في مهرجان غوتنبرغ السينمائي الذي يعدُّ أكبرَ مهرجانٍ سينمائي في الدول الاسكندنافيَّة، اعتمد تقديم (سينما التنويم) في ثلاثة عروض يحضرها منّوم مغناطيسي، يجري مباشرة عمليَّة تنويم مغناطيسي قبل العرض كي يمهد لدخول المشاهدين الى عوالم الفيلم وهم في شبه غيبوبة.. كان بينها فيلم (لاند اوف دريمز- أرض الأحلام) للمخرجة الإيرانيَّة – الأميركيَّة شيرين نشأت.
وتكثر في أفلام السينما الأجنبيَّة والعربيَّة مشاهد تعتمد التنويم المغناطيسي في كشف الأسرار، لتشغل اهتمام المشاهد وتثير فضوله لمتابعة الفيلم، تقوم في حقيقتها على خدعة هدفها الترويج
للفيلم.
وعلمياً نقول: إنَّ التنويم المغناطيسي تسمية مجازيَّة لحالة عميقة من الاسترخاء والسكون النفسي والبدني تحدث بمساعدة شخصٍ متخصص، يعملُ بواسطة الإيحاء على إحداث استرخاءٍ عميقٍ لدى «المنّوم» وشعور لذيذٍ من الطمأنينة والسعادة مع عدم رغبة في إبداء أيَّة حركة أو النطق أو حتى التفكير، مصحوبة برغبته أنْ يُتركَ ليستمتع بهذا الشعور أطول فترة ممكنة.
وبالرغم من أنَّ «المنّوم» يبدو كالنائم، إلا أنَّه في الحقيقة واعٍ ومدركٌ جيداً لما يدور داخله أو حواليه، وفي الوقت عينه تكون مشاعره وأحاسيسه منتبهة للغاية، وذاكرته متوقدة تمكنه من تذكر أشياءٍ كثيرة سبق أنْ نسيها تماماً، كما أنَّ تركيزه وانتباهه يكونان قويين، وقدرته على التخيل تكون أقوى مما هو عليه في العادة، واستجابته للإيحاءات التي يرغب فيها تكون كبيرة. والتنويم المغناطيسي (والأصح: الإيحائي) يمكن إحداثه ذاتياً؛ يعني أنت بإمكانك أنْ تقومَ به من غير أنْ تدري، إذ يقوم اللاشعور أو العقل الباطن بتقديم إيحاءات قد تكون سلبيَّة أو إيجابيَّة تؤثر في سلوكنا وحالتنا النفسيَّة وعلاقاتنا بالآخرين سلباً أو إيجاباً. والحالة الأكثر حدوثاً هي (التنويم العفوي) الذي يحدث بصورة غير مقصودة، وذلك عندما ننهمك في قراءة قصة مشوقة أو مشاهدة السينما والتلفزيون، أو عند قيادة السيارة، ففيها يكون الشخص مسترخياً ومركزاً على شيءٍ واحدٍ فقط، وكل ما يشاهده أو يسمعه يجد طريقه مباشرة لعقله الباطن لينطبع فيه، وبالتكرار تكون الفكرة الجديدة جزءاً لا يتجزأ من (نظم اعتقاده) تؤثر في سلوكه وفي تصرفاته في المستقبل.
وعراقياً، وجدنا هناك أفكاراً شائعة لكنها خاطئة بخصوص التنويم المغناطيسي، وإليك حقائقه:
1 - لا يمكن إطلاقاً تنويم أي شخصٍ لا يرغب في ذلك.
2 - لا يمكن جعل «المنوّم» قول أو فعل أي شيء لا يريده أو يتعارض مع قيمه وأخلاقياته ودينه. وما تراه في أفلام السينما «دراما» تقومُ على خدعة وليس علماً.
3 - الاعتقاد بأنَّ القائم بعمليَّة التنويم يسيطر على المنوم ويفعل به ما يشاء هو اعتقادٌ خاطئٌ، لأنَّ المنوم إذا شعر بذلك يستطيع العودة الى حالته الطبيعيَّة في لحظة.
4 - لا خطورة إطلاقاً من حالة التنويم، إذ يمكن الخروج منها ذاتياً أو بمساعدة القائم بها في أيَّة لحظة.
ومع ذلك فإنَّ للتنويم المغناطيسي – أو الإيحائي فوائد أهمها: علاج أعراض الأمراض العصابيَّة مثل القلق، الوسواس القهري، الشعور باليأس المطلق، نوبات الرعب، الفوبيا، الهستيريا.
وكذلك التخفيف من المعاناة الناجمة عن قرحة المعدة، ارتفاع ضغط الدم، الربو، الصداع المزمن، آلام الظهر، المفاصل، والأمراض الجلديَّة.
نعم ممكن، ولكنْ حذارِ أنْ تفعلها بنفسك.