بغداد: عماد الإمارة

تشكّل عمليَّة زراعة الغابات أهميَّة كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والبيئي، إذ تعمل تلك المساحات الخضر على التصدي للكثبان الرملية والحد من التصحر، فضلاً عن قدرتها الإنتاجية المتمثلة في الحصول على الخشب بأنواعه، لاسيما المستخدم في صناعة الأثاث والألواح، وكذلك صناعة العجينة السليلوزية والورق والصباغة والنايلون، الأمر الذي دعا العديد من المختصين إلى المطالبة بتخصيص "موازنة مالية" تهدف إلى دعم زراعة الغابات والارتقاء بالواقع البيئي في البلاد.
مدير عام الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة راوية مزعل قالت لـ"الصباح": إنَّ "للغابات جملة كبيرة من الفوائد المتعلقة بالبيئة والاقتصاد معاً، فهي تستخدم كحطب ووقود، ومصدر لتدوير المخلفات الصلبة لتحويلها إلى سماد عضوي، وهناك العديد من التقارير الدولية تشير إلى أنها أحد أهم القطاعات التي تلعب دوراً مهماً في الحد من الفقر وتوفير العمل للعاطلين.
وبينت مزعل أنَّ "الوضع في العراق ينذر بالخطر على مصير ثروة الغابات لما يعانيه البلد من هبوب للرياح والعواصف الرملية خلال السنين الأخيرة وكذلك مشكلة التوقف عن تشجير الغابات أو المساحات المشجرة اصطناعياً واستغلال القائم منها للوقود والطبخ والتدفئة".
وعن مبررات زراعة الغابات أوضحت مزعل أنَّ الفوائد الإنتاجية تقف في مقدمة أهمية زراعة الغابات، إذ يتم الحصول على الخشب بأنواعه كالخشب المستعمل في صناعة الأثاث والألواح وصناعة العجينة السليلوزية والورق والصباغة والنايلون، فضلاً عن الفوائد الوقائية البيئية فهي تتلخص في أنَّ مناخ الغابات أكثر اعتدالاً من المناطق الخالية من الغابات وتأثيرها بكسر سرعة الرياح وحركتها واتجاهها، إذ تعمل كمصدات للعواصف، مؤكدةً في الوقت ذاته أهمية الغابات وتأثيرها في التربة ومنع انجرافها وتحسين خواصها، حيث تعمل على امتصاص زيادة الماء وتقلل سرعة جريانه فتزيد من مخزون المياه الجوفية.
كما بينت مزعل أنَّ للغابات فوائد اقتصادية تتلخص في كونها مصدراً لتدوير المخلفات الصلبة لتحويلها إلى سماد عضوي بالإضافة إلى تصنيف الغابات مناطق سياحية لما تتسم به من جمال وتنوع يسهم في دعم اقتصاديات الدول، والعديد من التقارير الدولية تشير إلى أنها أحد أهم القطاعات التي تلعب دوراً مهماً في الحد من الفقر وتوفير العمل للفقراء في مجالات حماية الغابات ودورياتها الأمنية ورحلات السفاري والصيد وجذب السياح.
وعن موضوعة المشكلات التي تعاني منها الغابات في العراق ، ذكرت مزعل أنَّ صورة الوضع الراهن في البلد تنذر بالخطر والدليل على ذلك ما يعانيه العراق من هبوب العواصف الرملية المستمرة خلال السنين الأخيرة ومشكلة توقف تشجير الغابات أو المساحات المشجرة اصطناعياً واستغلال القائم منها للوقود والطبخ والتدفئة وهناك مشكلة انخفاض مستوى المياه الواردة للعراق عبر نهري دجلة والفرات وقلة استخدام الري الحديث مما أثر في الزراعة ومشاريعها بشكل عام.