سعاد البياتي
في بادرة إنسانيَّة معطاء، شهدت مستشفيات العتبة الحسينيَّة المقدّسة إقبالاً واسعاً من قبل المواطنين على العلاج المجاني لمدة أربعين يوماً، إذ اطلقتها المرجعيّة الدينيّة العليا في العراق لمعالجة المرضى وإجراء العمليات الجراحيّة، والمبادرة التي تأتي باسم "عطاء الحسين عليه السلام" انطلقت من يوم 20 محرّم الحرام وإلى نهاية شهر صفر 1445هـ.
وقال ممثل المرجعيّة الدينيّة العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الاجتماع السنوي لمؤسسة وارث الدوليّة لعلاج الأورام في كربلاء عن مبادرة للعلاج المجاني تشمل جميع المؤسسات الصحيّة في العتبة الحسينيّة المقدّسة وتأتي باسم الإمام الحسين (عليه السلام)، وهي للعراق والعراقيين جميعاً، وتطلق من جانبها الانساني
خدمة العراقيين جميعاً من دون النظر إلى المذهب أو الدين أو المكان، من دون البحث عن اهداف ماديّة أو ربحيّة.
خدمة منزليَّة
وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي حيدر العابدي، إنَّ جميع المؤسسات الصحيَّة التابعة للعتبة الشريفة هي بخدمة المواطن، ومن جوانب العلاج والرقود والعمليات والتحاليل المختبريّة هي مجانيّة ومتاحة أمام المرضى ومن المحافظات كافة لتلقي المعالجة بشكل يتيح لهم ضمان التشخيص السليم، وتشمل ايضا المرضى الراقدين في البيوت وليس بإمكانهم المجيء الى المستشفى، اطلقنا مبادرة الرعاية الصحية المنزلية التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينيّة المقدّسة، أعلن عن إطلاق خدماته المنزلية لهذه الفئة من المرضى.
وأشار العابدي "سنقدم خدمات منزليّة إلى المرضى الذين لا يستطيعون الانتظار في هذا الزخم، وكبار السن، فضلا عن الحالات الصعبة، اذ سيقوم المركز بتسجيل أرقامهم حسب حجوزات، ووفق آليّة معينة ومن ثمَّ يتم الذهاب إليهم وتقديم الخدمات الطبيّة الشاملة لهم ضمن هذه المبادرة المدفوعة الكلفة من قبل العتبة الحسينيَّة المقدّسة وبداخل منازلهم.
يشار إلى أن مستشفيات العتبة الحسينيَّة، هن: مؤسسة وارث الدوليَّة للأورام ومركز الحسن المجتبى لزراعة النخاع الشوكي ومستشفى خديجة الكبرى عليها السلام ومستشفى الإمام زين العبادي عليه السلام، وجميعها تقدم خدماتها لكل الامراض حتى لزراعة نخاع العظم وغيرها من الامراض المستعصية والعتبة
تتكفّل بدفع أجورها حتى وان كانت باهظة.
مبادرات وإشادة
وشهدت المستشفيات التابعة للعتبة الحسينيَّة المقدّسة، إقبالاً واسعاً من قبل المراجعين للحصول على العلاج المجاني، في وقت لقيت فيها المبادرة التي أطلقها ممثل المرجعية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، إشادات واسعة.
ولم تكن مبادرة عطاء الإمام الحسين (عليه السلام)، الأولى من نوعها، إذ أطلقت المرجعيّة الدينيّة العليا مبادرات سابقة مثلها لعلاج المرضى مجاناً مثل مبادرة كوثر الزهراء (ع)، ومبادرة "النبأ والمراد"، ومبادرة بركات الأنوار المحمديَّة، وغيرها من المبادرات.
مساعدة إنسانيَّة
وتحدث لـ (الصباح)، عباس الخفاجي مسؤول إعلام العتبة الحسينيَّة المقدّسة بالقول: مبادرة عطاء الإمام الحسين عليه السلام جاءت ضمن مبادرات عدة هدفها مساعدة المرضى والذين لم يتسنَ لهم العلاج خارج البلد، وعليها كرّست الجهود لدعم واسناد الملاكات الصحيّة كي تقدم خدماتها على أكمل وجه، والمبادرة تستمر حتى نهاية شهر صفر الخير، والاقبال عليها كثيف في أغلب المؤسسات الصحيَّة، اذ استقبلت بحدود 50 ألف مريض واجرت 1200 عملية جراحيَّة لغاية الآن، فضلا عن آلاف الفحوصات المختبريَّة المختلفة مجاناً، واعتبر القائمون عليها أنّها تأتي ضمن عطاء لا ينضب من بركات سيد الشهداء، وان كل ما يقدم للمرضى هو من باب المساعدة الإنسانيَّة للمرضى الذين يعانون من شظف العيش، وان مستشفيات العتبة الشريفة على استعداد تام لاستقبال جميع الحالات المرضيّة خدمة للصالح العام.
فرصة طيبة
العديد من الحالات المرضيَّة كانت تنتظر دورها للتشخيص والعلاج او الإحالة للعمليات، تقول مريم العبادي وهي ام لطفل يعاني من فتحة في القلب، إنّها "فرصة طيبة ان تقوم العتبة الحسينيَّة الشريفة بهكذا مبادرة ليتسنى للمواطنين الذين يعانون من الامراض المزمنة وغيرها ان يتلقوا العلاج الصحيح على أيدي أطباء أكفاء ومن دون كلف ماليَّة، وهذا ما حدا بالكثير من المرضى أن يلجأوا الى مستشفيات العتبة للعلاج، وقد تلقى ابني البالغ سبع سنوات العلاج وأجريت له عملية للقلب وهو الآن بصحة جيدة والحمد لله".
ويرى الحاج مهدي علي من مدينة النجف الاشرف أنَّ "المبادرة الكريمة جاءت بالفعل من عطاء سيد الشهداء وكرم المرجعيّة العليا التي وفرت الفرصة لعلاج مئات المرضى مجاناً"، مضيفاً بأنّه ينتظر دوره للفحص والتشخيص بعد ما أنهكته مراجعات الأطباء سابقاً من دون الوقوف على حالته المرضيَّة، وهو يدعو الله أن يتشافى وجميع المراجعين الذين يتأملون خيراً في مستشفيات العتبة الحسينيّة المقدّسة التي بذلت جهودا كبيرة في فحص وتشخيص أكبر عدد من المرضى.