بغداد: سرور العلي
نظمت كلية الآداب في الجامعة العراقية ندوة بعنوان "الإعلام والتطرّف الديني للإرهاب قراءة في تبادليّة التأثير وأواصر التحالف"، وافتتح الإعلامي د. ناجي الفتلاوي الندوة بالحديث عن مفهوم التطرف، وكيف أنه جزء من مشواره الطويل، لا سيما أن لديه موسوعة يعكف الاشتغال عليها الآن، ويتحدث بها عن المتطرفين، كما عرض مقدمات عدة للتطرف، وكونه يعد اليوم من الإشكاليات الكبرى.
وأوضح بالقول: "هذه الندوة إعلامها يشي بمضمونها، فحين نقول الإعلام المتطرّف المنتج للإرهاب قراءة في تبادليّة التأثير والأواصر والتحالف، فكان لنا خوض في جينالوجيا التطرّف الديني من حيث الجذور والمنطلقات، ونحن نعيش ثقافة الصورة، والهيمنة الرقميّة، فلا بدَّ أن تكون هناك مساحات تعريفيّة مشتركة بين التطرّف والإعلام، ونجح التطرّف إلى نسبة يعتد بها في امتطاء صهوة الإعلام، وجعله جسراً لإيصال أجندته المتطرفة". كما وقدمت موج يوسف، أكاديمية وناقدة، ومسؤول إعلام كلية الآداب في الجامعة العراقية مفاهيم عدة للتطرف، وعلاقته بالإعلام اليوم، وكيف يقوم بصنع خبراء في الكذب، وقيام بعض الإعلاميين المرتزقة، وممن يعملون لمصالحهم الخاصة بقلب الحقائق، وتوجيه الآراء نحو قناعات معينة، وباتجاهات بعيدة عن الحياديّة والمهنيّة. إذ أكدت ذلك قائلة: "هذه الندوة هي إشكالية تنطلق لخطورة الخطاب الإعلامي بصورة عامة في العالم، والعراق خاصة، فقد شخّصنا من خلال الخطاب، وهي اللغة المحرّضة والعنيفة، المثيرة للكراهية، واللغة ذات الإيديولوجية الواحدة والفكر الواحد، انطلاقا من الإعلام الأوروبي، الذي رسّخ لقضايا مهمة، ومنها على سبيل المثال قضية شرعية أميركا بقصف العراق، كذلك شرعية الإسلام وهو يدعى بالإرهاب". وناقش الحضور في الندوة الخطاب الإعلامي في العراق بالعقدين الأخيرين، والذي بات ذا توجهات تحريضيّة وطائفيّة، مع إبعاد الخطاب الإعلامي في القناة الحكوميّة، كونه موضوعيًا وحياديًا، ولا ينتمي لأي تطرّف أو عنف، كما تمَّ التركيز على الدراسات الاكاديميّة، بأن تتبنى تناول الخطاب العنيف في الإعلام، وتكون موضوعات للبحث والدراسة. د. نواس الخفاجي من قسم اللغة العربيّة لفت إلى أن هذا الموضوع بالنسبة لنا مصيري، وحاضر في كل ساعة ما دامت القوى الأخرى تعمل على تربية هذه الأفكار المتطرفة، أو تعتمد عليها في تحقيق مصالحها، وهو مادة مهمة للدراسة والبحث في كل لحظة، وبكل أبعاده، لا سيما أن لدينا مفاهيم نسبيّة عن التطرّف، وربما هذا ينعكس حتى على تعريف الإرهاب، وكل بلد يفهمه بشكل مختلف، وإذا لم يكن هناك متلقٍ مهيَّأ لاستقبال خطاب التطرّف، فلن يكون له دور فاعل في المجتمع. أحمد طاهر، طالب دكتوراه في قسم الجغرافية بيَّن "الإعلام له دور كبير في بثِّ السموم والأفكار المتطرّفة، وإن كان له جانب إيجابي ببث روح التسامح والوحدة والقوة، ونحن نطمح بأن يكون لدينا إعلام حيادي ومهني، بخاصة أنّه السلطة الرابعة، وله أهمية كبيرة في المجتمع". وعاود الفتلاوي للحديث مشيرا إلى أن عناصر الإعلام لبث التطرّف كثيرة، ومنها ضخه عبر الوسائل والمحطات الإعلامية، واتهام كل مخالف بالرأي على أنه خارج عن الملة، وتغيير الحقائق، وتحويل الضحية إلى شخص بحاجة للقصاص، والجلاد وضعه بصورة الضحية، وتغيير بعض المفاهيم، ومنها أن هذا المجتمع منحرف، وضخ الحماس، لتشجيع الناس على التطرّف، والدخول في الإرهاب. وأقترح معالجات عدة، للحد من الإعلام المتطرّف، كأن يكون لدينا "فلترة" صحيحة، وحتى لا تكون هناك ولادة جديدة للمتطرّف باسم آخر، علينا مسابقة الزمن، ونكون متقدمين على الفكر المتطرّف إعلامياً، حتى نعرف خطوته المقبلة.