63 عاما عمر التلفزيون في العراق

الصفحة الاخيرة 2019/05/03
...

بغداد/الصباح
من بغداد انطلق اول بث تلفزيوني باللغة العربية في التاريخ فلم يكن التلفزيون معروفاً في العراق والمنطقة العربية قبل عام 1954م، ففي عام 1954م أقيم المعرض التجاري البريطاني في بغداد وتعرف فيه المواطنون العراقيون على جهاز التلفزيون من خلال هذا المعرض.
وقد افتتحت محطة التلفزيون رسمياً يوم 2 آيار 1956 ولدى افتتاحه للتلفزيون العراقي اعلن الملك فيصل الاول ان عدد أجهزة التلفزيون التي بيعت حتى افتتاح محطة التلفزيون كان 120 جهازاً، وكانت الحكومة الأميركية تقدم معونة فنية للمحطة بالإضافة إلى قيامها بإعارة احد الخبراء الأميركان. 
وفي حفل الافتتاح ألقى مدير التوجيه والإذاعة العام كلمة ذكر فيها ان ثلاثة من المهندسين العراقيين الذين أكملوا دراستهم الجامعية في بريطانيا وتدربوا فيها على التلفزيون هم الذين يشرفون على المحطة.
وكان عدنان أحمد راسم النعيمي أول مدير للتلفزيون العراقي وتولى هذا المنصب بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية وحصوله على شهادة الدبلوم في السمعية والبصرية، والماجستير في التربية الفنية من جامعة إنديانا الأمبركية.
   واقتصر البث في بداية الامر على بغداد ثم في اواخر الستينيات شمل البصرة والموصل وكركوك، وفي العام 1976 بدأ على نطاق ضيق أول إرسال ملون على القناتين 7 و 9 وفي العام 1977 تم ربط كل محطات البث في أنحاء العراق بشبكة المايكرويف حسب ما ذكر الدكتور ياسين طه موسى.
أنجب التلفزيون العراقي وجوها كثيرة ما زالت حاضرة في ذاكرة العراقيين وشكلت جزءا مهما من التراث   العراقي لتعكس أحد ابرز ملامح الهوية العراقية وتنوعت بين وجوه درامية مثل سليم البصري، خليل الرفاعي، وخليل شوقي، ويوسف العاني، وفوزي مهدي، وبدري حسون فريد، وحمودي الحارثي، وبهجت الجبوري، وسامي قفطان، وسهام السبتي، وراسم الجميلي، وعشرات غيرهم من نجوم الدراما العراقية الذين كانوا يقومون باداء تمثيليات تلفزيونية ومسلسلات كان لها الاثر الكبير في وجدان المشاهدين.
كما قدم التلفزيون العراقي وجوها مهمة وبرامج خالدة مثل الرياضة في اسبوع الذي يقدمه مؤيد البدري، والعلم للجميع للراحل كامل الدباغ، وعدسة الفن الذي تقدمه الاعلامية خيرية حبيب، وسينما الاطفال لنسرين جورج، والمرسم الصغير لخالد جبر الذي مازال يعرض حتى الان من قناة العراقية.
كانت علاقة العراقيين بالتلفزيون قد تميزت بالمودة والتفاعل والاهتمام كونه بدا كاداة للتسلية والترفيه والثقافة، لكنه سرعان ماتحول الى اداة سياسية بيد الدولة منذ ان تم بث وقائع محكمة المهداوي على الشاشات.
كما قدم التلفزيون العراقي عشرات الاعلاميين من مذيعي نشرات الاخبار ومقدمي البرامج مثل رشدي عبد الصاحب، ومقداد مراد، ونهاد نجيب، وغازي فيصل، وابراهيم الزبيدي، وسعاد عزت، ومديحة معارج، و خمائل محسن، وزكية العطار، وشمعون متي، وجودت كامل عزيز وعشرات غيرهم من الاجيال اللاحقة التي حصلت على نجومية وشهرة على المستوى العربي وتميزت المدرسة العراقية للمذيعين في اتقان اللغة العربية والتفنن في جمالية الصوت.