مدارس متهالكة ومخاوف من كوارث

منصة 2023/10/22
...

  بغداد : نوارة محمد

ككلُ سنة، يستقبل الطلاب مراحلهم الدراسية الجديدة بظروف قاسية لا تختلف عن السنوات السابقة، لاسيما أن أعدادهم في تزايد مستمر، وأبنية المدارس تفتقر لأدنى شروط السلامة وهي تعاني من تداعيات كثيرة فبعضها عُرضة للانهيار، والبعض الآخر يسير إلى الخروج الفعلي عن الخدمة مما يشكل خطراً محققا على الطلاب.
حوادث ومشكلات كثيرة يواجهها طلاب المدارس الحكومية فيزداد السخط الذي يُعبر عنه الأهالي في ظل غياب الاهتمام المؤسساتي، لاسيما إن أبنية بعض المدارس غير مؤهلة وصالحة. في هذا السياق، وجه مدير ناحية العظيم شمالي ديإلى عبد الجبار أحمد تحذيراً للجهات المسؤولة من خطر 10 مدارس متهالكة تهدد حياة آلاف، لاسيما إنها لم تحصل على مستحقات القرض الصيني الذي يشمل 56 مدرسة.
ومن جانب آخر يبين العبيدي إن "غياب الاهتمام بأعمال التأهيل والترميم قد يؤدي إلى كارثة، لاسيما أن كل مدرسة من هذه المدارس تضم 400 طالب كحد أدنى."
وتابع أن "مشروع القرض الصيني الذي يشمل تشييد 56 مدرسة، لم يوزع على المدارس بشكل مهني، وهو اقتصر على 4 مدارس فقط، متوقف إلى حد ما في مدرستين ولم يباشر بالعمل في الآخرتين."
ويؤكد "نحن بحاجة ملحة لهدم وإعادة بناء ما يقارب أكثر من 10 مدارس، لحل مشكلة انشطار المدارس إلى قسمين أو اكثر والاكتظاظ الطلابي الذي يؤدي إلى أزمات لا نهاية لها."
ومن جهته أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد أن العمل لا يزال قائما وهناك خطط ضمن البرنامج الحكومي لإعادة تشييد أكثر من 2000 مدرسة، لاسيما مدارس القرى والارياف والمدارس الأكثر ضررا."
ويضيف: لدينا ضمن البرنامج الحكومي خطة لترميم أكثر من 2000 مدرسة، وها نحن نصل إلى العدد 1009، هناك اهتمام كبير تبديه الجهات المعنية في مدارس المدن وحل مشكلات الاختناقات الطلابية وإعادة تجهيز هذه المدارس بالمعدات المدرسية."
قلق الاهالي من تردي الابنية المدرسية له ما يبرره. تقول السيدة آمنة علي: لن أترك أولادي في مدارس يزيد طلاب الصف الواحد عن 45 طالبا.. إنه أمر في غاية الصعوبة، لقد اخترت المدارس الاهلية للحفاظ على مستواهم الدراسي، ولحفظ سلامتهم من خطر مؤكد من الممكن أن يحدث وبدون مقدمات.
إلى ذلك يبين نقيب المعلمين العراقيين عباس السوداني أن مشكلات وزارة التربية  ترتبط بالوضع العام المتردي وهي تؤدي بدورها إلى عدم استقرار هذه المؤسسة، واكتظاظ طلابي، فضلا عن حاجة العراق إلى ما بين 8 و9 آلاف مبنى مدرسي للتخلص من الدوام المزدوج المطبق حالياً وخلق هذا جوا غير صحي وأبنية متهالكة.
وتابع أن "المنظومة التربوية مغلقة الافاق لكن الجهود التي يبذلها العاملون في هذا القطاع حثيثة بالرغم من وجود اخطاء تؤثر سلبا في الاجراءات التربوية وتقف بوجه الخطط المنهجية التربوية."
ومن وجهة نظر أصحاب الاختصاص ومن بينهم المشرفة التربوية هند محمود، 58 عاماً، التي دعت إلى الاهتمام بالعملية التعليمية لتسليط الضوء على الخلل والاخفاقات، والعمل على تخصيص ميزانية كافية للنهوض بالواقع التربوي.. إذ لا بدّ من بناء ما يحتاجه العراق من مدارس، وكذلك توفير مؤسسات توعية للتطوير المهني والمدارس المهنية وللمعلمين من المرحلة الابتدائية إلى المستويات العليا. وتبين أنه وبحسب الخبراء التربويين، نحن بحاجة لمسح ميداني بحسب الكثافة المناطقية وتحديثها خلال فترة لا تزيد عن عشر سنوات، وبما يلبي احتياجات المجتمع، ويوفر فرص عمل للخريجين تنفع الدولة من دون أي تدخل أو تمييز طائفي أو عرقي في المناهج.