواشي على الأعشاب الطبيعية والرعي في المروج الخضراء المحيطة بالبحيرة، وكذلك يستفاد النحالون بشكلٍ كبيرٍ من وجود البحيرة في هذه المنطقة تحديدا، حيث إن المياه الوفيرة في البحيرة أدت إلى وجود الزهور الطبيعية المختلفة، وبألوان زاهية، الذي يستخرج النحل الرحيق منها، وان المنطقة بشكل عام ليست قريبة من المناطق، التي يتواجد فيها عدد كبير من السكان، وليست بعيدة عن أماكن سكنهم في القرى، وتعد هذه من المعايير المناسبة للذين يرغبون بتربية النحل في هذه المنطقة، وأن العسل البري الجبلي من أجود أنواع العسل واغلاها ثمنا ويصل سعر الكيلو الواحد الى ما يقارب 100 دولار أمريكي.
أعلى البحيرات
وحول الاسباب التي نشأت فيها البحيرة وتعد اعلى بحيرة على مستوى سطح البحر في البلد، قال المختص في جيولوجيا الصخور شاخوان زنكنة في حديث لـ (الصباح)، "تعد بحيرة فيلاو من أعلى البحيرات في عموم البلد، وفي جبال اقليم كردستان عن مستوى سطح البحر، حيث تكونت بسبب وجود صخور كاربونية في الطبقات السفلية من المياه الجوفية، وإن الصخور الكاربونية تذوب مع مرور الزمن، مما تؤدي إلى انخفاض الطبقات العليا منها وتشكل مما يشبه الأحواض، التي تمتلأ بمياه الأمطار وذوبان الثلوج، حيث ينخفض مستوى المياه في فصل الصيف ويعود بالارتفاع في فصل الشتاء، عند هطول الأمطار والثلوج في المنطقة".
ويضيف زنكنة أن "البحيرة بمساحة 2 دونم تقع في منطقة بالكايتي التابعة لقضاء جومان شمال شرق مدينة اربيل وتبعد 160 كم عن اربيل، ويمتد طول البحيرة من الشمال الى الجنوب 100 م، ومن الشرق إلى الغرب 50 الى 60 م، وهذه الابعاد تختلف من فصل إلى آخر حسب كمية الامطار وذوبان الثلوج، التي تعتمد عليها البحيرة بالدرجة الاساس، وأن البحيرة تتمتع بارتفاع كبير عن مستوى سطح البحر ويبلغ 1760 م، ويعد ارتفاعا عاليا جدا، مقارنة بقضاء جومان، الذي يبلغ ارتفاعه 1200 م عن مستوى سطح البحر، حيث تبعد البحيرة عن قضاء جومان بمسافة 4 كم".
نقاهة
وقال أحد السائحين المتواجدين بالقرب من البحيرة برفقة أسرته وأقربائه احمد الموصلي في حديث لـ (الصباح)، إن "هذه زيارتنا الأولى للمنطقة، كونها تبتعد كثيرا عن المناطق السياحية المعروفة، منها شلال كلي علي بيك وبيخال وجنديان وراوندوز، والمكان يتمتع بمناظر خلابة، والطبيعة تسر الناظر، ومن أجمل الأماكن، التي رأيتها في جبال كردستان، ونأمل من هيئة السياحة والجهات المختصة بالسياحة الاهتمام بهذه المنطقة، من خلال توفير الخدمات الضرورية للسائحين، أهمها الحمامات لكلا الجنسين، والمقاهي والمحال والأكشاك والمطاعم السياحية وغيرها، لا سيما أن العديد من الأسر تخيّم في المنطقة، وتحتاج لبعض المستلزمات الضرورية، وتضطر للذهاب إلى قضاء جومان من أجل شرائها".
وأوضح "نرغب في التخييم في هذه المنطقة وقرب البحيرة لأسباب عدة، أهمها جمالية المكان والهدوء اللذاني يخيمان عليها، ومتعة استكشاف الأماكن واستنشاق الهواء النقي، والابتعاد عن العمل والتوتر والضوضاء، الذي تشهده المدن والحياة الروتينة، كما للتخييم والاستمتاع بالاماكن الجميلة فوائد أخرى، وله دور كبير في تقوية الاواصر الاجتماعية، لا سيما للعائلة من خلال تجمعهم بمكان واحد والابتعاد عن الكترونيات والشبكة العنكبوتية".