اربيل: نافع الناجي

تعد سوق (القيصرية) ذات الأفرع الكثيرة المتداخلة والمتشابكة، واحدة من أقدم وأبرز المعالم التراثية والسياحية في مركز مدينة اربيل، حيث يعود تاريخ هذه السوق إلى الفترات العثمانية، وتضم عشر أبواب تتوزع بين جميع جهات السوق، وتعد جزءا لا يتجزأ من التاريخ التراثي لأربيل وقلعتها الشهيرة. 

ملا مصطفى، أحد أصحاب المتاجر في سوق القيصرية يقول، إن “السوق الرئيسة في أربيل تمتد لحوالي 3 آلاف سنة، أما سوق القيصرية فترجع الى حوالي 900 عام”، وأضاف “الحاج قادر هو من قام ببناء السوق على شكل قيصرية صغيرة بطريقة معمارية قديمة”. 

وأردف مصطفى “مختلف الجنسيات عملوا في هذه السوق بكل المهن، كالصياغة والبقالة والقماش، وكل المهن والحرف موجودة الآن بهذه القيصرية”.

تحتوي سوق القيصرية على فروع متداخلة، حيث يمتزج عبق الماضي بنكهة الحاضر وتزدحم بالزوار والمتبضعين من كل مناطق العراق وتزدهر المبيعات. 

أما الصائغ شوان عزيز، فيقول “هذه السوق قديمة جداً، وتحتفظ بأهميتها الخاصة لمجاورتها قلعة أربيل، فكل زائر للقلعة يمر فيها ويتبضع منها”، وأضاف “بالرغم من أن بعض الأسواق بدأت تنقرض شيئاً فشيئاً، لكن القيصرية ما زالت تحافظ على التراث الشعبي، فضلاً عن وجود المقاهي القديمة فيها والمتاجر المختصة بالمهن الشعبية والفولكلورية”. 

وعبّر بعض الزوار عن إعجابهم الشديد بهذا المكان وحنينهم لزيارته في كل مرّة، لأنه يذكرهم بالماضي الجميل والتذكارات التي يمتلئ بها المكان.

ولعل أهم ما يميز سوق القيصرية المنتوجات والصناعات الفولكلورية المتنوعة التي تستهوي السياح، كالسجاد اليدوي وبعض الحصر وأدوات المطبخ والزينة والنحاسيات والفضيات وغيرها، فضلاً عن تصميمها التراثي وقربها من قلعة أربيل، مما يجعل زيارتها والطواف في أزقتها تجربة ممتعة بالفعل.