عاشت مدينة جلولاء، مؤخرا أجواء حفل غنائي هو الأول من نوعه في المدينة، فقد اختار الشباب والبنات المنظمون للحفل إحدى الساحات العامة وسط المدينة لإقامة محفلهم الذي حمل اسم (جلولاء.. تغني للسلام) وتضمن الحفل تكريم عددٍ من النساء المميزات لدورهن الإيجابي في الحياة اليومية للمدينة، وشاركت في إحياء الحفل فرقة الريماس الموسيقيَّة وعدد من المواهب الفنية المحلية.ولاقى الحفل أصداءً إيجابيَّة من العائلات الحاضرة التي خرجت مستمتعة بيوم مميز واستثنائي للمدينة التي عانت في سنواتها الأخيرة من أزمات أمنية متلاحقة وتحدث الشاب مروان الفجر (أحد المنظمين للحفل) قائلا: "مع عودة الحياة بشكل طبيعي الى المدينة لكن ما زالت الصورة النمطيَّة المأخوذة عنها توحي بحذر وخوف لذلك حاولنا من خلال هذا الحفل أنْ نكسر هذه الصورة المشوهة عن المدينة".
أما استبرق الزبيدي فقد تحدثت لـ "الصباح" قائلا: "قد نختلفُ بالدين أو الطائفة أو القومية أو بأي نقاش آخر ولكننا جميعاً نجتمعُ بحب أغنية ما أو لحن موسيقي معين لذلك فالموسيقى هي لغة السلام بين البشر وهي وسيلة لجمع المختلف ولذلك اخترناها كرسالة للسلام".وعن فعاليات تكريم المرأة أضافت الزبيدي "هناك الكثير من النساء الناجحات في المدينة ولكن غطى على هذا النجاح طبيعة المجتمع وميوله العشائريَّة لذلك حاولنا تقديم شيء بسيط دعماً لجهودهن في تمكين المرأة وأدرجنا ضمن فقرات الحفل هذا التكريم على الرغم من أنَّ الحفل كان غنائياً، فمثلاً كيف يمكن تجاهل دور سيدة اسمها سارة سعد التي عملت بشكل مكثف على تمكين النساء ومساعدتهن من خلال دورات تأهيل نفسي لنساء قد عانين من التعنيف أو الاغتصاب أو التهجير، وبحسب استبرق فإنَّ هذه الحالات قد لا تكون مهمة في مدن أخرى لكنها في مدينة محافظة وتغلب عليها العشائريَّة تعدُّ هذه الحالات جريئة واستثنائيَّة وفريدة.