بغداد: عمر عبد اللطيف
باركت الرئاسات الثلاث والقيادات السياسيَّة في البلاد للعراقيين الذكرى العطرة لعيد الغدير الأغرّ وتنصيب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" مولى للمؤمنين، مؤكدةً المضي على نهجه والاقتداء بسيرته في إدارة وبناء الدولة وخدمة المواطنين.
وقال رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، في كلمته خلال الاحتفالية الكبرى ببغداد بمناسبة عيد الغدير المبارك التي نظمها "الإطار التنسيقي"، وحضرتها "الصباح"، أمس السبت: "لقد تجاوزنا الكثير من مشكلات التأسيس لدولة ديمقراطية وعادلة، وكانت الوحدة الوطنية والتنوع عوامل قوة ساعدت في تأكيد متانة النسيج المجتمعي وتجاوزنا بها الكثير من الشرور التي أرادت النَيل من وحدة صفوفنا، فالحمد لله على ذلك، وكلنا أمل في أن نواصل البناء والتقدم باتجاه ما يستحقه منا بلدنا ويتطلع إليه شعبنا من حياة حرة وكريمة وعادلة".
وأشار إلى أنَّ "تعزيز التماسك الوطني وتغليب المصالح العليا للدولة والشعب هو الخطوة الأولى التي تسمح لنا بأن نمضي بثقةٍ إلى الأمام في برامج التنمية والإصلاح والإعمار"، مشدداً على أنَّ "هذا ما يؤكد ضرورة وقوفنا موحّدين ومتماسكين من أجل دعم خطط الحكومة في مجال الخدمات".
من جانبه، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في كلمته خلال الاحتفالية: "إننا إن أردنا الاقتداء بسيرة الإمام علي (عليه السلام) علينا أن نتدبّر معانيها وقيمها في ضوء عملنا ومسؤولياتنا وأدائنا، وما ينتظره الناس منّا"، مبيناً أنَّ "أفضل ما نسترشد به هو عهده إلى مالك الأشتر الذي يمثل منهاجاً في المسؤولية".
وشدد السوداني على "أننا لن نتراجعَ عن كلِّ ما يُرضي شعبنا، ولن نجامل على حساب حقوقهم"، موضحاً أنَّ "الهدف الأول من المال العام هو الخدمة والإعمار ودفع الفقر وإصلاح أحوال الناس، ويجب أن تكون المشاريع الاقتصادية حاضرة في خطط المسؤول، ومن خلالها يتحقق الاستثمار الأفضل للمال، فلا إعمارَ يتحقق إلا بالمشاريع المستدامة".
وتابع أنَّ "محاربة الفساد منهج لن نحيد عنه، ويتحقق من خلال قطع أسبابه التي تأتي من استغلال المنصب، أو الاستعانة بقوة الجهة والحزب التي أوردها الإمام في عهده تحت عنوان الخاصة والبطانة التي تحاول الاستئثار بالمغانم".
بدوره، دعا رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان جميع من هم بمواقع المسؤولية في عموم دوائر الدولة إلى العمل بمبدأ "الثواب والعقاب" في تقييم جميع مواقع المسؤولية.
وأضاف في كلمته في الاحتفالية أنَّ هذا التقييم يجب أن يشمل جميع من يتولون المناصب في مختلف مواقع المسؤولية تحقيقاً للمصلحة العامة وعملاً بنهج الرسول محمد "صلى الله عليه وآله" حين اختار الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" لمنصب الخلافة من بعده.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي: إنَّ ربط رئيس الوزراء محمد شياع السوداني البرنامج الحكومي بمنهج الإمام علي "عليه السلام" يجعل مشروعه ذا أبعاد شعبية.
وقال حمودي لـ"الصباح": إنَّ "المشروع الحكومي كلما كان قياسياً ويرتبط بالناس ويأخذ وجوده وتأثيره منهم؛ يكون مؤثراً أكثر".
أما وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي فقد بيّن أنَّ الاحتفالية تحمّلنا مسؤولية كاملة بالاهتمام بجميع شرائح المجتمع مثلما كان يهتم بها أمير المؤمنين الإمام علي "عليه السلام".
وأضاف الأسدي، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ تطبيق أوامر المولى أمير المؤمنين؛ يجعل الاهتمام بشرائح الأيتام والأرامل والمطلقات مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا خلال المرحلة المقبلة.
تحرير: محمد الأنصاري