نهضة علي
تتخذ محافظة كركوك عدة خطوات من أجل إنشاء قاعدة سياحيَّة تعود بموارد اقتصاديَّة تسهم في إنعاش الواقع الاقتصادي للمحافظة، فضلًا عن تشغيل الأيدي العاملة، لا سيما أنّها أصبحت تمتلك مقوّمات الجذب السياحي بعد افتتاح مطار كركوك الدولي، ومن مقوماتها المواقع الأثريّة والتاريخيّة والمزارات الدينيّة ـ والثقافة التراثيّة للمكونات وازيائها الشعبيّة والأماكن الطبيعيّة، إذا ما استثمرت بالشكل الأمثل، مع إنشاء منتجعات سياحيَّة وتنفيذ مشاريع تخدم قطاع السياحة بالاستفادة من الاستثمار والمواقع الطبيعيّة قرب شاطئ الزاب والسدود الصغيرة فيها.
جائزة عاصمة السياحة العربيَّة
المختصّون في كركوك، تدارسوا خلال ندوة ترشيح كركوك للاشتراك في الجائزة الدوليّة لاختيار عاصمة السياحة العربيّة في العام 2025 التي تقيمها جامعة الدول العربيّة/ المنظمة العربيّة للسياحة، والتي تتم فيها المنافسة بين خمسة مدن عربيّة ضمن معايير موضوعة، لذلك رشّحت مدن كركوك والبصرة والموصل للتنافس حول ذلك، والخطوات الأولى عقد سلسلة ملتقيات وندوات
تشاوريّة ونقاشيّة من أجل طرح الرؤى والأفكار التي تؤدي الى جهود موحّدة للعمل للارتقاء بالواقع السياحي.
معاون محافظ كركوك علي حمادي أكد، أنَّ "الدول الراغبة في ترشيح أحد مدنها لتكون العاصمة السياحيّة العربيّة لا بدَّ أن تتوفر فيها جميع المعايير المطلوبة في بنود التقييم وأسس الاختيار، والتي تكون مرة كل عام بعد الإعلان عنها في دورة المجلس الوزاري العربي للسياحة"، مبيّنًا أنَّ "اختيار إحدى المدن يعقبه اتخاذ خطوات منها تقديم القطاع الخاص تسهيلات وتخفيضات للسائحين في أسعار الفنادق والمنتجعات، وفي أسعار النقل، وتخفيض رسوم الدخول الى المواقع السياحيَّة والاثريَّة والمزارات بنسبة تعلنها الدولة في دورة المجلس الوزاري العربي للسياحة التي يتمُّ فيها الاختيار، وتنفيذ عدة برامج وفعاليات بمناسبة الاختيار، وتقييم العاصمة المختارة أحد معالمها البارزة ليصبح مزارًا سياحيًّا".
ثقافة السياحة
وأضاف حمادي أنّ "المعايير في الاختيار تعتمد على سبعة ضوابط وضعت منها الادارة السياحيّة، البنية التحتيّة السياحيّة، الموارد السياحيّة، تنوع الأنماط والأنشطة السياحيّة، الحفاظ على البيئة وحمايتها، الاستجابة للمستجدات السياحيّة والنتائج المرجوة"، لافتا أنّهم "في كركوك يسعون لوضع استراتيجية تضم آليَّة عمل وخطوات تنفيذيَّة في قطاع السياحة خاصة، وان كركوك تمتلك عدة مواقع ومعالم ومقومات سياحيّة، مثل القلعة والقشلة، والنار الأزليّة، ومقام الإمام زين العابدين (ع)، ومنارة داقوق، واننا نعمل لتوفير المتطلبات لذلك عبر إنشاء مشاريع سياحيّة ومنتجعات تحقق تقليل البطالة ودعم الاقتصاد، وتحويل المدينة الى نقطة جذب سياحي بالاهتمام بالأماكن الأثريّة والأماكن ذات الطبيعة التي تساعد على السياحة، وإنشاء مناطق خضراء، وإجراء دراسة متكاملة لواقع الحال، والاهتمام بالطاقة الفندقيّة والبنى التحتيّة السياحيّة والمراكز التجاريّة والمطاعم، وايجاد أنشطة تساعد على السياحة مثل المهرجانات والمعارض وغيرها، والاستفادة من التنوع القومي في المدينة وتراث كل قوميّة وطائفة وازيائها الشعبيّة، وتوفير أماكن رياضيّة وملاعب والاهتمام بالبيئة، ووضع نواة للتنمية السياحيّة والاهتمام بالأدلاء السياحين، وتخصيص دليل السياحي وثقافة التعامل مع السائح والحفاظ على رصانة الشركات السياحيّة في القطاع الخاص".
خطوات عظيمة
رئيس قسم السياحة في كركوك سرمد محمد جميل، أكد لـ (الصباح)، أنَّ "القسم بدأ بخطوات تدريجيّة لاختيار المناطق الجاذبة للسيّاح واقتراحها للمحافظة لطرحها للاستثمار، وإنشاء مجمّعات سياحيّة استثماريّة، السنة الماضية استقبلت كركوك زوّارًا أجانب زاروا المدينة، واهتمّت إدارة السياحة في بغداد بأن تكون المحافظة منطقة جذب سياحي وليست منطقة مرور، والاهتمام بالمواقع الاثريّة وترميمها هو أيضًا ضمن عملهم لتطوير الواقع السياحي كونها من نقاط الجذب للسياح"،
وبيَّنَ أنَّ "المختصّين في الشأن عقدوا ندوتهم لمناقشة موضوع ترشيح كركوك لتكون العاصمة السياحيّة العربيّة للعام 2025 والمعايير الموضوعة من قبل المنظمة العربيّة للسياحة من أجل الاختيار، ودراستها بطريقة تنفيذيّة من الجوانب كافة"، مشيرًا الى أن "كل دوائر المحافظة معنية بالمساهمة من أجل تنفيذ متطلبات المعايير المذكورة".
مشروع سياحي
المحافظة وضمن جهودها لتطوير الواقع السياحي والاهتمام بإنشاء المساحات الخضراء، وتحسين البنية العمرانيَّة والجماليَّة في مركز المدينة، تنفذ دوائر مشروع تطوير نهر الخاصَّة، معاون مدير المجاري نصيف جاسم أكد لـ (الصباح)،
أنّ "المديرية وبالتعاون مع البلديّة تقوم بتنفيذ مشروع تطوير نهر الخاصَّة بطول 1400 متر في الموقع بين الجسر الثالث حتى جسر غرناطة، ويتضمن مجاري صندوقيَّة بعرض 1,5x1,5 متر
لجمع مصبّات المجاري وعزلها، وله فوائد بيئيَّة، وإنشاء مضخات مائيَّة على شكل سدود صغيرة بواقع ستة سدود صغيرة في نهر الخاصَّة، وتعمل على سقي الأطراف التي سينفذ فيها مشروع سياحي على طول الوقت".
بدوره أكد مدير المشاريع في البلديّة هيرش سعيد لـ (الصباح)، أنّ "المرحلة الثانية تتضمن التكسية الحجريَّة وأعمال تنظيف كاملة وإنشاء مساحات خضراء، وتشجير حدائق وملاعب أطفال، ومضمارًا للرياضة على مساحات واسعة، ويضاف لها لمسات جماليَّة، نافورة وأكشاك وغيرها، ويعدّ المشروع من المشاريع المهمة التي تساعد على تنشيط السياحة وتوفير أماكن تنزه للأسر، ومن المؤمل التوسّع في مساحة الإنشاء عند نجاح تجربة الأولى".