بغداد: مآب عامر
أطلقت شركة “نايتفلكس” قبل أيام قليلة مسلسلها القصير “ون بيس”، الذي عرف كأشهر سلسلة “انمي” مستوحاة من قصص المانغا للمؤلف الياباني “إييتشيرو أودا” والتي تعتبر واحدة من أكثر القصص مبيعا في اليابان والعالم، حيث وصلت مبيعاتها إلى أكثر من 500 مليون نسخة.
بدأ صدور سلسلة المانغا في العام 1997، أما سلسلة “الانمي” فقد انطلق بثها في العام 1999 وهي مستمرة حتى يومنا هذا، كما أن حلقاتها التي يصل تعدادها إلى 1000 حلقة تروي حكاية لعالم افتراضي الحياة فيه وسط البحار، وتتناول القصة حلم شاب يافع اسمه “لوفي” يحاول تحقيقه بأن يصبح ملك القراصنة. وتنطلق الاحداث مع بدأ الشاب بتجمع طاقم خاص بسفينته وتساعده قدرته الخاصة بشق طريقه، هذه القدرة التي امتلكها عن طريق أكله بواسطة الغطاء فاكهة اسطورية، حولت جسده إلى
مطاطي.
وكما نعلم أن العالم العربي قد تعرف على “الانمي” من خلال قناة “سبيس تون”، وعمد من خلالها إلى خلق قاعدة جماهرية كبيرة، ومستمرة.. من هنا فإنني أتساءل اليوم عن تلك المشاعر بعد مشاهدة قصة “انمي” المفضلة لديك.. تلك أحداثها التي ابحرت معك منذ أيام الطفولة إلى سن الصبا وصولاً إلى الشباب، كيف تبدو وهي تتحول إلى مسلسل
واقعي.
يتمتع “الانمي” عادة بحرية كبيرة لتصوير خيال غير محدود، فالمؤثرات الصوتية، والمبالغة بمشاهد المعارك وتلك التفاعلات المؤثرة والعميقة في مشاعر الشخصيات من حزن وفرح، مع رسوماتها التي باتت بسمات غريبة منها رجل بجسد سمكة وهيكل عظمي، فضلاً عن لمسات طفولية أخرى مثل طريقة طرح قضية الصداقة والبحث عن الحلم وتحقيقه وغير ذلك من تفاصيل لا نعثر عليها من ضمن الأفلام والمسلسلات الواقعية، من دون مؤثرات “الانمي” اليابانية الخاصة التي تحكم على القصة بالفشل.
فكرة تحويل “الانمي” إلى مسلسل واقعي ليست جديدة، فقد سبق وحكم على مثل هذه التجارب بالفشل، مثل فيلم “دث نوت” وغيره، على النقيض من سلسلة “دي سي وميرفل” التي لاقت عناية شديدة وانتاج ضخم من جهة الشركات المنتجة، قبل الاعلان عن انطلاق مسلسل
“ون بيس”.
منذ بدء طرح الفكرة والمسلسل يثير الكثير من الجدل مع توقعات عالية بالفشل، وقد انقسم جماهير “الانمي” إلى نصفين، منهم من رفض رفضاً قاطعاً بما سموه “تشويه” القصة، وغيرهم من ساهم بدعم الفكرة..
وقد اعترض بعضهم ممن يثيرون الجدل على “صوت الشخصية” التي جاءت عبر اقتراح فكرة عمل شخصيات “دوبلاج الانمي” اليابانيين أنفسهم ، كأصوات للمسلسل، لكن تم بعد الاتفاق واطلاقه باللغة الانكليزية، حصد تقيم 8.5 في موقع IMDb، وحصل على الرضا التام من قبل جماهيره.. فقد تمتع المسلسل برسم متقن للشخصيات وتغييرات بسيطة تتناسب مع الواقع، اما الحوارات فقد احتفظت بسمات “الانمي”، فضلاً عن أن تتابع الاحداث كان بطيئاً، لقد اعتنت الشركة بالمسلسل وقدمته بإنتاج يرجح بأنه يتجاوز الـ 9 مليون للحلقة الواحدة.. ولكن يبقى السؤال الذي يأتي بتواتر داخلي: هل حافظ المسلسل على شغف متابعيه أم خذلهم؟ الأكثر من ذلك هل ارتقى هذا المسلسل ليستقطب متابعين جدد، لشخصياته مثل دور البطولة لـ “إيناكي جودوي”، والذي كان بمشاركة كل من “إيميلي رود، ماكينيو، فينسنت ريجان، مورغانا ديفيز، ايدان سكوت، أرماند أوكامب”؟