المرجعية الدينية تحذر من سلبيات الثقافة الإلكترونية

العراق 2019/05/03
...

كربلاء المقدسة / الصباح 
حذرت المرجعية الدينية العليا، من الثقافة السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، عادّة إياها الأخطر من حيث التأثير بالمجتمع، مؤكدة أن الثقافة الالكترونية مجهولة الهوية وخطرة جداً على الشباب ولابد من إشاعة الاستخدام الصحيح للإنترنت ووسائل التواصل.
وقال ممثل المرجعية السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف بكربلاء المقدسة: إن «الكتاب والمعلم والاسرة من الادوات والركائز المهمة لتشكيل المنظومة المعرفية قديما وحديثا، وإنها ادوات طبيعية»، مشيرا الى أن «الثقافة اليوم شهدت دخول آليات وادوات جديدة مؤثرة لم تكن موجودة في وقت سابق اختصرت الكثير من الادوات المعرفية»، وأضاف، ان «الثورة المعلوماتية الحديثة المتمثلة بالإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي باتت تمثل الادوات الحديثة التي لا يمكن للإنسان أن يغفل عنها أو يغفل عن مدى تأثيرها».
ونوه السيد الصافي بأن «قسما كبيرا من هذه الثقافة الالكترونية مجهولة الهوية وتؤدي الى حالة من التشويش الفكري والمعرفي فضلا عن حالة التناقض لعدم القدرة على فرز المواضيع التي تروجها، مما يؤثر بشكل سلبي خصوصا في أوساط الشباب أو من لم يتعلم بالوضع السابق المقصود به (الكتاب والمعلم والاسرة) كونه فتح عينيه على هذا الركام والكم الهائل المشوش والمتناقض».
وأوضح، أن «هذه الادوات لا يحصل من خلالها على منظومة معرفية واضحة المعالم بل سيتم الحصول على منظومة مشوهة»، وأشار إلى أن «هذه الثقافة باتت اسهل تناولا الا انها الاخطر تأثيرا»، مبينا أن «هذه الثقافة تكون أقرب الى الجهل وان الفرد من خلالها يتربى على حالة من الجهل نتيجة المتبنيات الفكرية غير الرصينة والمتناقضة»، لافتا الى أن «هذه الادوات تذكر أمورا معينة وبعد شهر تتبناها وبعد شهر تتبنى العكس منها مما يجعل المتصفح في حيرة من أمره».
وأبدى ممثل المرجعية امتعاضه «لما يروج له من خلال هذه الادوات من قبيل التجاوز على حرمات الناس فقد أصبح من السهل رميهم بالموبقات من دون أي تفكير أو مراجعة أو التأمل بخطورة ذلك، بل ان هذه الادوات باتت تزكي وتقدح وتذم وتجرح بطريقة عشوائية»، مؤكداً أن «هذه الثقافة خطرة جدا لأنها هجينة ومركبة لا أصل لها؛ مما يجعل من الفرد غير سوي وذا ثقافة مهزوزة وغير واقعية، بل انها تدفع وتجرئ الناس على أن يتكلم أحدهم تجاه الآخر بألفاظ نابية لا يستحسنها الذوق العام».
وأضاف، ان «هذه الثقافة تفتقر لأبسط مقومات اللغة والفهم والكلام الصحيح، وبسببها خرجت الكثير من الامور عن الجادة الوسطى، وأصبحت هناك معركة بالكلام النابي والتصرفات غير اللائقة، بل ان البعض أصبح يمتلك أكثر من مصدر لغرض إرباك الوضع خصوصا في ما يتعلق بحرمات وثقافات وادبيات الناس».
ودعا السيد الصافي الى «ضرورة اشاعة ثقافة الاستعمال الصحيح لهذه الأدوات»، متوجهاً في ختام حديثه للمرشد والمعلم والأب والأم «لأخذ دورهم في توجيه الابناء للاستعمال الصحيح لهذه الادوات وعدم ترك الامور بدعوى زيادة الاطلاع
والثقافة».