مقاهي القاهرة الفاطميَّة.. كنوز الماضي وعبق التاريخ

الصفحة الاخيرة 2019/05/06
...

القاهرة / اسراء خليفة 
تتمتع مصر بأجواء رمضانية تختلف عن باقي الدول العربية والاسلامية، فلا تزال العادات والتقاليد الرمضانية سارية لغاية الان وخاصة في منطقة خان الخليلي المحيطة بمقام سيدنا الحسين (عليه السلام)
تجولنا في هذه المنطقة الحيوية التي تحيط فيها شوارع واماكن مهمة مثل شارع المعز لدين الله الفاطمي، كما يحيط بها مقر الازهر الشريف ومقام صادق الجعفري والكثير من الاولياء والاتقياء.
كانت محطتنا الاولى عند "فطايري الحسين" والذي يمثل علامة فارقة في المكان، وسألنا الحاج ابو مطصفى وهو من روّاد هذا المكان ويعمل في بيع الكتب للسائحين "فطائري الحسين" كان في البدء عبارة عن مطعم صغير ولكن اصبح اليوم كافتريا كبيرة يرتاده الكثير خاصة في شهر رمضان، إذ يتم تقديم السحور فضلا عن المشروبات الساخنة، ويستمر روّاد المكان لغاية صلاة الفجر وكل يوم حتى صلاة العيد"، واضاف "لا يقتصر روّاد المكان على المصريين والعرب بل يتعدى ذلك الى
 السياح الاجانب".
 في زقاق صغير بجانب شارع ضيق توجد قهوة اخرى هي "الفيشاوي" تصدح منها اصوات الموشحات الدينية والاغاني الصوفية التي تليق بالشهر الكريم، وسألنا الحاج سمير محمد عنها فقال "كان يجلس فيها بالسابق اشهر الادباء والمفكرين وخاصة نجيب محفوظ وهناك صور معلقة لجلساته هو وزملائه وفي شهر رمضان تضج قهوة "الفيشاوي" بالشخصيات المهمة من سفراء ومسؤولين عربا ومصريين 
وأجانب" . 
ومن حب المصريين للاديب نجيب محفوظ فتحوا مقهى ومطعما باسمه في احد ازقة خان الخليلي يقدم يوميا التخت الشرقي والعديد من الفعاليات والسهرات
 الليلية.
لخان الخليلي طعم خاص في رمضان إذ نجد هناك العديد من اصحاب الخير وهم يوزعون الاكل في الفطور والسحور لجميع الناس الموجودين فتنصب الخيم الرمضانية حول سيدنا الحسين
 (عليه السلام). 
بالطبع اغلب ابناء الجالية العراقية يرتادون خان الخليلي في شهر رمضان المبارك ويتمتعون بالسهرات الليلية الجميلة فضلا عن العديد من (الجروبات) السياحية العراقية يحرصون على المجيء لهذا المكان الساحر ذي العبق التاريخي والقدسية التي تشعرك انك في شهر الخير 
والبركة رمضان.