كتب التنمية الاجتماعيَّة.. فن تحويل الهواء إلى كلام

منصة 2023/08/23
...

  بغداد: نوارة محمد

تنامت في الأعوام الأخيرة كتب التنمية الاجتماعيَّة وباتت تشكل ربحا كبيرا لدور انشر في أنحاء من العالم، وهي الكتب التي يتهافت عليها المراهقون، كونها تعطيهم إجابات عن اسئلة كثيرة وتدلهم على حلول لمشكلات لا يستطيعون البوح بها. هذه النوعية من الكتب باتت طاغية في السوق العراقية ومطلوبة، لأن عادة ما تكون بعناوين مثيرة، وتتحدث عن مشكلات يمكن أن تواجهنا في بداية الحياة.
مريم رعد وهي فتاة جامعية تعبر عن اسفها لأنها تعلقت بهذه النوعية من الكتب وتقول" كنت أحمل شكوكا بشأن شخصيتي وأرى نفسي ضائعة وسط هذا العالم، وكنت اعتقد أن هذه النوعية من الكتب تستطيع أن تمدني بالقوة، وتجعلني اتشجع واتخلى عن الياس، وقد كنت اطبق النصائح التي تحتويها هذه الكتب، لكنني اكتشفت بعدها بفترة أن كل ما اقرأه هو عبارة عن هواء واشياء لا قيمة لها، وهذه الكتب ليست أكثر من ثرثرة".
صادق الربيعي هو أيضا يرى أن هذه الكتب عبارة عن خدعة وكلمات كبيرة لا معنى لها ويضيف" أنها مكتوبة من أجل مجتمعات مركبة من عناصر لا تمت لنا بصلة، وأن أغلب هذه الكتب تستمد مادتها من تعاليم بوذية أو هندوسية، وهي غير دقيقة من ناحية التطبيق".
ويتابع صادق أن "الحياة نفسها كفيلة بتعليمنا وتربيتنا، ولا أعتقد أن هذه الكتب ذات قيمة علمية، بل هي خدعة الغرض منها الربح واستغلال مشكلات الشباب النفسية".
رقية عبد الحسين في المرحلة الاعدادية تقول إنها "تضررت كثيرا من قراءة هذه الكتب، لأنها كانت مؤمنة بها، وبحلولها السحرية وتقول إن "كل النصائح التي تقدمها هذه الكتب غير عملية، ولا تنطبق على مجتمعنا، وهي كتب خداعة لا أساس لها من الصحة. لقد حاولت الاقتداء بما تطرحه لكن النتائج كانت كارثية وشعرت نفسي أكثر ضياعا".
الناشرون في كل انحاء العالم يقدمون هذه الكتب تحت عناوين براقة تساعد على تخطي الأزمات الحياتية، وهي في أغلبها تصورات عامة في الطب النفسي والاجتماع السلوكي العام، لكنها مكتوبة بطريقة حماسية وبشيء من التفاؤل".
نسرين حيدر وهي ناشطة مدنية تحذر الشباب من الوثوق بهذه النوعية من الكتب وتقول "لا تقدم كتب التنمية الاجتماعية أي ثقافة أو حلول، بل على العكس تكون عاملا تدميريا، فهي عبارة عن كلمات كبيرة بلا معنى، وعلى الشباب القراءة في مجالات أخرى تصقل المعرفة وتنمي الثقافة وتعطي قوة للإنسان".
وتضيف" نحن لا ننجح في الحياة إلا بمواصلة التجربة والتعلم، من خلال الجهد الذي نبذله في الوصول إلى اهدافنا، وهذه الكتب عبارة عن خدعة غرضها الربح وتدمير عقول الشباب".