علي الطائي: الفن العراقي يتربع على قمة التشكيل العربي

استراحة 2023/06/17
...

 بغداد: سرور العلي 


تأثر الفنان التشكيلي علي عباس الطائي بالـمدرسة التعبيريَّة والواقعيَّة، وكانت أولى لوحاته رسم الـمناظر الطبيعية، وظهرت موهبته الـمتميزة واهتماماته الفنية منذ نعومة أظفاره في سن التسعة أعوام، إذ زينت رسوماته، ومنحوتاته الفنية مدرسته الابتدائية. والطائي ولد في محافظة الديوانية، وتربى في بيئة عصامية تحاكي خلجات الإنسان، والفطرة الإنسانية القائمة على محبة الآخر، ولفت إلى أن الفنان ليس شرطا أن يكون نتاج الدراسة الأكاديمية، بل بإمكانه إنتاج مدرسة جديدة بالإبداع، أو يكون نتاج الحالة الإبداعية، ويسعى من خلال أعماله إيصال جمال الفن العراقي الأصيل والحداثة بالتعبير.

وبشأن تقييمه للحركة الفنية التشكيلية في العراق أشار الطائي إلى أن الفن التشكيلي العراقي في نظره يتربع على قمة التشكيل العربي، لأسباب كثيرة برغم أن بعض ادواته وتقنياته غربية، الإ أنه ليس من الـمحال أن يرتقي إلى مصاف الفن الغربي. وأوضح أن الرسم ليس له وقت محدد، بل يأتيه الإلهام بأي لحظة، وتكون لديه رغبة للإبداع، كما أن للطبيعة وقعاً واضحاً في أعماله، كونه يرى أنها حقيقة وجوده، وهي تأخذ بأنفاسه إلى جمالية عالـم التكوين، والنظام الوجودي الدقيق. ويقوم الطائي بإعطاء دورات تدريبية لطلاب الصم والبكم، وضعاف السمع، وزارعي القوقعة في معهد الأمل بمدينته، وأكد أن هؤلاء لديهم إبداعات وطاقات ومهارات بحاجة إلى الدعم والمساندة، لأنهم جزء مهم من المجتمع. شارك الطائي بمسابقة على مستوى العراق، بإنجاز صورة واقعية بالرسم المباشر، وحصل على الجائزة الثانية،  وأقام وشارك في أكثر من 20 معرضاً فنياً، منها معارض شخصية، وأخرى مشتركة في داخل بالبلاد وخارجه، إضافة للعديد من الأعمال الفنية في عدد من الدوائر الرسمية، وقاعات العرض، كما انتشرت أعماله الفنية في عدد من دول العالـم، وعن مشاريعه القادمة، بيّن أنه يسعى لإقامة كاليري يضم جميع أنواع الفنون والتدريب عليها. وختم الطائي حديثه بالقول “الـموهبة هي العنصر الفاعل في نهوض الفنان ووصوله إلى العالـمية، ولكن لابد أن يكون معها وعياً، إذ إن الفن ليس نقلاً فقط، وإنما هو رسالة تحتاج إلى رؤية وتجدد وفقاً لـمتطلبات اللحظة”.