ظاهرة العنف وتداعياته

منصة 2023/07/17
...

  أربيل: رائد العكيلي


استضاف المركز الأكاديمي الاجتماعي في مدينة اربيل الدكتور جمال الصفار في محاضرة تثقيفية عن العنف الجسدي واللفظي، وتمَّ خلالها التعريف بالظاهرة وأسبابها وأنواعها وعلاجاتها. 

تناولت  المحاضرة ظاهرة العنف الذي أخذ بالانتشار في مجتمعنا، وأدى إلى انعكاسات خطيرة في جميع مفاصل الحياة، وعرفه الصفار بأنها "كل سلوك أو تصرف يؤدي إلى الأذى أو يهدف اليه"، وقد ينتج عنه تعنيف الآخرين، بأذى جسدي أو نفسي أو لفظي يؤدي إلى أذى أو تدمير فرد أو جماعة، كما يمكن أن يكون الأذى نفسياً أو بدنياً أو استهزاء أو فرض رأي، وهو سلوك معنوي أو مادي ترافقه قوة وإلحاق أذى بالآخرين، ويتمثل في الاستخدام القسري ضد شخص ما رغما عنه، كالقوة الجسدية والنفسية عبر الضرب أو التخويف، ما قد يتسبب في جروح بدنية ومعاناة نفسية، فالإنسان لا يولد بالفطرة عنيفا، بل العكس يولد لديه الرغبة بالعطف والحب والحنان، لكن يتغير هذا السلوك نتيجة بعض التغيرات، التي تطرأ عليه فتحوله إلى شخص عنيف، وهناك صفات وراثية يحملها الإنسان أحيانا تكون هي سبب اتجاهه للعنف، ويعتبر العنف من أهم القضايا، التي تواجه المجتمع باعتباره آفة سلبية تؤدي إلى نتائج وخيمة.

وأضاف الصفار أن "هذه الظاهرة لا تقتصر على زمن بذاته أو مكان وعرق أو 

دين". 

وإن للعنف أشكالا مختلفة في مجتمعنا منها العنف المباشر، الذي يكون بطريقة لفظية مؤذية وبذيئة أو بطريقة جسدية، تتمثل بالقسوة بالمعاملة والضرب واستخدام السلاح في بعض الأحيان. 

والنوع الثاني هو العنف غير المباشر، والذي يتمثل بالامبالات والكسل وتعطيل المصالح والسلبية في التعامل، وأن أسبابه ودواعيه متنوعة ومتعددة تظهر وتتطور في مختلف الأزمنة، فالإدمان على الكحول وتعاطي المخدرات وكثرة البطالة والفقر والشعور بالنقص، جميعها أسباب ينتج عنها سلوك فردي غير 

مألوف تظهر، من خلاله نتائج عكسية على الأفراد كظهور الأمراض النفسية، وضعف المهارات والعزلة والتهميش، وبالتالي فإن جميع هذه النتائج تهدد الأمن المجتمعي وتزعزع كيانه.

ومن جهته، أشار المهندس عماد متي توما إلى أن دور الإعلام السلبي، الذي يسبب ارتفاعا من تفشي هذه الظاهرة، من خلال المشاهد المتكررة للعنف في برامج التلفزيون عن طريق الأعمال السينمائية، التي تصور العنف كسلوك مثير ومقبول والترويج للمجرمين كأشخاص خارقين، يقومون بعمليات بطولية كنوع من الاثارة والتشويق، فتكرار ظهور العنف في الدراما والبرامج الاعلامية على المدى الطويل، يجعل للفرد وسيلة مقبولة في مواجهة المواقف والصراعات بتقليد السلوك وانتشار الجريمة.