يتوزع مستمعو الاذاعة، بين المطابخ والسيارات، فربات البيوت ضحى يفتحن الراديو، بعد إنصراف الزوج الى عمله والاولاد الى مدارسهم، متفرغات لشؤون البيت، في خلوة مع صوت المذياع، داخل محيط الجدران، مقابل سائقي السيارات الذين يرتهن إنشغالهم بالراديو حصراً؛ لان عيونهم مشدودة للطريق.. وآذانهم خلاء.
وقال الفنان مازن محمد مصطفى: “الاذاعة تلبي حاجة تأملية، في حوار مفتوح مع البسطاء، اما ذوو الانشغالات التركيبية المعقدة.. وظائفياً وفكرياً؛ فلا أظن ان الراديو يدخل ضمن إهتماماتهم” مؤكداً: “لذلك على المشتغلين في الاذاعات ان يدركوا بان جمهورهم هو البسطاء؛ فيتبسطوا في خطابهم الاعلامي الموجه إليه.. بدءاً من انساق البث مروراً بمفردات المنهاج إنتهاءً بالتغذية المرتدة التي تعتمد استطلاعات الرأي لمعرفة وجهات نظر القطاعات المشمولة بالبث.. ماذا تريد وماذا تفضل، وماذا تكره وتحب وكيف تتلقى”.
دعا مصطفى، الى: “التبسيط في الخطاب الاذاعي.. واقعياً” وشاطره الكاتب المسرحي صباح المندلاوي، الرأي: “لكل منفذ معرفي ادواته الموجهة الى فئة معينة، يجب ان يحيط بابعاد قناعاتها، ويهيئ شؤونه حسب مستواها”.
وأضاف المندلاوي: “جمهور الاذاعة عادة تنشغل حواسه بأمور أخرى.. حتى السمع.. وسيلته في تسلم الصوت، احياناً يتعاطى مع شأن آخر غير الاذاعة التي فتح الراديو عليها، وتلك قضية معقدة على صانعي البث تبسيطها”.
وتابع الشاعر والاعلامي عامر عاصي: “لا تحتمل الاذاعة تعقيداً؛ فليس عسيراً على المتلقي تحويل مؤشر الراديو عن البث الذي لا يعجبه.. بل إطفاء الراديو تماماً” خالصاً الى ان: “يجب ان تعنى الاذاعات ببث يشد المستمع في كل لحظة، حتى إذا دخل عليها صدفة، وجد فيها ما يستدعي التوقف عنده؛ لجمال او اهمية ما يبث كل ثانية من اية اذاعة.. هذا هو
المفترض”.