بغداد: عبد الرحمن إبراهيم

مع الذكرى التاسعة لدخول عصابات داعش الإرهابية إلى محافظة نينوى في 10 / 6 عام 2014، تعاد إلى الأذهان المشاهد المؤلمة لجريمة سبايكر التي تمثل أكبر عمليات القتل الجماعي الموثقة وفقا لتحقيق الأمم 

المتحدة.

الجريمة حدثت بعد يومين من سقوط الموصل بيد الإرهابيين، بتاريخ 12 / 6، وراح ضحيتها أكثر من 2000 شهيد، بعد اقتياد طلاب القوة الجوية وأفراد في الجيش من قاعدة سبايكر الجوية في صلاح الدين إلى القصور الرئاسية في تكريت، حيث قام الإرهابيون بقتلهم رمياً بالرصاص ودفنوا بعضًا منهم وهم

 أحياء.

واستذكر رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، أمس السبت، بألم وغضب شديدين جريمة سبايكر 

البشعة.

وقال رشيد، في تغريدة على "تويتر": إن "الأرواح التي أزهقت في سبايكر ستبقى حية في وجدان شعبنا ونابضة بإرادة تحقيق تطلعات الشعب في دولة العدل والسلام، وحافزا لترسيخ الأمن والاستقرار، الرحمة والخلود لشهداء

 العراق".

من جهته، ذكر النائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي: يمكن لنا أن نقول بضرس قاطع لولا فتوى المرجعية الدينية العليا المباركة في النجف الأشرف بالجهاد الكفائي، لكان مصير العراقيين مؤلماً بمقدار الفاجعة التي حصلت في مجزرة سبايكر الأليمة التي نعيش ذكراها اليوم.

وأضاف المندلاوي، أن العدو الإرهابي كان يملك من التوحش ما يكفي لإبادة كل شيء، لكن جاءت الفتوى المباركة لتكبح جماح التطرف والوحشية، ثم تأسيس الحشد الشعبي الذي رفد ساحات القتال بمئات الآلاف من المقاتلين الأبطال الذين حولوا الانكسارإلى انتصار.

وأقيم أمس السبت، بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة للفاجعة محفل تأبيني، ذكرت خلاله مديرة فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، دفنة آكشا، أن الجريمة تعد من أكبر عمليات القتل الجماعي 

الموثقة.

وأضافت أن "الفريق سيقوم بالعمل على جلب الجناة وتقديمهم إلى العدالة، إذ عمل منذ تشكيله على الإطاحة بالجناة". وأكدت أن "المجتمع الدولي وبموجب القانون الدولي يعتبر هذه الجرائم من أكبر الجرائم المرتكبة، ومن خلال جمع الأدلة ستتم محاسبة مرتكبي هذه الجريمة وفق المعايير الدولية ولو بعد عقود". بدورها، أصدرت النائبة عن كتلة الصادقون زهرة البجاري بيانا، ذكرت فيه أن "الجريمة صورة وحشية يندى لها جبين الإنسانية وهي جريمة ترتقي إلى جرائم إبادة بحق الإنسانية."

وأضافت أن "مجزرة سبايكر دليل واضح على دموية ذيول صدام من البعثيين وبعض من الذين ساعدوا دواعش البعث بهذه الجريمة المفجعة".

ودعت البجاري الحكومة إلى "إنصاف شهداء سبايكر بحسب القانون فضلا عن إدراج الجريمة بالمناهج الدراسية".

وفي تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، شدد رئيس لجنة تخليد مجزرة سبايكر، معين الكاظمي، على ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة سبايكر وملاحقة الفارين منهم، بينما أوصى برعاية عائلات شهداء 

الجريمة.