نافع الناجي
في منتصف الطريق بين المحافظتين المقدستين، النجف الأشرف وكربلاء، وعلى مبعدة 32 كيلومتراً تقريباً إلى الجنوب الشرقي من عاصمة الحسين (ع)، يتواصل العمل بواحد من أكبر وأهم المطارات المدنية في العراق، وهو مطار كربلاء المقدسة الذي يعد أول مطار مدني يبنى من الصفر منذ العام 1982، وبمساحة شاسعة تبلغ 18 ألف دونم أو 45 مليون متر مربع.
ويعوّل العراق كثيراً على هذا المطار الذي تبلغ كلفته الإجمالية نحو أربعمئة مليون دولار، في تطوير اقتصاد البلاد وزيادة مواردها، فضلاً عن تحسين خدمات السياحة والشحن والنقل الجوي، وقد حصل المشروع على إجازة وترخيص الهيئة الوطنية للاستثمار لصالح العتبة الحسينية ولمدة ثلاثين عاماً.
معوقات وعرقلات
مدير المشروع المهندس مصطفى إبراهيم، قال لـ (الصباح) "في البداية واجهتنا الكثير من المعوقات والمعرقلات التي أسهمت بتأخير إنجاز المشروع ومنها قصف منشآت المطار من قبل التحالف الدولي قبل بضع سنوات، والذي سبب أضراراً كبيرة، فضلاً عن استشهاد أحد العناصر البشرية وتخريب المكاتب وبعض المنشآت بشكلٍ كامل، الأمر الذي أوقف العمل لحوالي ستة أشهر كاملة".
ويستدرك قائلاً "لكننا عاودنا استئناف العمل ومواصلته ليلاً ونهاراً بهمة مضاعفة وبثلاث نوبات عمل (شفتات) على مدار اليوم وبمئات العمال والفنيين، بغية تحقيق تقدم في نسب الإنجاز وإتمامه في الوقت المحدد".
مكاتب وأبراج ومدارج
وأضاف "صمم المطار بمواصفات عالمية متقدمة ويتكون من الأجزاء الرئيسة في أي مطار بالعالم، وهي مدرج هبوط وإقلاع الطائرات حيث تتمكن أكبر الطائرات حجماً من استخدامه وهو ايرباص 380"، وزاد إبراهيم "هناك ساحة لوقوف الطائرات يمكنها استيعاب 28 طائرة، فضلاً عن برج المراقبة الجوية الذي يعد الأعلى في العراق وربما الشرق الأوسط بارتفاع 65 متراً ويضم 18 طابقاً خدمياً وطوابق للرصد الجوي".
وهناك مبانٍ ومنشآت عديدة مثل (السايد أوفيس) الذي يضم مكاتب المشروع ومجموعة مكاتب الاستشاريين الممثلين لمجموعة من الشركات العالمية الفرنسية والبلغارية والاسبانية والتركية والباكستانية، وأيضاً مكاتب المقاولين ومجموعة مكاتب للجهة المالكة وهي العتبة الحسينية المقدسة.
20 مليون مسافر
يعمل المطار بخطة من ثلاث مراحل، حيث تبدأ من أول يوم تشغيل لغاية الخمسين عاماً المقبلة وجميع الخطط التوسعية مرسومة سلفاً.
وتبلغ سعة المرحلة الأولى ستة ملايين مسافر، كما تبلغ سعة المرحلة الثانية ستة ملايين مسافر آخرين، وعند الوصول للمرحلة الثالثة تتم إضافة ثمانية ملايين مسافر، لتبلغ السعة الإجمالية عند اكتمال مراحل التطوير والتوسعة للمطار نحو عشرين مليون مسافر سنوياً.
وتمت تهيئة صالات إضافية لاستيعاب هذه الملايين من المسافرين والزوار مع خدمات المركز الصحي ودائرة الإطفاء والدفاع المدني ومركز الشرطة ونقاط التفتيش ومحطات الحقائب ومركز الإرصاد الجوي، فضلاً عن الشوارع الفرعية بطول أكثر من 7 كيلومترات بداخل المطار وغيرها.
أعمال مدنية وكهربائية
المهندس علي صلاح مدير موقع حزمة (ج) حدثنا عن تواصل العمل بـ (15) بناية في داخل المطار، أنجز بعضها بالكامل وبنسبة 100 %، كهياكل وجدران مغلفة بالطابوق ومسقفة بالكونكريت المسلح، وجاري العمل بتسليك منظومات الماء والكهرباء والمنظومات المضادة للحرائق، التي وصلت لنسب إنجاز متقدمة كما يستمر العمل في التشطيبات النهائية للعديد من هذه المباني.
ويقول المهندس علي "عملنا يعتمد على الأيادي العراقية بشكل شبه مطلق، ومواصفات البناء تتم طبقاً للمواصفات الفنية العالمية بموافقة واطلاع الاستشاريين والجهات المختصة".
تمويل العتبة الحسينيَّة
تمكنت الملاكات الوطنية من تحويل هذا الجزء من صحراء قاحلة إلى مشروع ستراتيجي عملاق ومهم في مجال النقل الجوي.
والعتبة الحسينية المقدسة، هي الجهة المستثمرة الرئيسة ولمدة ثلاثين عاماً، وستكون المشغلة للمشروع وتحت إدارتها، لكونها من أكثر الجهات التي تعرف ما يحتاجه الزائر أو المسافر إلى كربلاء، وبغية تقديم الخدمات المثلى للزوار والسائحين القادمين إلى البلاد.
ويمتاز مطار كربلاء بحداثته وتوفير
المعدات الملاحية العصرية وشاشات متابعة الرحلات القادمة والمغادرة وفقاً لأحدث التقنيات، فضلاً عن رحابة الصالات لاستقبال الضيوف وسلاسة الإجراءات وتوفير باصات نقل حديثة ومكيفة من وإلى المطار.
والمشروع المؤمل إنجازه بالكامل بنهاية العام الحالي، قامت بتصميمه الشركة الفرنسية (اي دي بي أي) المعروفة بتخصصها بتصميم المطارات، وبتنفيذ وإشراف شركات عراقية رصينة، وتبلغ أطوال الطرق الكلية داخل المطار مابين 13 - 18 كيلو متراً.