كيف أحدث العمل من المنزل ثورة ؟

استراحة 2023/08/27
...

 ترجمة: ثريا جواد

تفرض العديد من الشركات على موظفيها الحضور إلى مكاتبهم  لغرض العمل، إلا أن أغلبيتهم يفضلون العمل من المنزل،  وهذا ما غيّر المشهد بشكل دائم، وأحدث ردة فعل عنيفة، حيث طلبت شركة مؤتمرات الفيديو Zoom من الموظفين العودة إلى مكاتبهم، ويقال إن شركة أمازون تقوم بتتبع الموظفين للتأكد من وجودهم في مكاتبهم، وهاتان الشركتان هما الأحدث في تفاقم مشكلة العمل من المنزل (WFH)، ولكن هل يعني هذا نهاية وشيكة للعمل من المنزل كما نعرفه؟
لقد شعرت بريطانيا بالتحول إلى العمل من المنزل أكثر من معظم الدول الاخر، وفقاً لنيكولاس بلوم أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد والباحث منذ فترة طويلة في مجال العمل من المنزل حيث قال:” بالنسبة للعمال الذين يمكنهم القيام بجزء من عملهم على الأقل من المنزل، فإن الوباء أعاد تعريف مكان العمل وما يقرب من نصف الموظفين في الولايات المتحدة يعملون من المنزل لبضعة أيام باستثناء العاملين في الخطوط الأمامية، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في تجارة التجزئة، أو خدمات الطعام أو التنظيف أو الأمن أو غيرها من الوظائف، التي يصعب القيام بها عن بعد، جميعهم يعملون شخصيًا، لكن في الأغلب كل من يستطيع العمل من المنزل يفعل ذلك على الأقل لبعض الوقت، وفي ورقة عمل صدرت الشهر الماضي وجد بلوم وزملاؤه أنه قبل الوباء  كان الناس يعملون بنسبة حوالي 5 % من أيام عملهم من المنزل، والآن  أصبح الأمر 25 % على الأقل من أيام العمل، وهذا أمر هائل لأنه كان يتضاعف كل 15 عامًا قبل الوباء وأضاف “من الناحية العملية لديك 40 عامًا من النمو في غضون عامين تقريبًا” أي ما يقرب من نصف قرن من النمو في العمل من المنزل.» تزامن الوباء مع اعتماد واسع النطاق لاثنين من التقنيات أولهما التخزين السحابي ومنصات مؤتمرات الفيديو، التي تجعل العمل من المنزل أسهل بكثير، وبين بلوم أنه بالنظر إلى حجم العمل الذي يمكن القيام به من المنزل باستخدام هذه التقنيات، فإن الذهاب إلى المكتب خمسة أيام في الأسبوع قبل الوباء كان من الواضح أنه خطأ فادح، بالنسبة للعديد من الأميركيين الذين يعملون في وظائف مكتبية فإن العودة إلى المكتب للعمل خمسة أيام في الأسبوع، ستبقى شيئا من الماضي لا تزال معظم الشركات تطلب فقط من الموظفين الحضور لمدة يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع المعتادة، إن مثل هذه السياسات الهجينة تعمل بشكل جيد لكل من أصحاب العمل والعمال فهو لا يؤثر في الإنتاجية، ويبقي الموظفين سعداء ويساعد الشركات في التوظيف والاحتفاظ بهم والمرونة في العمل من المنزل لها نفس قيمة زيادة الأجور بنسبة 8 ٪ للعاملين، وفقًا لبحث بلوم.