أقليات كردستان ترفض «الدمج» والاتحاد يتمسك بمطالبه

الأولى 2023/05/10
...

  السليمانية: كريم الأنصاري


أجمعت الأقليات الدينيَّة والقومية في إقليم كردستان على رفض ما أسمته بـ"الدمج والانصهار" ضمن الأحزاب السياسيَّة الكبيرة في الإقليم خلال الانتخابات المقبلة، مؤكدة أنَّ نظام الكوتا يوزع المقاعد على وفق القومية وليس على أساس الاعتراف بوجود المكونات بغض النظر عن العدد والحجم، يأتي هذا في وقت يتمسك الاتحاد الوطني الكردستاني بمطالبه جامعاً معه بقية الأحزاب بمواجهة الديمقراطي الكردستاني رغم التقارب السياسي الأخير.

وقالت النائب السابقة عن حركة الجيل الجديد يسرى رجب إنَّ "زيادة عدد مقاعد الكوتا مطلب كل مواطن، ونحن سكنة السليمانية نشعر بالغبن الواقع على أخواتنا وإخواننا المسيحيين في المدينة، ونستطيع القول إنهم المكون الأكثر استحقاقاً لزيادة مقاعدهم في برلمان الإقليم، إن لم يكونوا الوحيدين في السليمانية".

وأضافت رجب، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "المسيحيين سكان أصلاء في السليمانية، وهناك أماكن اشتهرت بسكنهم فيها وليس معقولاً ألاّ يكون لهم مَنْ يُمَثلهم في برلمان الإقليم".

وبشأن نظام الدائرة الانتخابية الواحدة، أشارت رجب إلى أنَّ "اعتبار المحافظة دائرة انتخابية واحدة هو الأنسب والأفضل للجميع"، داعية إلى دراسة نتائج "انتخابات مجلس النواب الاتحادي وما حصل من أخطاء جراء الاعتماد على نظام الدوائر المتعددة"، بحسب تعبيرها. 

بينما رأى الناشط المدني والمدافع عن حقوق الإنسان في سنجار سيدو الأحمدي أنَّ "الكوتا والدائرة الواحدة مطلب الإيزيديين في كل مرة"، مشيراً إلى أنَّ "كل المكونات لديها كوتا عدا الإيزيديين، إذ لم يفز الإيزيديون بمقعد على مستوى المحافظة بسبب الهجرة".

وتابع الأحمدي، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "أعداداً كبيرة من الإيزيديين في مناطق خانكي وشاريا وبعذرة وعين سفني والقرى في أطراف زاخو، هاجروا"، مطالباً بـ"تخصيص مقاعد للإيزيديين في دهوك، وزيادة عدد مقاعد الكوتا في نينوى مع إضافة مقعد إلى بغداد ومقعد إلى دهوك للإيزيدية في انتخابات مجلس النواب الاتحادي".

بدوره، قال الناشط بحقوق الأقليات في الإقليم رجب عاصي كاكيي إنَّ "حديث كوتا الأقليات في إقليم كردستان مستمر منذ عشر سنوات، لكن المخاوف تكمن في آلية التصويت".

وبشأن التدخلات الحزبية أوضح كاكيي، لـ"الصباح"، أنَّ "المشكلة الأساس تكمن بوجود القوى الحزبية ذات النفوذ في إقليم كردستان، والتي تأتي بقواتها العسكرية وتصوت بدل المكون، لذلك يفضلون فصل بطاقة الناخب للأقليات عن الأكثرية كي لا تصوت الأكثرية بدل الأقلية"، على حد قوله.

وذهب إلى أنَّ "هذه التصرفات تتعارض مع مبادئ الديمقراطية، إذ إنَّ هناك الكثير من الأقليات ممن لا يصوتون لمكوناتهم، مثل الآشوريين والكاكيين والتركمان"، موضحاً أنَّ "من الطبيعي أن تتحالف الأقليات مع أي جهة تلبي طموحها ومصالحها السياسية إذ بات من الضروري زيادة مقاعد الكوتا والأخذ بنظر الاعتبار المكونات الدينية في كردستان".

في غضون ذلك، أشار السياسي المستقل حكيم عبد الكريم إلى أنَّ "القضية ليست وليدة الحدث الآني وما زالت محور نقاشات سياسية بين الحزبين الرئيسين الاتحاد والديمقراطي، وهي تتضمن إقرار قانون الكوتا وتنقيح سجل الناخبين".

وأوضح عبد الكريم، لـ"الصباح"، "لقد شهدنا في الانتخابات السابقة تصويت الناخبين الحزبيين لأفرعهم السياسية ولمرشح الحزب، وبذلك أصبحت الكوتا رمزية ولم تكن معبرة عن مصالح المكون"، عاداً أنَّ "الأصح هو إقرار نظام القائمة الواحدة والدائرة الواحدة لكل مكون بسجل انتخابي خاص بهم يعبر عن المقومات الأساسية لضمان حقوق المكونات".

تحرير: علي عبد الخالق