بغداد: نوارة محمد
الطقس أحد العوامل التي تؤثر في المزاج العام والسلوك الإنساني، فهوه يرتبط بحالة النشوة والفرح لدى الأفراد، والتبدل المناخي وارتفاع درجات الحرارة أمر يجعل الناس يمرون بحالة من الخمول والمزاج السيئ وأحيانا العجز الإبداعي.
أثبت العلم الحديث أن هناك ترابطا بين الأجهزة الاستشعارية الموجودة في الأوعية الدموية والطقس، فثمة علاقة وثيقة بين الهواء الذي نتنفسه والمزاج الشخصي، وفي كثير من الأحيان تبعث الألوان البراقة والصور الحيوية، التي ترافق الطقس المعتدل على التفاؤل، الأمر الذي يجُدد الإبداع الشخصي لدى كثيرين، والتشكيلي عمار بن حاتم هو واحدٌ ممن يقتنصون فرصة اعتدال الطقس لممارسة إبداعهُ الشخصي إذ يشير.
"يكاد يكون الفنان أكثر تأثراً بالتغيير المناخي وتقلبات الطقس من الانسان العادي، وذلك لان الفنان التشكيلي يتبع طقساً معيناً في العمل فالكثير من الفنانين يعملون في مشاغل مفتوحة نسبياً، بسبب استخدامهم لبعض المواد الكيمياوية التي تدخل في صلب العمل، لذلك فإن ارتفاع الحرارة تؤثر بشكل كبير في الانتاجية، ناهيكم عن الغبار والعواصف الرملية".
ويتابع "قد يسبب امراضا نفسية كالقلق والكآبة، إضافة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد الإجهاد، وهذه الأضرار قد يتعرض لها الانسان العادي فما بالكم بالفنان، الذي يخضع لمزاج مختلف وطبيعة تتاثر بشكل مضاعف مع المحيط.. أنا شخصياً لا أستطيع العمل لأوقات طويلة في أماكن بدرجات حرارة عالية أو في طقس مغبر، لكننا وفي النهاية لا نستطيع إلا أن نعاود نشاطنا الفني، الذي لا يمكننا الابتعاد عنه لوقت طويل وهذه معضلة
كبيرة".
وفي هذا الإطار تحدثت الدراسات والابحاث الحديثة التي خضع لها عدد كبير من سكان هذه المناطق، التي تقع في مواجهة العواصف الترابية أن كثيرا منهم يعانون من بزيادة في حالات التوتر والقلق سرعان، ما تتسبب الطقس باضطرابات واضحة في المشاعر والانفعالات النفسية وفقدان التوازن.
وهذه الخصائص النفسية والتوترات العصبية تنشأ عن درجات الحرارة والرطوبة العالية، فمن خلال الاختبارات، التي أجريت حديثا تبين أن ارتفاع درجات الحرارة سبب مباشر في توتر "الأوتار العصبية المسؤولة عن توازن الحالة النفسية الإنسان.
وبحسب المستشار وأخصائي الطب النفسي الدكتور حميد يونس " فإن الفصول المناخية تؤثر في الناقلات العصبية مثل الدوبامين، والسيروتونين، بالإضافة إلى التأثيرات الكهربية والمغناطيسية الناتجة من التغيرات الجوية المؤثرة في أداء العقل البشري، وكل هذه العوامل تؤثر في الحالة المزاجية لدى الإنسان".
سمية البياتي مصممة أزياء ترى أن الغبار بات عدوا خطيرا للانسان العراقي، ويشكل معضلة كبيرة في عملها، وهي كما تقول تصرف وقتا وجهدا في مكافحته سواء في بيتها أو مشغلها. وترى أن على الحكومة العمل بجد من أجل حماية العراق من الغبار.
ابو تحسين بستاني يعمل في مجال الحدائق البيتية وهو ساخط على بغداد، لأن حدائقها المنزلية تلاشت وباتت البيوت بلا روح.
يقول أبو تحسين: مع الغبار يختفي اللون الاخضر وتموت البهجة في نفوسنا، فهذا اللون خلقه الله للراحة النفسية، وعندما يغطي الغبار كل شيء نفقد الحياة قيمتها وتسيطر الكآبة.
سمية البياتي تسترسل قائلة: العواصف الترابية سببها سوء سلوكنا تجاه البيئة، وهذا أمر يجب النظر اليه كأولوية، لا أن نتركه لمزاج الرياح وموقعنا
الجغرافي.