سكينة تحسين
في ظل عصر السرعة وتزايد منصات التواصل الاجتماعي التي أظهرت لنا أشخاصا يدعون أنهم مدربو تنمية وتطوير الذات، يقومون بنشر وبث معلومات غير صحيحة عن العلاقات ومن الممكن أن تؤدي إلى تدمير وفشل هذه العلاقات، وفي جانب آخر هناك من هم مدربو تنمية وتطوير الذات ولكنهم لم يأخذوا الصدى الواسع الذي يستحقونه، بالتأكيد تسأل نفسك الآن ماهي التنمية؟
تنمية
تقول غدير محمد (20عاما) من بغداد، أنَّ "التنمية ليست مجرد مجال إنَّما أسلوب حياة، أفادتني كثيرًا في حياتي وعلمتني قواعد العيش السليم، ورفعت عن كاهلي المتعب كُل الحطام والرواسب المجتمعيَّة، ويجب وجود محتوى تنمويّ عراقيّ سواء على أرض الواقع أو من خلال منصات التواصل الاجتماعيّ، وذلك لأن المحتوى التنموي هو وسيلة لتغيير الفرد العراقي الذي اعتاد المشاعر والأفكار الحزينة.
ارتقاء الشعوب
ويذكر علي أحمد (21 عاما) من البصرة، التنميةُ تجذب الناس التائهة الذين يجب عليهم التفرقة ما بين المدربين المعتمدين وما بين أصحاب المحتوى الذين يقدمون كلاما فارغا مثل (أبدأ، وانت تستطيع.. الخ) دون خطط علمية، لذا يعدُّ هذا الكلام مجرد تخدير مؤقت، ومحتوى التنمية بالعراق غير غني بالشكل المقابل لغير بلدان.
ويشير (عماد الفهد) مدرب تطوير الذات والتنمية المعتمد من المركز الوطني، أنَّ التنمية هي إرتقاء للشعوب اعتبارا من أنها تركز على مفاهيم ومفردات تستهدف الذات البشرية من عِدة اتجاهات على المستوى: الروحي، العقلي، الأسري، وتحاول أن تدفع الأنسان وتستثمر هذه الطاقة الهائلة للتخلص من الاكتئاب والقلق.
الإعلام
ويرى الفهد، أنَّ السلطة الرابعة لها دور كبير في نشر الثقافة والوعي ما بين المجتمع ولا سيما ثقافة التنمية وتطوير الذات من خلال التواجد في الدورات والورشات والاستشارات على المستوى الخاص والحكومي، ويجب أن يتواجد الإعلام من أجل اظهار التطور والوفرة والنجاح الذي يتواصل لها الفرد العراقي.
تقول ندى العمار (دكتورة في كلية الإعلام)، أن التنمية البشرية عنصر أساسي في تطوير المجتمعات على الصعيد الانساني، الاجتماعي وتهدف إلى تحقيق الرفاهية وتلبية الاحتياجات المهمة والضرورية للإنسان كي يحيا بوضع لائق من خلال العمل إلى تطوير قدرات الإنسان وامكانياته في كافة المجالات لتحقيق الارتقاء الفكري للإنسان الذي يعد هو الثروة البشرية لعملية التنمية. وإن دور التعليم في تحقيق التنمية ودور الوحدات الارشادية، والنفسية، والاجتماعية، سواء في الجامعات او عبر وسائل الإعلام لا شك لها دور في تحقيق الحافز من خلال شحذ الهمم وتنمية القدرات.
مراكز الإبداع
يشير ضياء علي (رئيس مركز تنمية الإبداع)، أنَّ انتشار مراكز التنمية والابداع خطوة صحيحة، لإنَّ المراكز معنية بتطوير القدرات المختلفة، ونحن في مركز الإبداع نركز خاصة على الأطفال واكتشاف مهاراتهم، وإذا كانوا في أعمار صغيرة من ٣ سنوات سوف يكون من السهل تقييمهم ورعايتهم وتطوير قابليتهم الإبداعية.
ويكمل ضياء، أن الجوانب الايجابية في مركز الابداع كثيرة، مثلاً معرفة قدراتهم في سن مبكرة وتطويرها ونبرز مواهبهم، وتنمية مواهبهم في جميع الجوانب، أما السلبيات فتتعلق بالتكلفة وذلك كون برامج التطوير مكلفة.
ويضيف علي، أنَّ عدد المتدربين في مركز تنمية الإبداع من 2013 إلى اليوم بلغ عددهم أكثر من 30 ألف متدرب على ثمانية برامج إبداعية، ومنها الحساب الذهبي والرياضيات والفن والرسم وغيرها من البرامج، وللأسف عدد المراكز في العراق سواء حكومية أم خاصة قليلة ولا ترتقي لمستوى الطموح.
يذكر حيدر خليل (مدير مركز تنمية الإنسان) أنّ "انتشار مركز التنمية خطوة صحيحة لغرض استقطاب أكبر عدد من الشباب واعطائهم الفرصة للمشاركة في البرامج التدريبية، ومن ايجابيات مراكز التنمية هو تطوير المهارات والقدرات لدى الشباب وبناء شخصيتهم وجعلهم أفرادا فاعلين في المجتمع من خلال اقامة الورش والدورات التدريبية الخاصة ببناء الذات، أما بالنسبة لرفع مستوى التنمية في العراق، يأتي من خلال انتشار المؤسسات والمراكز الثقافيَّة التي تهتم بإقامة الورش والدورات التدريبية المكثفة".
انعدام التخطيط
ويقول صانع المحتوى محمد الصافي، لاحظت في الفترة الأخيرة هناك من يستغل مجال التنمية ويعمل جلسات وكورسات وهم بالأساس يقدمون محتوى ليس بالضرورة أن ينطبق على حياة الناس، حقيقةً هناك العديد من السلبيات التي تلحق صناع محتوى التنمية في العراق ومنها لا يوجد منهجية وتداولا للمعلومات بشكل لا يعطي للموضوع قيمة، فكل فرد لديه تجربة خاصة لا يستطيع تطبيقها على حياة الأفراد الآخرين، وتناول موضوعات مبتذلة تستهدف جذب فئة المراهقين.
أما الإيجابيات فيقول الصافي، أنَّ التنمية هي مفاهيم ومدارس جديدة بدأت تدخل حياة الفرد تجعله على معرفة بجوانب شخصيته المختلفة، وكيف يسعى من أجل تطويرها.