الاكتئابُ هو اضطرابٌ نفسيٌّ شائعٌ يصيبُ في الغالب ثلاثة من كل عشرة موظفين، الأمر الذي يؤدي الى قلة إنتاجهم في العمل وزيادة نسبة الإجازات المرضيَّة والتغيب عن العمل.
والموظف الذي يعاني من الاكتئاب قد يبدأ بتصرفاتٍ غير معتادة في مكان عمله، وتظهر عليه أعراٌض قد لا يدركها هو، غير أنَّ زملاءه يلاحظون ذلك ويصفونه بأنه
صار:
• يعمل ببطء.
• غالباً ما يرتكب أخطاءً.
• غير قادرٍ على التركيز.
• ينسى كثيراً.
• يتأخر عن العمل والاجتماعات.
• لا يأتي للعمل.
• يتشاجر ويتجادل مع زملائه.
وتشير التقارير الطبيَّة الى أنَّ ظروف العمل السيئة مثل المكاتب المزدحمة أو المعامل كثيرة الضوضاء أو المحال الحارة وعديمة التهوية قد تجعلُ العمال متوترين وعرضة للشدّ والضغط النفسي، كما أنَّ الأعمال الرتيبة المكررة بشكلٍ يوميٍ والمخاوف المتعلقة بالتغيرات المستقبليَّة تجعلُ الموظفين يضجرون وتثير فيهم القلق الذي يعدُّ أحد أهم أسباب
الاكتئاب.
ويزيدُ في الحالة سوءاً إذا كان المدير يوجه الانتقاد على كل كبيرة وصغيرة بأسلوبٍ فيه نوعٌ من نيل الكرامة، لا سيما أنَّ المكتئب يكون حساسا
جداً.
ومع أنَّه لا يوجد دليلٌ أكيدٌ على أنَّ ظروف العمل السيئة يمكن أنْ تؤدي الى مرض الاكتئاب، لكنَّ الضغط المفرط والشدّة بمكان العمل والمشكلات الأسريَّة والأحداث المؤلمة المفاجئة قد تسهم في ظهور الاكتئاب.
وللتعامل مع حالات الاكتئاب في مكان العمل ينبغي أنْ يكون لدى المدراء ورؤساء العمل ثقافة بالصحة النفسيَّة تمكنهم من تمييز حالات الاكتئاب بشكلٍ مبكر، والظروف التي يكون فيها الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به، وما إذا كان الاكتئاب شديداً يحتاجُ صاحبه الى مراجعة طبيَّة عاجلة، أو خفيفاً يكفيه إجازة وراحة مناسبة، فضلاً عن توعية الموظفين بواجب مساعدة زملائهم الذين تظهر عليهم أعراض اكتئاب، ولا نمارس السخريَّة منهم كقولنا (عوفك منّه هذا معقّد).
فإنْ تعاملنا معهم بمحبة والتخفيف عنهم بنكتة مثلاً، فإنَّ هذا يضمن ليس فقط تعافيهم وعودتهم لممارسة نشاطهم الطبيعي لعملهم، بل وانعكاس ذلك إيجاباً على حياتهم الأسريَّة في بيوتهم، وتعميق العلاقات الإنسانيَّة التي تبعدُ عنعه وعنَّا جميعاً، الشعور باليأس وتغير مسارنا نحو حب الناس
والحياة.