المكفوفون ينسجون خيوطَ الأملِ والعطاءِ

الصفحة الاخيرة 2019/04/23
...

بغداد/ رشا عباس
لمناسبة إطفائها الشمعة الخامسة عشرة، أقامت منظمة البصيرة الثقافية لرعاية المكفوفين في العراق، أمس الأول الاثنين، على قاعة الدار العراقية للأزياء، حفلاً تضمن عرض نشاطات ومواهب المكفوفين بمختلف مستوياتهم، فضلاً عن تكريم نخبة مميزة ممن استطاع أنْ يواصل مشواره العلمي والثقافي والفني.
أمين عام المنظمة صباح المياحي قال في حديثه لـ "الصباح": إنَّ "المنظمة منذ تأسيسها في العام 2004 وهي تسعى جاهدة لتحقيق هدف رئيس هو إدماج المكفوفين في الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية وتحفيزهم على مواكبة مشوارهم وإعطاؤهم أملاً في الحياة من جهة، وتسليط الضوء على نتاجاتهم وإخراجها إلى الوجود، متخذين من الفن والثقافة وسيلة لتمرير رسائلنا الى المجتمع لنعرف أصحاب القرار بقدرة ذوي الإعاقة البصرية على العطاء والتميز".
فيما أشار رائد طاهر حمد (أحد أعضاء مجلس المنظمة) الى المواهب والقدرات التي تبنتها المنظمة بفتحها آفاقاً عجز عنها الكثير، كإقامة دورات تثقيفيَّة وتعلم الحاسوب وممارسة الرياضة والعزف على الآلات الموسيقية.
وأوضح: "عوق البصر لا يعيقنا ولا توقفنا المتاعب والمصاعب والظروف التي نمر بها"، داعياً الجهات الحكومية لتركيز جل اهتمامهم بهذه الشريحة من خلال توفير امتيازات خاصة لهم وتعديل قانونهم".
ووجهت التدريسية زينة قدرة لطيف رسالة مفادها: "نحن المكفوفين ننسج خيوط الفرح، فوجودنا اليوم في هذا المكان لنوقد شمعة أمل جديدة تشع بالعطاء لإخراج المكفوفين من الظلمات الى النور، متناسين كلمة المستحيل في قواميسنا ووضعنا في مخيلتنا مبدأ لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس".
الطالبة حوراء عباس خلال قصيدتها أشادت بكل من أخذ بيدها وأسهم في جعلها شخصاً سوياً لا يعجز بسبب إعاقة بصره، إنما يتباها بإرادة الله تعالى، مطالبة من الأشخاص المبصرين ألا يدعوهم بذوي الاحتياجات الخاصة إنما أصحاب القدرات الخاصة.
الموسيقى هي العين التي يرى من خلالها سجاد صفاء العالم أجمع ويطوف في مساحاته الواسعة ويندمج تلقائياً مع المجتمع فقد قدم صفاء خلال الحفل مقطوعات تركية ومعزوفات غربية تعلمها عن طريق الحاسوب.
أما كرارعلي داخل لاعب في الاتحاد العراقي لكرة الهدف للمكفوفين كان أحد المكرمين كونه حائزاً على الذهبية في بطولة السعودية للملتقى العربي الدولي.
وعلى هامش الحفل قدم حسن حسين معرضه الشخصي الأول كدعم الى المكفوفين، إذ أخذ يصفُ لوحاته ليدع المكفوف يتخيلها ويرى ما بداخلها.