زراعة المثنى: تقليص المساحات المزروعة يهدد الاكتفاء الذاتي

اقتصادية 2023/07/13
...

 المثنى: نافع الناجي

خسر العراق نحو ثلاثة ملايين دونم من غطائه النباتي مؤخراً، جراء شحّ المياه وتراجع دعم القطاع الزراعي، وجاء قرار تقنين زراعة الرز ليكون المسمار الأخير في نعش المحاصيل الستراتيجية للزراعة العراقية. وتصطدم خطط وزارة الزراعة لمواجهة الأزمة الحالية، بعدم توفر الأموال الكافية فإنعاش القطاع الزراعي يتوقف على حجم الدعم الذي توفره الحكومة له وتيسير المبادرات الاقتراضية والتسهيلات المالية للفلاحين والمزارعين، فضلاً عن توفير حصة إروائية كافية.رئيس المهندسين الزراعيين عامر جبار مدير زراعة المثنى، أوضح لـ "الصباح"، أنَّ "الخطر بات يهدد الاكتفاء الذاتي للمحاصيل الزراعية بسبب تقليص المساحات المزروعة نتيجة نقص وشحّ المياه الذي تشهده البلاد". وأضاف "بلا شك، فإن تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية يهدد الأمن الغذائي في البلاد ما يدفع المعنيين الى تحقيق توازن بين المنتج المحلي والمستورد للسيطرة على أسعار الخضر والفواكه وسائر المحاصيل الأخرى".وزارة الزراعة من جهتها أكدت اللجوء الى فتح أبواب استيراد المحاصيل الزراعية والأسماك لسد النقص او تخفيض أسعارها في الداخل، إضافة الى وضع معالجات لتحجيم الأزمة وبضمنها زراعة المناطق الصحراوية بالاعتماد على مياه الآبار. المهندس الزراعي علي حسين فرحان، قال لـ "الصباح": "بالنظر للظروف التي يمر بها العراق من قلة الإيرادات المائية وبالتالي تأثر البلد سلباً من ناحية انخفاض كميات المحاصيل المنتجة محلياً، فلدينا الكثير من المحاصيل التي يتم استيرادها، نتيجة قلة إنتاجها وخاصة الفواكه لكون قلة الإيرادات المائية أثرت في العديد من البساتين".وأضاف، أن "الأمر ينطبق أيضاً على منتوج الأسماك الذي شهد نقصاً كبيراً في إنتاجه بعد ردم وغلق مئات البحيرات غير المرخصة وبسبب شحة الموارد المائية ونفوق مئات الأطنان لأسباب مختلفة، ما أدى الى ارتفاع أسعاره محلياً الأمر الذي أضطر الوزارة للسماح باستيراده لتحقيق التكافؤ وتوفيره بأسعار مناسبة للمستهلكين".
رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في المثنى عواد عطشان الاعاجيبي، قال: إنَّ "وزارة الزراعة باتت مطالبة بإعادة العمل بالروزنامة الزراعية ودعم الفلاحين، عبر منح مالية تصرف على وسائل الري الحديثة إضافة الى استثمار الفائض من المحاصيل خلال موسم الذروة في الصناعات التحويلية لإنشاء مصانع متعددة"، وأضاف "يجب دعم المزارعين بمنظومات الري والمرشات المحورية وألواح الطاقة الشمسية وبسعات مختلفة لترشيد استخدامات المياه وتحسين الإنتاجية وتقليل تغدق وتملح التربة".ولفت الأعاجيبي الى، أنَّ "العراق بلد زراعي وهويته الزراعية واضحة ومهمة منذ آلاف السنين، وكل مقومات النهوض بالقطاع الزراعي متوفرة، لكن لابد من الشروع بتنفيذ الخطط التي أعدتها وزارة الزراعة وبموجب الرؤية المستقبلية للنهوض بالقطاع الزراعي الحيوي والمهم".