الرئيس الصيني يفتتح قمة «طرق الحرير الجديدة»

قضايا عربية ودولية 2019/04/26
...

 بكين/ أ ف ب
افتتح الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس الجمعة قمة «طرق الحرير الجديدة» التي يريد شي من خلالها التسويق لمبادرته هذه، لتكون بلاده محوراً للعلاقات الاقتصادية العالمية.
ويعرف المشروع رسمياً باسم «الحزام والطريق»، ويهدف إلى تحسين الروابط التجارية العابرة للقارات عبر بناء مرافئ وطرقات وسكك حديدية ومناطق صناعية.
ويشارك في القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، إلى جانب 35 رئيسا ورئيس وزراء من أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.
كذلك يشارك رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي انضمت بلاده إلى المبادرة الصينية في آذار الماضي، لتكون أول دولة من مجموعة السبع تقدم على هذه الخطوة.
وبالمجموع، يضمّ المنتدى الذي يستمرّ حتى اليوم السبت، ممثلين عن 150 بلداً، من بينهم كوريا الشمالية المجاورة.
ورد الرئيس الصيني في كلمته بالقمة على الانتقادات الموجهة لمبادرته «طرق الحرير الجديدة» مؤكدا أنها مجموعة مشاريع تخدم البيئة وقابلة للاستمرار ماليا بلا فساد.
وللمرة الثانية خلال سنتين، جمع رئيس ثاني قوة اقتصادية في العالم حوله قمة بشأن «طرق الحرير الجديدة» وهي مبادرة ضخمة تهدف الى تشييد بنى تحتية في دول نامية تحتاج إليها في آسيا وأوروبا وإفريقيا.
والهدف هو تعزيز العلاقات بين الدولة الآسيوية العملاقة وشركائها التجاريين الرئيسيين الذين تحتاج إليهم لتأمين إمداداتها وأسواقا لمنتجاتها على حد سواء.
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة أن تتسم المشاريع «بالشفافية» و»القابلية للاستمرار» لميزانيات الدول التي تشارك في مبادرة «طرق الحرير الجديدة». وقال في خطاب استغرق ثلاثين دقيقة: «يجب أن يجري كل شيء بشفافية وعلينا ألا نتسامح إطلاقا مع الفساد».
وأضاف أن بكين تريد تشجيع المشاريع البيئية، بينما تواجه بعض الخطط التي تشملها مبادرته لسدود ومحطات لتوليد الطاقة تعمل بالفحم الحجري، اتهامات بالتسبب بأضرار للبيئة.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إن الاستثمارات التي تندرج في إطار «طرق الحرير الجديدة» يجب «ألا توظف إلا في الأماكن التي تكون فيها قابلة للاستمرار».
ودعت في كلمة إلى «شفافية أكبر واستدراجات عروض مفتوحة وتنافسية وتقييم أفضل للمخاطر عند انتقاء المشاريع».
وكانت قد قالت الخميس في بكين انها تشعر بالارتياح لأن الصين بدأت تعالج قضايا البيئة والمديونية التي تندرج في إطار مبادرتها.
ومنذ إطلاق شي في عام 2013 لطرق الحرير الجديدة، استثمرت الصين 80 مليار يورو في مشاريع متعددة، كما قدمت المصارف قروضاَ بقيمة تتراوح بين 175 و265 مليار يورو، بحسب تشاو ويمينغ المسؤول الصيني الرفيع المكلّف بإدارة البرنامج.
ووفق وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وقعت حتى الآن 126 دولة و29 منظمة دولية اتفاقات تعاون مع بكين.
ولا تنص هذه الاتفاقات على دعم غير مشروط للمشروع الصيني، بل يقترح بعضها التعاون في دولة ثالثة أو في مجال الاستثمار.
ويربط خط سكك حديد الصين بأوروبا، ويصل 62 مدينة صينية بـ51 مدينة أوروبية متوزعة بين 15 دولة. وقامت تلك القطارات بـ14691 رحلة منذ إطلاقها في عام 2011 بحسب بكين.
وتجاوزت القيمة الإجمالية للبضائع المتبادلة في الاتجاهين 30 مليار يورو عام 2018. ومن المقرر أن تربط سكتا حديد الصين بلاوس وتايلند.
وفي كينيا، تصل سكة حديد مسماة «طرق الحرير» العاصمة نيروبي بمومباسا التي تحتوي على المرفأ الأبرز في البلاد المشرف على المحيط الهندي.
من جهته، اقترح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الحليف المقرب من بكين إنشاء «مكتب للتعاون في مكافحة الفساد» في إطار «طرق الحرير الجديدة».
وفي حين أن خطوط سكك الحديد الأوروآسيوية التي أطلقت في السنوات الأخيرة تشهد مرور عدد أكبر من القطارات من الصين باتجاه اوروبا بدلا من الاتجاه المعاكس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن «التحدي يكمن في أن تعمل الطرق في كلا الاتجاهين».
ووصف وزير المال البريطاني فيليب هاموند الذي تستعدّ بلاده لاحتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق وتبحث عن داعمين اقتصاديين، بريطانيا بأنها «شريك طبيعي» لطرق الحرير بفضل «خبرة» لندن لكن من دون القول بوضوح ما إذا كانت بلاده ستنضمّ إلى المبادرة الصينية.