المؤتمر المصرفي العربي .. تحديات الاصلاح الاقتصادي

اقتصادية 2019/04/26
...

بيروت / جبار عودة الخطاط
أختتمت في العاصمة اللبنانية بيروت اعمال المؤتمر المصرفي العربي لعام 2019 الذي أقيم تحت عنوان “الاصلاحات الاقتصادية والحوكمة”، بدعوة من اتحاد المصارف العربية للفترة من 23 - 25 نيسان الحالي.
وناقش المؤتمرون مجموعة من الموضوعات المهمة تحت عنوان “الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة” بمشاركة شخصيات مصرفية واقتصادية مثلت البنوك المركزية وسلطات النقد وقيادات البنوك في الوطن العربي.
 
حضور متميز
حضر جانب من جلسات المؤتمر الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، ورئيس الحكومة السابق تمام سلام، ومجموعة من  الوزراء والنواب والسفراء العرب بينهم السفير العراقي في لبنان علي العامري. 
الفعالية حظيت برعاية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي خصَّ المؤتمر بكلمة رحّب فيها بضيوف المؤتمر من ممثلي البنوك المركزية والمصارف العربية ثم عرج نحو الهم اللبناني قائلاً “نؤكد التزام الحكومة اللبنانية بمحاربة الفساد والهدر وعزمها على إجراء الإصلاحات اللازمة لمصلحة المواطن اللبناني والمالية العامة، ونشدد 
على أهمية القطاع المصرفي لما يلعبه من دور حيوي في الاقتصاد اللبناني” وهنّأ الحريري حاكم مصرف لبنان لمناسبة اختياره (محافظ 2019).
 
مستويات التنمية
بدوره ألقى رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية محمد جرّاح الصباح كلمة شكر فيها “الرئيس الحريري على رعايته مؤتمر الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة وافتتاح أعماله”.
واضاف” ان “المنطقة العربية سجّلت أدنى مستوى في 
التنمية البشرية، ونحن أمام فرصة كبيرة اليوم لكي نضع خريطة للإصلاح الاقتصادي في العالم العربي”.
من جهته، قال جوزف طربيه رئيس “جمعية مصارف لبنان” “إننا نواجه أخطاراً كيانية في الاقتصاد، إذ نعاني من تشوّهات مزمنة بسبب سنوات من غياب التخطيط السليم على مختلف الأصعدة الاقتصادية والمالية، وأدى غياب التخطيط الى أن تصبح معظم الاقتصادات العربية تفتقر الى التنوع الاقتصادي، ويعتمد بعضها بشكل كبير على قطاع واحد هو النفط، وسيطرة قطاع واحد أدى الى تأثر الاقتصادات العربية بالدورات الاقتصادية العالمية والصدمات الاقتصادية والمالية العالمية، إذ تراجع إيراداتها نتيجة هذين العاملين. وتبع ذلك ضعف الايرادات الحكومية بشكل عام، ومن ثمّ عجز في الموازنات، واضطرار بعض الدول العربية الى الاستدانة”.
 
تطورات ومتغيرات
أما الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح فأكّد في كلمته” أنّ الاتحاد اليوم حاضر في كافة الأوساط المالية والمصرفية والاقتصادية عربيًا ودوليًا، كأحد أكثر المنظمات العربية تأثيرًا والتصاقًا بمجتمعاتنا ومتابعة لشؤونها، ومحافظة على حقوقها في جميع المحافل الدولية، وهو من أكثر المنظمات العربية التي عملت على دق ناقوس الخطر حيال تداعيات التطورات والمتغيرات العربية، وخصوصًا في ما يتعلق بالتداعيات الاقتصادية 
وأهمية الاستقرار الاقتصادي والسياسي”.
 
تحديات الاصلاحات
أعمال المؤتمر شهدت مناقشة تحديات الإصلاحات الاقتصادية في المنطقة والتجارب والخبرات في هذا المجال، بما فيها عوامل تعثر مشروعات الإصلاح الاقتصادية، وإعادة النظر في السياسات المالية والضريبية، وتفعيل آليات الحوكمة كقاعدة أساسية للإصلاح، كما ناقش أهمية الإدارة السليمة للديْن العام في الدولة العربية، إذ تمّ استعراض تجارب البلدان العربية في هذا المجال، وتقويم الأداء بما يسهم في إثراء العمل المصرفي.
وشملت أعمال المؤتمر أيضاً يوماً متخصصاً عقده اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع معهد المال والحوكمة، إذ ناقش المشاركون خلاله دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنمية الاقتصادات العربية، وتمويل إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، كما تضمن المؤتمر معرضاً مرافقا للمؤتمر قص شريطه رئيس الحكومة اللبنانية.
هذا وقد أعلن جوزيف طربيه أنّ “اتحاد المصارف العربية” منح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة جائزة “محافظ العام 2019” تقديراً لجهوده وانجازاته في تطوير الصناعة المصرفية على الصعيدين اللبناني والعربي.