مواطنون: «الترفك لايت».. نسمع به ولا نراه

الباب المفتوح 2023/07/05
...

 بغداد: فرح الخفاف 

استبشر العراقيون، خاصة أصحاب المركبات، ولأكثر من مرة بإعلان المرور العامة وأمانة بغداد وغيرها من الدوائر المعنية، بقرب أو تشغيل أو إعادة العمل بالإشارات المرورية (الترفك لايت)، لكن هذه الوعود أو الإعلانات سرعان ما تتبخر ولا يجدها المواطن على أرض الواقع الا ما ندر، وقد تكون المنطقة الخضراء والمنصور وغيرها من الأحياء الراقية هي الوحيدة التي تعمل فيها هذه الإشارات، ومع ذلك لا تطبق بالشكل الصحيح.

ففي أغلب دول العالم إن لم يكن جميعها، تعد هذه الإشارات العامل الأساس لتنظيم السير، فالجميع يقف لها احتراماً أو خوفاً من الغرامة، اذ توجد كاميرات تسجل أرقام مركبات المخالفين، إلا في العراق فهي غائبة ومعها فوضى السير، ما يستدعي وجود رجل المرور، الذي يجب ان يتحمل حرارة الشمس الحارقة صيفاً وبرودة الطقس أو الأمطار شتاءً، بانتظار من يحن ويصلح

الحال.

ويقول محمد مزهر (من سكنة حي الجهاد ببغداد): “الإشارات المرورية ضرورية، وهي تنظم السير في جميع دول العالم، ووجودها مهم حالياً، خاصة مع كثافة المركبات في شوارع العاصمة”، متسائلاً: “لا نعرف سبب عدم إعادة العمل بها، خاصة أنه يمكن اعتماد الطاقة الشمسية في تشغيلها”.

كما ذكرت سعاد إسماعيل أن محافظات إقليم كردستان تطبق العمل بالإشارات المرورية، وهو ناجح، فلماذا لا تتم إعادة العمل به في بغداد والمحافظات الأخرى.

واشارت إلى “إمكانية نصب كاميرات تقوم بتصوير وتسجيل المخالفات وتتم مضاعفتها، إذا تكررت المخالفة كما معمول به في الإمارات”، مبينة أن ذلك سينظم السير، إضافة إلى أنه يعدُّ مورداً مالياً جيداً.

بسام ذنون من جانبه قال: “قبل زيارتي لبلدي العراق الأسبوع الماضي قادماً من أوروبا، سمعت قبل أشهر بأن الإشارات المرورية (الترفك لايت) عادت للعمل، لكني عندما تجولت في بغداد لم أشاهد ذلك فعلياً، بل إن إحدى إشارات المرور كانت حمراء ورجل المرور يقوم بالتلويح للمركبات عبر عصا ضوئية بالسير، ما ادى إلى انزعاجي، لان ذلك يؤدي إلى الفوضى”.

اما أوس محمد فتحدث عن موقف مر به قبل شهرين، قائلاً: “كنت أسير بسيارتي قرب أحد التقاطعات ببغداد، ولم يكن هناك زحام، فبحثت عن رجل المرور ولم أجده، لذلك قررت الاستمرار بالسير، إلا أني عندما مررت من التقاطع خرج إليَّ رجل المرور وطلب مني اجازة السياقة، فقدمتها له، فقال سأسجل عليك غرامة لعدم امتثالك للإشارة المرورية، فأبلغته بعدم وجود أي إشارة، فأبلغني أنه هو يعد إشارة، ولم انتظر ليسمح لي بذلك، فقلت له إنني لم أره بشكل جيد، فلم يشفع لي هذا العذر وغرمت بسبب

ذلك”.

وتشهد شوارع بغداد، خاصة التقاطعات زحامات شديدة، خلال أوقات الدوام الرسمي، ما دعا الحكومة إلى الشروع بتنفيذ مشاريع لفك هذه الاختناقات المرورية، إلا أن إدخال الإشارات المرورية والتكنولوجيا الحديثة في تنظيم السير ستسهم في معالجة ذلك ايضاً، بحسب العديد من الخبراء والمتابعين.

ويؤكد سيفان متي أن مدن كدبي والقاهرة وطوكيو تعدُّ من العواصم التي تتصف بالزحامات الخانقة، إلا أنها تعتمد في تنظيم السير على الإشارات المرورية، وتكون المخالفات كبيرة بشأن ذلك.

وأضاف أن “هناك كونترولا رئيسيا يتحكم بهذه الإشارات لتسهيل تنظيم ذلك، فيتم توزيع تدفق المركبات بحسب الموقف المروري، الأمر الذي يؤدي إلى فك هذه الاختناقات في أسرع وقت”. 

أما المواطنة آية محمد قالت: إن “العاصمة بغداد تفتقر منذ سنوات إلى الإشارات الضوئية المرورية، والى أماكن خاصة بشرطة المرور تقيهم من شمس الصيف وأمطار الشتاء، فيعاني طرفا المعادلة من هذا الامر، المواطن ورجل المرور، فتتسبب بالفوضى زخم العجلات في التقاطعات المرورية، ومحاولة شرطي المرور جاهداً بتنظيم السير، وهو يتصبب عرقاً، وصعوبة التواصل مع نظيره في الجهة الأخرى من الشارع، فأين دور الجهات المعنية من هذا الأمر، ومتى ستحل علينا معجزة النظام المروري في

الشوارع العامة؟”.